22-02-2014 10:52 AM
بقلم : زكريا محمد إبراهيم الخطيب
لا بد أن يكون لكل إنسان ردة فعل تدل على بقاء الحياة فيه أمام ما يحيط بنا من أحداث مريرة، حتى لو كان دليلنا على حياة نفوسنا الإصابة بالكآبة. يا حياتي لِمَ تأخذيني إلى مماتي؟ فكلما يأمر اليوم فيكِ أتحول من ميتٍ إلى مميتِ، لماذا هذا التشاؤم الذي حاكه سباتي؟ سباتاً يزيد الجهل ويخفي ما نسجه صمودي ألهذه النتيجة أوصلني سباتي؟! شخصٌ نحيل بالعلم وسمينٌ بالأكل لقد جعل نهاري بداية ليلِ الطويلِ "ليلٌ كئيبٌ لفني وطواني واستوحشت روحي وهز كياني"(1) ظلام يحيق بي ويقتلني في صمته صوتُ رصاصٍ يخترق جسدي. فقلت له: ما بالك أيها السواد الداكنُ تقلد سهام الغادرين الذين يقتلون الأياما في ظلمتك ولا تعرف أني من المشائين في الظلام، وأعمل لأخرتي فغداً إما نور في القبر أو ظلمات.
أنا فارس حيٌ، لا أخشى رصاصتك أيها الظلام فصراخ النساء المستنجدات والأطفال الباكين في ذاكرتي يشعل ناراً تفجر الرصاصات، يخطف الغادرون الأبرياء من حياتهم في زمن الخريف هذا.
لكني أرى فجر ربيع جديد ينبلج، وينشر البسمة على شفاه الثائرين، ويهدي الغافل إلى رشده والتائهين إلى صوابهم والكئيب إلى ألوان الزهور المتموجة بألوان قوس الله، أنا لست أحلم، لم أعد كئيباً لم أعد……..
(1) كلمات مضمنة من أنشودة عريقة