22-02-2014 10:58 AM
بقلم : عمر ضمرة
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عمليات شراء الأراضي في فلسطين المحتلة ، سواء أراضي واقعة في الضفة الغربية أو أراضي فلسطين عام 1948 ، حيث تم تداول العديد من القصص التي تؤشر بوضوح الى وجود خطط ممنهجة لدى الصهاينة لابتلاع أراضي الفلسطينيين ، وحيازتها ،من خلال الاغراءات المالية الضخمة التي يقدمونها لمن يملك قطعة أرض في فلسطين المحتلة ، فلا يدخرون وسيلة ولا يعدمون حيلة لاجتذاب النفوس المرهقة وغير الثابتة على المبادىء والقيم الدينية والأخلاقية ليفاوضونها على امتلاك الأراضي .
ويبدو ان عمليات الشراء تتسارع وتيرتها ، فالصهاينة يسابقون الزمن ، ربما لارتباط ذلك بما يطرح من خطط أمريكية لحل القضية الفلسطيينية واعلان دولة من ورق ليس لها حدود وغير متصلة جغرافيا في ظل وجود المستوطنات ،وليس لها سلطة لا على ماء ولا على أرض ولا على سماء ، اضافة الى طي ملف اللاجئين نهائيا وعدم السماح بالعودة ، والترويج لمشاريع أخرى غير مقبولة .
عمليات الشراء تتم بأشكال غير قانونية ، فالسفارة " الاسرائيلية " في عمان تقوم بعمليات الشراء ، كما ان الشركات الصهيونية في الداخل تقوم بالشراء من وريث واحد بغض النظر عن موافقة كافة الورثة ، فهي أشبه بعمليات النصب ووضع اليد والمصادرات اليومية التي يقوم بها الصهاينة منذ ان دنست أقدامهم الأراضي الفلسطينية ، ولكن المؤسف في الموضوع استعداد البعض للخيانة والتورط في مثل هذه العمليات المشبوهة ، الأمر الذي يستدعي ضرورة البدء بحملة وطنية للتمسك بالأرض وعدم التفريط بها ولو مقابل أموال الدنيا كلها .
في هذ الزمن المحتشد بالفتن والضلالات ، والمحن والمؤامرات ، والسفاسف والمخططات ، ينبغي على الانسان التفكير والتروي، والتدبير والتأني ، والخلود الى نفسه ساعة اثر ساعة ، كي لا يطغى عليه الشيطان ويوسوس اليه بشتى الفكر المبعدة اياه عن الدين والأخلاق والمبادىء والقيم ومحددات التفكير التي يقبلها العقل ويقرها الوجدان .
والشياطين البشرية ممن كانوا يدعون الوطنية ويبيعون الشعارات ويسوقون اتهامات العمالة والخيانة بحق الآخرين ، يبدو أنهم اختاروا تسويد ذاكرتهم ، ظنا منهم أن الآخرين ليس لهم ذاكرة ، فأحرقوا شعاراتهم وداسوا على كلماتهم في أسواق الدعارة والفجور ، ارضاءً لنزواتهم ورغباتهم وسفالاتهم ونفوسهم الظامئة للطين التي سولت لعقولهم تبرير البيع للصهاينة كتعويض عن أراضيهم التي لا يملكونها ، بينما ان فلسطين وقف للعرب والمسلمين والمسيحيين لايجوز التصرف بها من قبل أي شخص .
في ظل الصراع العربي الصهيوني ، فان أرض فلسطين ، كاملة ، تعتبر وقفا لا يجوز التصرف به بصورة فردية ، ولا يحق لأحد أن يسوق لنا مبررات واهية غير مقبولة حول تنازله " حتى لوعن بضعة أمتار "للصهاينة ،،حيث أن أبلغ وصف لمثل هذا التصرف هو الخيانة العظمى والعمالة المطلقة للصهاينة، ومن يتنازل عن أرضه لهم ليس غريبا عليه أن يبيع عرضه وشرفه مقابل نفس تلك المسوغات التي تمجها النفس ويرفضها العقل والمنطق والدين والأخلاق .
ولابد أخيرا من حملة وطنية لتأكيد التمسك بالأرض على المستوى المحلي والعربي والدولي ، فتضافر الجهود وتنسيقها وتكاتف الأصوات الوطنية ضرورة ملحة للوقوف سدا منيعا أمام ضلال النفوس وطغيانها وانحرافاتها المنذرة بالخراب العام وضياع الأوطان .