22-02-2014 11:07 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
ما الذي ترمي اليه الحكومة عندما طلبت من المواطنين الاردنيين تعبئة طلبات الحصول على الدعم الحكومي للمحروقات وبكل هذه التفريعات والبنود والكثيرة ، فان كانت تهدف لادراك الحقائق فهي موجودة في سجلات الدوائر والمؤسسات المختلفة والبنوك ، ولكنني أرى بأن هذه العملية ليست سوى مضيعة للوقت فقط ؛ فالمواطن الاردني الجائع والمنهك لن بكتب الحقيقة ـ كما تريدها الحكومة الاردنية ـ خشية رفع الدعم عنه ؛ فعلى سبيل المثال : فان المتقاعد العسكري لن يخبر الحكومة عن وجود بقرته الحلوب أو عنزاته ونعجاته اللواتي يعتاش منهن خشية رفع الدعم عنه ، كما أن المتقاعد المدني لن يخبر الحكومة عن دكان الصغير الذي بجلس ليتسلى فيه أول النهار وآخره خشية رفع الدعم الحكومي عنه ، كما أن الموظف البسيط لن يخبر الحكومة بأنه عن موبالاته الخمسة الموزعة بين أفراد عائلته خشية رفع الدعم الحكومي !!!
إذن فالحكومة لن تصل للحقيقة التي تربدها بهذه الطريقة أبدا” لان المواطن العادي لن يخبر الحكومة بما تريده لعدم ثقته بالحكومة ولعدم اطمئنانه لما ترمي اليه .
وإن كان الهدف الحقيقي للحكومة هو الهاء المواطنين وقتل أوقاتهم وتيئسهم وتعجيزهم تهيئة” لالغاء الدعم في المستقبل القريب ؛ فهذا التصرف وهذا الاسلوب يذكرني بقصة المرأة العربية الفقيرة والتي طبخت الحجارة والماء في قدرها بهدف إلهاء وتسكيت وتنويم أبناءها الجوعى ! ولكنها بقيت على هذا الحال دون ان تحقق مرادها ، وبقي الأبناء يصرخون من شدة الجوع في جوف الليل حتى شاهدها الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فحزن لحالها وبكى لفعلها ، ثم أسرع لبيت مال المسلمين وجلب لها كل ما تحتاجه من الدقيق والزيت والتمر ...
أيتها الحكومة الرشيدة : إن أغنياء البلد معروفون للجميع وأصحاب الأرصدة المكدسة في بنوك الداخل والخارج مكشوفون للجميع ، فلغ داعي للتلاعب باعصاب الفقراء والجوعى ؛ إن الطعام عندكم كثير والخير لديكم وفير ، ولكن الأمور لن تستوي وتسير إلا بكف الاذى ووأد الفساد وبالحكمة وحسن التدبير .
كفوا عن هذه الاساليب العبثية في تعاملكم مع شعوبكم المسكينة ، ولكن : القليل من رحمة عمر ، والقليل من عدل وانصاف عمر ، والقليل من ورع وتقوى وايمان عمر ...