24-02-2014 09:23 AM
بقلم : الدكتور عواد النواصرة
نتذكر قبل عدة سنوات برنامج اذاعي بث على الاذاعة الاردنية تحت مسمى: ما يطله المستمعون، ويعتمد ذلك البرنامج على رسائل طالبي الاغاني المختارة. في هذا المجال نتمنى على الحكومة الاردنية ان تكون مثل برنامج ما يطلبه المستمعون، اي ان تلتقط رسائل المواطن، تتحسسها لتقوم بدورها بتلبية ما يريده المواطن من الحكومة. واول الرسائل نبعثها الى الحكومة الاردنبة تتعلق بالتعليم المدرسي في الاردن. فالمفارقة بين ما قدمت وما هو موجود حدوث العكس اي ان النظام التعليمي في الاردن اصبح ما يطبه المستمعون من جانب اخر اي من كل قطر اغنية. هل يعتقد وزير التربية والتعليم ان الفزعة التي قامت بها الوزارة مؤخرا للحد من حالة الغش في الثانوية العامة اصلحت نظام التعليم في الاردن؟ لماذا يغش الطالب اصلا؟ هل ثقافة مجتمهنا مبنية على الغش؟ لا والف لا انما هو خلل في نظامنا التعليمي امال باخلاق طلبتنا الاعزاء الى ثقافة الغش، انها حالة دخيلة على مجتمهنا الاردني سبها تراكمات من سياسات فاشلة للتعليم المدرسي في الاردن. انتجت ثقافات غريبة على مجتمهنا ومنها: معلم بلا هيبة، طالب بلا علم، مدارس بلا تعليم.
فالدول التي وصلت الى مراحل متقدمة في مراحلها العملية هي الدول ذاتها التي اصلحت نظام تعليمها في المدارس والجامعات. اما نحن في الاردن فنريد صعود السلم قفزا دون المرور بمراحلة المختلفة، فاصلاح التعليم في الاردن اولى من انتخاب مجلس نواب او حتى تطوير التجربة الحزبية، لان اللبنة الاساسية في اي مجتمع هي التعليم ثم الانطلاق الى باقي الاهادف فهل يعقل ان الحكومة الاردنية لا تدرك حجم خطورة ضعف النظام التعليمي في الاردن. اين يكمن الخلل ؟ هل هو في نظرية التعليم في الاردن ام في الية التطبيق؟ كيف تقاس نسبة الامية في الاردن؟ اقولها هنا ان نسبة الامية الحقيقية في الاردن تفوق الرقم المعروف او المعلن لدينا، اذا ما اضيف لها ان الكثير من الطلبة في المدارس لا يعرفون الحروف العربية ولا يكتبون، وبعضهم وصل الى المرحلة الثانوية لا يستطيع كتابة اسمه. امية داخل المدارس بكل اشكالها فكرية وتعاملية وساسية الى متى؟
هل افلس الاردن علميا؟ ولم يعد بمقدورنا معالجة الخلل في النظام التعليمي. منذ ان دخلنا المدارس ولغاية الان ونحن نسمع بخطة تطوير التعليم في المدارس الاردنية حتى تمنينا ان التعليم في الاردن بقى على حاله في الماضي وكيف كان للمدارس هيبتها وللمعلم هيبته، وللشهادة المدرسية هيبها. هل اذا طبق وزير التربية الحالي بعض الانظمة التي حدت بنسب معينة من الغش في الثانوية العامة يعني انه قد اصلح نظام التعليم في الاردن؟ هل نحن نضحك على انفسنا؟ نحن بحاجة الى خطوات علمية وملموسة ودراسة واقع مجتمهنا وما هو بحاجة اليه من مناهج تناسب المناطق الجغرافية في الاردن برمتها، دون الحاجة الى استيراد انظمة تعليمية وتجارب في دول تختلف عنا في ثقافتها وموروثها الحضاري، ما هي الفائدة من التجارب الكندية في التعليم او حتى البريطانية؟ لم تفدنا بشيء انما جلبت لنا المزيد من الخلل في نظامنا التعليمي لانها طبقت على مجتمع يختلف عن تلك المجتمعات.
اتوجه هنا ال اصحاب الاختصاص في برامج التعليم في الاردن بداية من وزارة التربية والتعليم ومرورا بصانعي القرار في التعليم ان يراعوا الله تعالى بمستقبل ابنائنا وما يطبقوه من تجارب على التعليم الاردني واننهض في الاردن ببرامج تعليم تناسب واقعنا ومجتمهنا وما فيه من قيم وعادات وتقاليد. وان نركز على مرحلة التعليم الاساسي الدنيا، وان ننقذ المراحل الاساسية العليا والثانوية، وان نعيد للمدارس هيبتها وللمعلم هيبته، واذا لم نفعل فعلينا قراءة الفاتحة على روح التعليم في الاردن.
Awad_naws@yahoo.com