حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 33111

"جيران السلام" فيلم يصور حياة لاجئين سوريين في الزعتري

"جيران السلام" فيلم يصور حياة لاجئين سوريين في الزعتري

"جيران السلام" فيلم يصور حياة لاجئين سوريين في الزعتري

26-02-2014 12:39 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - موهبة العشريني إبراهيم شاهين في مجال الصناعة السينمائية، وشغفه بإنجاز عمل متميز، يمثل بلدَه الأردن من خلاله، هو ما دفعه إلى خوض تجربة جديدة، اختار مخيم الزعتري، فضاءً مناسبا لها.

شاهين الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، استطاع، بعزمه وإصراره، أن يوظف موهبته في التصوير، وخبرته في صناعة الأفلام، في إنجاز مشروع جديد وفريد من نوعه، تمثل في تصوير فيلم يروي قصة ثلاثة شبان يعيشون في مخيم الزعتري، يصف فيه التفاصيل الدقيقة للأيام الثلاثين، بحلوها ومرها، التي أمضاها مع هؤلاء الشباب في هذا المخيم.

جاءت مشاركة شاهين في مشروع فيلم "جيران السلام" الوثائقي بالصدفة، عندما كانت منظمة أميركية متخصصة في صناعة الأفلام تبحث عن شاب أردني يشاركهم التصوير في المخيم، ويساعدهم في الترجمة أثناء تعاملها مع اللاجئين.

لم يأت قبول شاهين بهذا العرض من باب مساعدة الفريق الأميركي في التواصل مع اللاجئين فقط، بل قبل أيضا حتى يحقق أمنيته في إنجاز فيلم وثائقي في داخل المخيم، من خلاله موهبته المفضلة.

شاهين احترف التصوير منذ أن كان طالبا في المدرسة، ودرس صناعة الأفلام، وهو ما جعله ينتهز هذه الفرصة لخوض تجربة جديدة، خصوصا وقد وجد أعضاء المنظمة الأميركة في شخصه، الطموح والإلمام بمأساة الشعب السوري، والقابلية للعيش شهرا كاملا في المخيم.

يهدف فيلم "جيران السلام"، وفق شاهين، إلى تسليط الضوء على الجانب الإنساني في المخيم، ونقل الواقع الحقيقي فيه إلى المجتمع الغربي..

"كانت التجربة صعبة كثيرا"، نظرا لظروف اللاجئين المعيشية في المخيم. لم يكن من السهل على شاهين أن يستسيغ العيش في المخيم شهرا كاملا، لكن إدراكه لمأساة الأطفال والنساء، ومعاناتهم، وجهلهم للمصير الذي ينتظرهم، وحُلمهم بالعودة إلى ديارهم، هو ما جعله يتحمل ويصبر ويملك القوة والإصرار للاستمرار في تحقيق الهدف.

"استمددت قوتي وعزيمتي من اللاجئين". لقد تجاوز شاهين صعوبات ومشاق الأسبوع الأول، واضعا نصب عينية هدفه الأسمى في إثبات موقف الشعب الأردني إلى جانب الشعب السوري، وتعاطفه مع قضيته ومشاركته مأساته.

ويتابع: "وجودي في الزعتري جعلني أشعر بقيمة كل شيء أملكه"، لافتا إلى أن ما عاشه في المخيم خلال تلك الفترة غيّر الكثير في شخصيته ومفاهيمه، خصوصا تلك القصص التي سمعها من اللاجئين، عن تعايشهم في المخيم، وعدم مواجهتهم لأي شيء سلبي على الإطلاق.

وأكثر ما أثر في شاهين، قصة "أم علي" التي استشهد ولدها في سورية، وما تزال تبكي عليه، وتشكو حرقة ألمه وفراقه، وتكتب مشاعرها الجياشة، وآلامها، على جدران "الكرفان" الذي تقطنه.

ويشير شاهين إلى أن إحدى المنظمات المعنية بتقديم المساعدات للاجئين، قامت بدعم هذه المرأة، وساعدتها في إنشاء مشروع خاص بها، وهو مشغل صغير لصناعة الصوف، استطاعت به أن تعيل اليوم أهلها في سورية، وفي المخيم.

"أم علي أعطتني دافعا قويا، وغيرت مفاهيم الحياة في نظري؛ إذ أيقنت بأن الإنسان مهما واجه من مشاكل ومصائب فإنه قادر على مواجهتها، والتغلب عليها في النهاية"، وفق شاهين.

لم يكن الخوض في مشروع "جيران السلام"، بالأمر الهين؛ حيث كان شاهين يمشي ورفاقه عشرات الكيلومترات يوميا، ليتمكنوا من الحصول على الخبز والمؤونة، لذلك كانوا يستيقظون في وقت مبكر، حتى لا تضيع حصتهم من الخبز والمؤونة في ذلك اليوم.

ويصف شاهين المبيت الذي كان في مدينة المفرق لأسباب أمنية، قائلا إن فريق العمل كان ينام في أحد المخازن، وذلك لعدم وجود شقق فارغة للإيجار، واصفا طيبة أهل المفرق وحفاوتهم التي كان لها أكبر الأثر على نفسه.

"فيلم جيران السلام" الذي يعتبر شاهين جزءا منه، سيتم عرضه خلال الصيف الحالي في أميركا، وسيعرض في وقت لاحق في الأردن، فقد أكسب هذا المشروع، شاهين، الكثير من الخبرة التي جعلته ينظر إلى الحياة بمنظور آخر. كما أنه أصبح أكثر اهتماما بالناس المحتاجين، وأصبح همه الوحيد هو العمل في مجال حقوق الإنسان، ورسم البسمة على وجوه المستضعفين والمحرومين.

فترة التعايش في مخيم الزعتري، بكل تفاصيلها، أثرت كثيرا في نفس شاهين. لقد وصف تلك اللحظات التي لعب فيها مع الأطفال، والقصص التي قرأها لهم، ووصف جلوسه إلى النساء، وسماع معاناتهن. كما أنه شرب الشاي معهم، ولعب "الشدة" مع المقيمين في المخيم، لافتا إلى أن طيبة الشعب السوري جعلته يتغلب على صعوبة الحياة في المخيم.

ولم يكن حب شاهين للتصوير وليد اللحظة، حيث صقل موهبته منذ أن كان في المدرسة، إذ كان يقوم بتصوير الفعاليات التي تقوم بها المدرسة، إضافة إلى أنه كان يعمل في إحدى المجلات، يمارس فيها موهبته وهوايته. كما كان شديد الرغبة في إثبات أهمية موهبته لأهله.

وبعد التخرج من المدرسة، حصل شاهين العام 2010 على درع العمل بروح الفريق الواحد، وبعد ذلك قام بالعمل مع المدرسة كمنسق لنشاطات المدرسة.

ولم يقتصر جهده على المدرسة وحدها، بل مارس التصوير كذلك خلال دراسته في الجامعة البريطانية، كصانع أفلام؛ حيث عمل مع قناة الجزيرة، ومع الـbbc، ومع قناة 9 الاسترالية، في برنامج 60minutes، التي أنجز فيها مجموعة من الأفلام الوثائقية.








طباعة
  • المشاهدات: 33111

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم