26-02-2014 09:47 AM
بقلم : رقية القضاة
إنه لمما يستوجب الشعور بالامتنان والشكر الدائم لربنا سبحانه وتعالى ، أنّه جل وعلا قد كرمنا بمنظومة حضارية وعقائدية وفكرية مبنية على أسس لايستغني عنها جيل من البشرية ولا يمكن لحضارة رشيدة أو مسيرة فكرية جادة في التغيير الراشد أن تتجاهل القيمة المعنوية والفكرية لهذه المنظومة البديعة التي جعلها ربنا تبارك وتعالى منارة يسترشد بها الراشدون والمسترشدون والمرشدون
وهي الشريعة التي يستند إليها كل ساع إلى نهضة الامة ،يسترشد بها ويستانس بعظمة ما جل ودق من كنوزها التي غيرت وجه البشرية المكفهر وظلت لقرون طويلة مصدر الهام لكل مجتهد في أي باب من أبواب العلوم وهي تمنح كل مجتهد نصيبا من الاجر فللمصيب أجران وللمخطيء أجر في حركة دافعة للنهضة والاستمرار في الاجتهاد ولكي لا تتوقف العقول المنفتحة على التجريب والبحث والتفاعل البناء مع الحياة وتطوراتها بدعوى الجمود الشرعي بل إنّ التفاعل الإيجابي مع الحضارات الأخرى ضمن العقيدة المصونة والثوابت المتميزة هي مطلب شرعي يقود إلى التعارف والتآلف الذي يقود إلى تعريف الامم بخيرية وعظمة وافتاح وتميز شريعة الإسلام مما يحقق الهدف الأسمى لهذه الرسالة الخالدة وهي عبادة الله وحده لا شريك له واتباع منهجه الالهي العادل الذي يضمن للبشرية الرخاء والسداد والانتاج والرشادوهو دين يدعو الى الاصلاح والتغيير والتقدم وحل جميع الاشكاليات بكل مصادرهاونتائجها وازالة العقبات التي تحول بين الامة ومجدها ورخاءهاوتقدمها ضمن معطيات هذا الدين ووفق الشواهد التاريخية والتجارب الحضارية التي شهدت لها الامم الاخرى بالنجاح والقدرةالتي لا تضاهى في هذه المجالات بل ان الاسلام طالب الامةبالمجاهرة بانتمائها لهذا الدين الاصلاحي عندما تتقدم به الى غيرها ليتبعوه وهم على يقين وقناعة بانه سبيل الخلاص الوحيد(ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين )واذاعرفنا معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (الخلق عيال الله أحبهم الى الله انفعهم لعياله)عرفنا ان السعي على مصالح الخلق وجلبها ودرء المفاسد عن حياتهم واقامة العدل فيهم والاجتهاد المخلص في ايجاد الحلول الشرعية للمشكلات التي تواجههم فريضة شرعية قولا وفعلا دعوة الى خير وعمل صالح بكل معاني الصلاح والنفع لبني الانسان وهو عمل حق الرقابة المطلق فيه لله ولرسوله وللمؤمنين وينضوي تحته كل عمل صالح نافع للبشرية(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).