حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32353

"ملكات الحرير": رسالة للحفاظ على التراث الفلسطيني

"ملكات الحرير": رسالة للحفاظ على التراث الفلسطيني

"ملكات الحرير": رسالة للحفاظ على التراث الفلسطيني

04-03-2014 12:21 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - عنوان جميل يحتدم بالمعاني، ويشرع أبوابه على صورة المرأة وذاكرة الوطن، وهو ذات الحرير الذي طرز الحكايات الأولى وتغنى به المنشدون وصاغته القوافي، إنه معرض التصوير الفوتوغرافي للفنان الفلسطيني أسامة سلوادي (ملكات الحرير) الذي افتتح يوم الأربعاء الماضي في جاليري بنك القاهرة عمان.

التقطت عدسة سلوادي خمسا وأربعين صورة هي مجموعة من الصور لنساء بالزي الفلسطيني التقليدي، حيث الألوان والتصاميم الفطرية الرائعة، ويأتي هذا المعرض حصيلة تعاون مثمر مع المعهد الثقافي الفرنسي ودارة التصوير الأردنية وحول الثيمة الرئيسية (معا)، وضمن شهر الصورة الذي تشارك به العديد من قاعات العرض الأردنية وسوف يستمر المعرض لغاية الحادي والثلاثين من آذار المقبل.

"ملكات الحرير" ذائقة الناس الشعبية، تلك المدهشة والحارسة لعبقرية المكان والزمان، يتجلى فيها الغناء ويحلق فيها زريف الطول بالميجنا والعتاب، يرصد الحياة بإيقاعها ومواسمها ورموزها، منذ كنعان الجد حتى الآن، وهو ذات الحرير الذي حفر في وجدان الطفل أسامة السلوادي أبجدية الجمال الأول.

راقب السلوادي بدقة خفة الأصابع وانسجام الألوان وكيف عبرت الأمهات عن أفراح القرى بأيقونة محفورة ومنتقاة من الشجن والحنين، إلا أن هذا الزي الفلسطيني القديم، قدم الأرض وأهلها، وظل صامدا رغم تيارات الحداثة.

حمل لنا السلوادي من رام الله ومن بلاد أحزنها الاحتلال وزينتها أصابع الأمهات والصبايا برسومات، هي ذاكرة باقية ودفتر للتاريخ، قدمه لنا هذا الفنان الشاب بعين ماهرة ومحبة وعاطفة أوصلتنا معله إلى حافة الدمع.

معرض "ملكات الحرير" ذاكرة وطنية، رصد فيه الفنان ذلك التنوع المدهش لأبناء وبنات الشعب الفلسطيني على اختلاف دياناتهم، إنهم سدنة الهوية وجمال التعبير.

قدم الفنان سلوادي خمسا وأربعين صورة من الحجم المتوسط، وكتيبا ملونا أعده الغاليري يشمل كامل الأعمال المعرضة قدمت للجمهور مجانا.

وفي حديث مع الفنان يقول، "اللقطة جزء من التاريخ، من الزمن، تبقى حية لسنوات طويلة، فهي جزء من الثقافة البصرية والجمال، فنحن الآن نحارب بالجمال، فالصورة هي سلاح حديث والصورة وثيقة تاريخية، ومثلما يقال، الصورة تغني عن الحكمة".

بدأ سلوادي رحلته بالتصوير قبل اثنين وعشرين عاما، ليشده جمال الطبيعة الساحرة المحيطة به لإلتقاط أجمل المشاهد وأروعها، ثم انتقل للتصوير مع الوكالات العالمية للعمل وسط بيئة الحرب في فلسطين، فصور في الإنتفاضة الأولى وتأسيس السلطة الفلسطينية وانتفاضة الأقصى، فكان عليه أن يكون مستعدا طوال اليوم.

إحدى غارات الاحتلال الغاصب العام 2006 نجم عنه إصابة الفنان سلوادي بشلل نصفي، لم يتمكن جراءها من السير على قدميه مجددا، لكن الإرادة والهدف أسمى من أن يقف عند تلك اللحظة، وبدأ العمل بتوثيق التراث الفلسطيني ومنه كتابه ومعرضه هذا (ملكات الحرير)، الذي اختار الحرير بالذات كون تطريز الأثواب يعتمد على الحرير وهو الأساس، وهو ليس مستحدثا بل يعود لسنوات طويلة.

ويعلق الفنان عن اهتمامه بالتراث بقوله، "سحرتني القصص التراثية والحكايات الشعبية واعطيت وقتا طويلا لقراءة التاريخ ومشاهدة الأعمال الدرامية التاريخية، وانشغلت في بداياتي الأولى مع الكاميرا في مشروع توثيق الموروث الثقافي الفلسطيني والتراث الشعبي في كتب مصورة حتى يتسنى لأولادنا معرفة ورؤية ولو القليل من تاريخهم".

يضيف، "يأتي هذا المعرض الذي يرصد الأزياء الفلسطينية النسائية عبر عصور طويلة تعود إلى حوالي ثلاثة آلاف سنة منذ عهد الفلسطينيين الأوائل والكنعانيين، فكثير من الرسومات والأشكال المطرزة على هذه الملابس تعود لملكات الكنعانيين، كما ثبت في عدة مراجع تاريخية وخاصة ثوب منطقة بيت لحم".

ويؤكد سلوادي "صورت كثيرا لسبب خوفي من أن يحصل "ترانسفير" وتهجير للملابس كما حصل للشعب الفلسطيني.

ويردف "كانت التدخلات الإسرائيلية في حياة شعبي صادمة، وكانت إجراءات التهويد والعبرنة والسلخ الثقافي تطل برأسها من كل شيء، وتسرق من شعبي ثقافته وحضارته وملابسة ومأكولاته الشعبية وأغانيه وأهازيجه، وما تزال تسرق كما يحدث الآن مع التطريز الفلسطيني الذي تلبسه مضيفات شركة الطيران الإسرائيلية العال على أنه تراث إسرائيلي وأصبح الحمص والفلافل أيضاً من المأكولات الشعبية عندهم بل وينافسون فيها في الأسواق الدولية، لكل هذه الأسباب ارتأيت أن أنتج هذا العمل الذي كلفني عاما كاملا من التصوير وعاما من البحث والتحضير.

ويشير إلى أنه باكورة مشروع كبير للتوثيق بالصورة للموروث الثقافي الفلسطيني في سلسلة كتب تصدر سنويا اذا توفرت الإمكانات المادية واللوجستية لذلك.

أما عن كتابه "ملكات الحرير" المؤلف من 250 صفحة فيقول، "صدر الكتاب بطبعتين قبل المعرض، وهو يضم صورا وشروحات، الشروحات كتبها الأستاذ شريف كنعان".

يوجه سلوادي رسالته قائلا، "نحن جميعا مطالبون بحفظ إرث وتاريخ وحضارة شعب يعاني منذ سنوات طويلة، وهذا الإرث معرض للسرقة والتحريف والتزوير من قبل الاحتلال".








طباعة
  • المشاهدات: 32353

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم