04-03-2014 10:27 AM
سرايا -
سرايا- توصلت شرطة دبي إلى عصابة مكونة من ثلاثة أشخاص (من جنسية دولة أوروبية)، بعد أن قتلوا تاجر مجوهرات (من جنسية دولة آسيوية) داخل مكتبه في منطقة نايف، وسرقوا كمية من الألماس النقي تقدر قيمتها بنحو 10 ملايين درهم.
وفروا خارج الدولة بعد ساعتين فقط من ارتكاب الجريمة، في حين أبلغت الشرطة سلطات الدولة التي توجهوا إليها حيث تم القبض عليهم هناك فور هبوط الطائرة .
وتابع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، تفاصيل القضية منوهاً بدور فريق البحث الجنائي في ملاحقة المتهمين وضبطهم خارج الدولة.
وقال القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة، إن «المتهمين أصيبوا بصدمة بالغة حين هبطت طائرتهم في مطار بإحدى دول شرق أوروبا وفوجئوا بسلطاتها تقبض عليهم بحوزتهم الألماس الذي أخفوه بطريقة احترافية في علب شامبو» .
معتبراً أنها «قضية عالمية بكل المقاييس سواء في ما يتعلق بإجراءات البحث والتحري التي اتبعها فريق العمل بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية أو بعملية الملاحقة الدولية».
تدريس القضية
قرر نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، تدريس القضية ضمن منهاج دبلوم المتحري، لاستخدامها في صقل موهبة رجال التحريات المنتسبين إلى الدبلوم، منوهاً بالجهد الكبير الذي قام به فريق العمل في القضية.
وأضاف أن «فريق العمل استطاع تحديد هوية الجناة، والوجهة التي انطلقوا إليها رغم تأخر عملية الإبلاغ عن الجريمة نحو خمس ساعات، وكان بالإمكان ضبطهم داخل الإمارة لو أبلغ عنها في التوقيت المناسب».
مشيراً إلى أن «فريق البحث حدد هوية المتهمين خلال 20 دقيقة فقط من تلقي البلاغ، على الرغم من تعطل الكاميرات في مسرح الجريمة، كما استطاعوا تحديد الطريقة الفنية التي استخدموها في تهريب الألماس وزودوا السلطات المعنية بالدولة التي توجهوا إليها بالمعلومات التي ساعدت على ضبطهم فور هبوط طائرتهم».
ولفت المزينة، إلى أن فريقاً من شرطة دبي سيتوجه إلى الدولة التي هربوا إليها بعد إعداد مذكرة الاسترداد بحق المتهمين الذين يشتبه في انتمائهم إلى إحدى عصابات الجريمة المنظمة.
إلى ذلك، قال مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي اللواء خليل ابراهيم المنصوري، إن «بلاغا ورد من زوجة المجني عليه بعثورها عليه مقتولاً في مقر شركته في منطقة نايف.
مشيراً إلى أن فريقاً من المباحث الجنائية والملاحقة الأمنية والأدلة الجنائية انتقل على الفور إلى موقع البلاغ، وتبين أن الرجل تعرض لاعتداء عنيف، وأن الجناة قيدوه في مقعده قبل خنقه حتى الموت- وفق تقرير الطب الشرعي.
وأضاف أن زوجة المجني عليه أفادت بأن زوجها تأخر على غير عادته عن المنزل فحاولت الاتصال به، لكن هاتفه كان مغلقاً، فانتظرت نحو أربع ساعات، ومن ثم تملكها القلق واضطرت إلى إيقاظ أحد جيرانها واتجهت إلى مكتب زوجها لتكتشف الجريمة.
وتابع المنصوري أن فريق العمل في القضية واجه تحديات مختلفة، منها تأخر الإبلاغ عن الجريمة بنحو خمس ساعات وهي مدة كافية لتنفيذها والهروب، والتحدي الثاني تعطل الكاميرات في المكتب، لافتاً إلى أن رجال المباحث أعدوا خطة احتواء سريعة وقاموا بعملية بحث وتحرٍ دقيقة توصلوا بواسطتها إلى تحديد ثلاثة من المشتبه فيهم، وهم في العشرينات من عمرهم وينتمون إلى إحدى الدول الأوروبية، الأول يدعى (ه. م) والثاني (س.ب)، والثالث (خ.م).
وأوضح أن المعلومات أفادت بأنهم زاروا الدولة سابقاً، والتقوا المجني عليه وأوهموه بأنهم تجار مجوهرات ويرغبون في شراء كمية كبيرة من نوع معين من الألماس الحر، فوعدهم بتجهيزها والتقوا في موعد محدد مساء يوم وقوع الجريمة.
وأفاد بأن المتهمين وصلوا إلى المكتب في الموعد المحدد وفور أن أخرج التاجر المجوهرات ضربوه بآلة حادة على رأسه، واعتدوا عليه بعنف لدرجة خلفت آثاراً واضحة على جسده، ثم قيدوه في مقعد بالمكتب وخنقوه حتى الموت، واستولوا على المجوهرات ثم هربوا من المكان.
وأشار المنصوري إلى أن ضباط الارتباط التابعين لشرطة دبي في منظمة الانتربول لعبوا دوراً مهماً في سرعة التنسيق بين شرطة دبي والسلطات الصديقة في دولة شرق أوروبية قصدها المتهمون تجاوبت بسرعة واتخذت إجراءاتها، لافتاً إلى أنه أثناء عملية التنسيق قبل 15 دقيقة من وصول طائرة المتهمين حدد فريق العمل ثلاثة احتمالات لتهريب الألماس منها إخفاؤها في علب الشامبو تم إبلاغ السلطات هناك بذلك، وتم بالفعل تفريغها بطريقة مناسبة صورت بواسطة إحدى المحطات الفضائية هناك أثناء العثور على الألماس المسروق.
وأفاد المنصوري بأن المتهمين اعترفوا تفصيلياً بالجريمة، وسجلت اعترافاتهم، ويجري حالياً العمل على استردادهم لاستكمال إجراءات القضية.
وأكد أن من السلبيات التي رصدت في هذه القضية تأخر الإبلاغ من جانب الزوجة معرباً عن أمله أن يتجاوب أفراد الجمهور بشكل أسرع مع الشرطة حتى في حالات الاشتباه لأن الوقاية خير من العلاج، لافتاً إلى أن السلطات الموجودة في الدولة التي قصدوها أكدت أنه لو تمكنوا من الخروج من المطار، فإن من الصعب ضبطهم لاحقاً.