بقلم :
نشر احد المواقع الاخبارية الزميلة قبل ايام خبرا وتقريرا عن " مها علي" امين عام وزارة الصناعة والتجارة اكال فيه كاتبه بعض الاتهامات الباطلة والتي لا تستند في ادناها الى أي دليل ومنها كتاب صادر عن وزارة الصناعة والتجارة الى الخطوط الملكية الاردنية لحجز تذكرة سفر لعطوفتها !!!! ثم تضخم راتبها الى ما يقارب ثلاثة اضعاف المعدل الطبيعي لراتبهاالشهري . كل مسؤول وبطبيعة عملة معرض للسفر الى الخارج وهذا امر طبيعي !! .. ومن قال ان المسؤول الذي يسافر في مهمة رسمية عليه ان يسافر على نفقته الخاصة ؟؟؟؟ ...
ثم وبعد ان تقصيت وتحريت وجدت ان اثمان تذاكر الطيران التي كانت تسافر بها الى جنيف وغيرها بخصوص منظمة التجارة العالمية كانت تغطى لاحقا من قبل منظمة التجارة العالمية , ثم تبين لي ان فرق الراتب التي كانت تتقاضاه كان يغطى ايضا من منظمة التجارة العالمية وليس من موازنة الوزارة اوالدولة ...!!
امر مؤسف ومحزن ان نصل الى هذا المستوى من الاعلام والى قمة اللامهنية واغتيال الشخصية ... فقد وجدت الصحافة ووجد الاعلام ليدافع عن الحق وعن المظلوم ووجدت ايضا لنشر وفضح الفساد والفاسدين ...ولكن بعد التاكد والتحري ...!! , الم يبقى هناك اخبار وتقارير مهمة وصادقة حتى ننشرها ؟؟؟ اليس هناك من فاسدين ومفسدين وعلينا التحري لفضحهم وكشفهم ؟؟ هل ضاقت بنا آلاف وكالات الأخبار والمواقع الألكترونية لأصطياد وقنص خبر من هنا وآخر من هناك واصبح لا شغل لدينا سوى اغتيال شخصية بعض المسؤولين الشرفاء وممن وصلوا لمناصبهم بجهدهم وكدّهم وعرق جبينهم ؟؟ لا اعرف " مها علي " شخصيا ولم يسبق ان التقيت بها , واقسم ان ما من احد طلب الي كتابة هذا المقال ..ونادرا ما اكتب عن اشخاص , ومعلوماتي عنها كانت فقيرة وليست بتوسع , ولكنني وبعد ان قرأت ما كتب عنها وقرأت بعض التعليقات السخيفة والساخرة التي صدرت من كثير من المعلقين والذين اجزم ان كثيرا منهم يضع تعليقه دون قراءة كامل المادة وقبل فهما واستيعابها , بعد ذلك قمت بالأستفسار عن الآنسة " مها " من أكثر من طرف محايد .. , وخلصت الى ان "مها علي " كانت موظفة عادية , وكانت تتمتع باجادتها واتقانها لعدد من اللغات الاجنبية الرئيسية وبطلاقة وكان كثير من الوزراء والامناء العامون في وزارة الصناعة والتجارة يوصون بها لتكون بالاضافة لوضيفتها الأصلية مرافقة ومترجمة لكبار ضيوف الوزارة من الأجانب , فهذه وزارة ( الصناعة والتجارة ) مما يعني ان علاقات هذه الوزراة مع الخارج كثيرة ومتشعبة وللوزارة علاقة وثيقة جدا اقرب الى الشراكة مع منظمة التجارة العالمية , فضيوفها كثر كما ان مبتعثيها الى الخارج كثر ايضا .. , تدرجت " مها " في وظيفتها و ترقّت " من موظفة عادية الى رئيس قسم الى مساعد مدير الى مدير للسياسات الدولية , وهي من اوائل من اسس مديرية السياسات الدولية وعمل بها منذ استحداثها ... , ما من وزير او امين عام او موظف كان يحضر مؤتمر خارجي او داخلي او اجتماع أي كان بخصوص التجارة العالمية ومنظماتها الا وعليه المرور ب " مها علي" لان لديها كل الملفات والدراسات والتي قامت بنفسها بتنظيمها ... فهي كانت مستودع المعلومات فيما يخص اعمال مديريتها , فقد عرف عنها المثابرة والجد والاجتهاد والذكاء كما عرف عنها حسن التنظيم والادارة والشخصية ......وقد تخرج من مديريتها كثيرا من ملحقينا الاقتصاديين والذين كانوا ولا زالوا يعملون في سفاراتنا في الخارج .... وكثيرا من موظفي الوزارة ممن انتدبوا للعمل في منظمة التجارة في جنيف لمدة سنة او سنتين وبعد عودتهم كان كثيرا منهم ان لم يكن معظمهم يقدم استقالته من الوزراة ويعود للعمل مع منظمة التجارة العالمية لوجود اغراآت مادية كبيرة باستثناء " مها علي" فعادت من جنيف الى الوزارة والى عملها راضية ومقتنعة .
لا اقول ان جميع مسؤولينا وصلوا بالمثابرة والجد والاجتهاد , ولا اقول ان هذه هي سياسة حكومتنا الرشيدة , ولا اقول ايضا ان كل مثابر ومجتهد يصل الى ما يطمح اليه في ظل وجود الواسطة والضغوط و المحسوبة .... , فعهدنا بحكوماتنا المتعاقبة تعيين اصحاب المصالح والنفوذ ومن الانسباء والاقرباء الذين يهبطون علينا ب " الباراشوت " ... !! ولكن عند "مها علي " يجب ان نتوقف ... فقذف الناس بالحجارة ليس بالامر السهل ولا المقبول ومن لا يعجبه من ( داخل الوزارة ) ممن يمررون معلومات مغلوطة وكيدية للصحافة , من لا يعجبه ان تكون " مها علي" امين عام للوزارة ويستكثر عليها هذا المنصب ويعتقد انها تجاوزتهم وان الأحقية لهم وينظر اليها بعين الحسد والحقد , اقول لهؤلاء , "مها " تجاوزتكم بجدها واجتهادها وبعرق جبينها ... واحب ان اطمئنهم اكثر بأن اقول لهم انه في مقالي القادم قد اخاطب عطوفة الآنسة " مها علي" ب صاحبة المعالي ..؟؟
الكاتب ناشر موقعي جوفايننس وديرتنا الاخبارية