حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27893

دعوة .. ذي النون

دعوة .. ذي النون

دعوة .. ذي النون

05-03-2014 09:46 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 'دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت( لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )،فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له ' رواه الترمذي وغيره وصححه ألألباني...
اطلاق لقب الحيتان على من توصلوا لقمة الفساد والظلم فرصة لنا ان نتذكر دعاء نبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهو في بطن الحوت , فان كنا قد اعرضنا عن الله تعالى في اوقات الرخاء فلماذا هذا الاعراض عن الله تعالى في هذه الشدة والتي يمكن إن تكون من اهم الاسباب التي اعادت بعض الكفار والضالين الى فطرة الايمان التي فطر عليها الانسان , فهل جهلنا بالاعتقاد والعقيدة التي تقع في ضمن ما بطن من الذنوب التي يغفل الانسان عن الاستغفار منها وتصحيح مفهوم الاعتقاد والعقيدة, ام هي ناتجة عن امراض اصابت القلوب لعدم تحملها ابسط امتحانات الايمان نتيجة جبنها وخوفها وحرصها فاصبحت هذه الفتن مصدر لعذاب القلوب ومرضها عندما انقادت خلف صفات النفاق , فلم يعد الانسان يشعر ويعي بكرامته المفقودة لغياب الهداية التي يتراحم بها الناس , ولغياب العزة لتعدد الالهة في حياته ,كون النفاق هو مرحلة اقصى من الكفر, والنفاق يميت الفطرة عند الانسان ...

ذكر في الاثر ان السلف الصالح اذا تغير خُلق دابته عند ركوبها عزا ذلك لذنب ارتكبه فيستغفر الله( فالانسان ليس معصوم عن الذنوب) ,لعلمه بحقيقة دور الخالق في حياة الانسان وعلى جميع امور الحياة ولعلمه بضرورة الايمان بالله فهو مفتاح للفهم السليم الذي يمكن الانسان من الاتصال والتواصل مع هداية خالق وحاكم هذا الكون ,التي تجعل الانسان المؤمن قادر على نسب اسباب احواله وما يتعرض له في كل لحظة لا للاسباب انما لمسبب الاسباب فينزه الانسان(اي يسبح الله ) خالقه الذي آمن بقدرته وارادته المطلقة على هذا الكون, وشعر بقربه وبفضله فيسترجع لله ويقر بذنه ( عدل فيا قضائك ) ويدعو من يجيب دعوة من استجاب اليه(اياك نعبد واياك نستعين ) ومن ارتجع( فقلت استغفروا ربكم) والمضطر اذا دعا فالمضطر الذي ادركه الهلاك وان كان كافر رجع الى فطرته فطرة الايمان في لحظات الدعاء ,التي تعني توحيد الله في نسب المصيبة والضيق والهم اليه فيستجيب الله تعالى لعبده كون الدعاء هو مخ بل هو العبادة الحقيقية ,وكون الدعاء الحقيقي لا يكون الا بحضور القلب, والقلب هو مكان الايمان ونظر الرحمن , فمن كان في قلبه رحمة وتواضع نجاه الله تعالى ومن كان على شاكلة فرعون وفي قلبه مثقال ذرة من كبر(والكبر يعني الاعراض عن كل حق ومهما صغر )اهلكه الله تعالى...

لا اله الا انت حقيقة الايمان والاعتقاد بالله وبقربه وبقدرته يتجاوز الانسان فيها امتحان الله له ,فهو لا يُحًمل الانسان ما لا طاقة له, وحقيقة الايمان تجعل الانسان المؤمن ينزه خالقه أي يسبح له عن الاعتقاد بالاسباب مهما كانت فالامر والقدرة له فلو اجتمع الانس والجن على افادة او مضرة انسان لن يتمكنوا الا بارادة الله تعالى هذا خاص لاولياء الله تعالى وليس لمن اتخذ الطاغوت ولي له , لا اله الا الله دعوة الانبياء بيقين التنزيه المطلق والذي لا يكون الا باقرار العجز وظلم الانسان لنفسه ,كما هي لتجديد الايمان والخروج من كل ضيق نتيجة لظلم الانسان لنفسه فالخير من الله والشر من انفسنا, وهي نور يضيء الظلمات عندما يغفل الانسان, فللتائب والمستغفر ومجدد الايمان دعوة مستجابة..

إن الشعور بمعية الله تعالى يدركها ويشعر بها الانسان عندما يحاسب الانسان نفسه في كل لحظة وينسب ما هو غير مالوف من قبل الاهل والعمل والطريق لذنب لم يستغفر الله تعالى عليه كما عملوا بما علموا السلف الصالح..
.








طباعة
  • المشاهدات: 27893
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم