05-03-2014 10:06 AM
بقلم : فيصل البقور
مما لا يخفى على احد ما تمر به منطقة بلاد الشام من نذر شؤم وحالة عدم الاستقرار التي يعيشها الكبير والصغير على حد سواء ، والاردن كونه جزء لا يتجزأ من بلاد الشام ومن امته العربية من المحيط للخليج ، حتى انه قد يتراءى لي انه الحصن المنيع امام كل المؤامرات والحياكات الليلية التي تتم سواء من داخل البيت او من الخارج والساعية الى زعزعة امنه من خلال دعاوى التشكيك وزرع الكلام في المسامع ذاك الكلام الذي لا ينم الا عن قلوب سوداء لا تعرف للحقيقة باب ولا للانتماء وجود ، والحمد لله دائما كان الأردن يمر من بين كل تلك المؤامرات والالغام التي لن تنفجر بأذن الله الا في وجوه زارعيها ، نعم يمر في كل مرحلة عصياً على الجميع ومع ذلك يبقى حضن العرب كل العرب .
ولا اعلم يقينا ما الذي يسعى اليه هؤلاء ، وما الذي يدفعهم الى ( خراب ) بيوتهم من الداخل ام اننا نُخرب بيوتنا بأيدينا وايدي اعداءنا ، فمن اعلام فاسد الى غذاء فاسد الى تقوّلات عارية عن الصحة الى زرع الفتنة سواء في الجسم التعليمي المدرسي والجامعي او في البيت العشائري بدأً من الاسرة الى العائلة الأكبر، مع الاخذ بعين الاعتبار محاولات دس السم في الدسم بين المحافظات والاقاليم ،او في صالونات النُخب اياها فالكثير منهم ( في ساعة على الهواء )يستطيع ايجاد الحلول الخاصة بالأردن ومشاكله سواء الاقتصادية او السياسية وغيرها ، فأين كان كل هؤلاء في زمن ( العز ) حينما كانوا هم اصحاب القرار على قوت وحياة الاردنيين واوصلونا الى ما نحن عليه ، ام ان تساهل الامن في المرحلة الاخيرة جعل من الابكم ناطقاً اعلامياً عن الناس وعن مستقبل اولادهم .
ان مشكلتنا هي مع الكيان الصهيوني الغاصب ، وبدلا من ان نلقي التهم جزافاً على المارة لما لا نتعلم من العقلية الصهيونية وكيفية اجماعهم على حماية خدعة التاريخ وكذبة الامم عبر العصور تلك المسماة دولة اسرائيل ، فمع اختلاف الفكر وتنوع المعتقد تبعاً لكيفية وصولهم على فلسطين من كل دول العالم ...مع كل ذلك الاختلاف الا انهم شركاء اساسيون ويعملون بجهد واحد وبطريقة عبقرية في ادارة كل امور حياتهم الداخلية او مع الدول العربية والغربية ، والسبب بسيط جداً ان هنالك اهدافاً مشتركة بينهم جميعاً وكل يسعى من جانبه لبلوغ الهدف العام وهو ديمومة هذا الكيان .
وانك لتجدهم وعلى فترات يشعلوا ناراً للحرب ثم يطفئها الله وتستمر تلك الطرق بكل نجاعة لإبقاء حالة الانتباه والحذر عند المسؤول والمواطن ، وتراهم ينسجون الاعلام العربي والغربي في الصيف والشتاء كغطاء لحالة اليهودي الذي يعيش غير مرغوباً به في المنطقة ، وهنا الحديث ليس عن كيفية ادارة السياسة الخارجية هناك انما فقط لنصحوا قليلاً ونعلم ان ادامة الازمة الاسرائيلية هي من صنع اليهود انفسهم بالاشتراك مع الاصدقاء هنا وهناك، لذا فبدل ان نهاجم بيوتنا حبذا لو جنّدنا انفسنا للعمل حرّاس لوطن باق ونحن الراحلون.
وهنا اعود ليس لجلد الذات بل للمقارنة ليس الا ، ومن قول الله تعالى : تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى... صدق الله العظيم
والآية هنا قطعاً لا تعني المسلمين الموحدين انما ترمي الى اليهود او المشركين حتى تبين لنا كمسلمين ماهية عقول وقلوب اعداءنا ، الا اننا نرى بوضوح من هم حملة الشتات في القلوب نحن ام هم ، نعم نحن اصحاب القلوب الحائرة والضائعة .ليس لعدم وجود اهداف وقواسم مشتركة لا بل اننا نعمل بجهد وافر على تسييس الاهداف الكبرى من اجل اهدافنا البسيطة والتي نعمل بكد للوصول لها وحمايتها وان تعارض ذلك مع الوطن والابن والدين ....
هنا تكمن الحكاية، فمن يُسخّرون امن واقتصاد وطنهم لهم ولحاشيتهم ، هم من يجب على الاردنيين لفظهم مرة والى الابد فلقد بانت منذ زمن النوايا وظهرت الحقائق التي حاولوا طمسها لكنهم فشلوا والان يريدون منا الاردنيين ان نستمع مرة اخرى ونعود للمربع الاول ونرخى لهم البطانة حتى يوسعونا زورا وبهتانا على الوطن وترابه .....
وهنا لا بد من اماطة اللثام عن كل هواة الدمار حتى يعلم العالم ان هنالك دولة على اطراف الحلم العربي قد ازالت ستار الوهم الذي كان يخفي حقيقة الفاسقين والفاسدين اصحاب الالسن المسمومة ، واني هنا لأدعوا ان تعود الاحكام العرفية حتى نبقي قنديلنا مشتعلا ما تبقى من العمر.
فنحن لا زلنا شعوب بعيدة عن الديمقراطية ولا نعرف كيفية استخدامها او تناولها جرعاتها سواء قبل الاكل او بعد الاستحمام .