حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,5 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 43893

المفلس والمجنون .. لا يأس مع الإيمان

المفلس والمجنون .. لا يأس مع الإيمان

المفلس والمجنون  ..  لا يأس مع الإيمان

06-03-2014 09:51 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - هذه الحكاية الواقعية تدل بشكل واضح أنه مهما اعتقدنا أننا تدمرنا وانتهينا فهناك ثمة باب نخرج منه للنجاة، ومفتاح باب النجاة هذا بداخلنا، فإذا كان شعور بطل هذه القصة بالقوة والقدرة على إخراج شركته من الإفلاس بسبب شعوره بالأمان لوجود شيك معه ، فلا شك أن الإيمان بالله سبحانه يعطينا قوة أكبر مما أعطاها ذلك الشيك لرجل الأعمال المفلس، فقط علينا أن نؤمن ان هناك قوة تقف معنا، فإذا تسلحنا بالإرادة للخروج من همومنا ودمارنا إلى نور النجاة وآمنا أن الله سبحانه معنا فمن المؤكد اننا سنعيد بناء ما تدمر من حياتنا.

 

المفلس والمجنون


لم يجد رجل الأعمال الغارق في ديونه وسيلة للخروج منها سوى بأن يجلس على كرسي بالحديقة العامة وهو في قمة الحزن والهمّ متسائلاً إن كان هناك من ينقذه، وينقذ شركته من الإفلاس؟.

فجأة!  ... ظهر له رجل عجوز وقال له : " أرى أن هناك ما يزعجك ".

فحكى له رجل الأعمال ما أصابه ، فرد عليه العجوز قائلا : " أعتقد أن بإمكاني مساعدتك ".

ثم سأل الرجل عن اسمه وكتب له " شيكاً " وسلّمهُ له قائلاً : 

" خذ هذه النقود وقابلني بعد سنة بهذا المكان لتعيد المبلغ".

وبعدها رحل العجوز وبقي رجل الأعمال مشدوهاً يقلب بين يديه شيكاً بمبلغ نصف مليون دولار 
عليه توقيع ( جون دي روكفلر ) .

علماً أن " روكفلر "  هو اسم رجل أعمال أمريكي كان أكثر رجال العالم ثراء ً في الفترة بين 1839م – 1937م، جمع ثروته من عمله في مجال البترول، وفي وقت لاحق أصبح من المشهورين، وقد أنفق روكفلر خلال حياته مبلغ 550 مليون دولار أمريكي تقريبًا في مشروعات خيرية.


أفاق الرجل من ذهوله وقال بحماسة : " الآن أستطيع أن أمحو بهذه النقود كل ما يقلقني ، ثم فكر لوهلة وقرر أن يسعى لحفظ شركته من الإفلاس دون أن يلجأ لصرف الشيك الذي أتخذه مصدر أمان وقوة له. 


وانطلق بتفاؤل نحو شركته وبدأ أعماله ودخل بمفاوضات ناجحة مع الدائنين لتأجيل تاريخ الدفع، واستطاع تحقيق عمليات بيع كبيرة لصالح شركته، وخلال بضعة شهور استطاع أن يسد ديونه، وبدأ يربح من جديد.


وبعد انتهاء السنة المحددة من قبل ذلك العجوز، ذهب الرجل إلى الحديقة متحمساً فوجد ذلك الرجل العجوز بانتظاره على نفس الكرسي، فلم يستطيع أن يتمالك نفسه فأعطاه الشيك الذي لم يصرفه،
وبدأ يقص عليه قصة النجاحات التي حققها دون أن يصرف الشيك. 


وفجأة قاطعته ممرضة مسرعة باتجاه العجوز قائلة : الحمدلله أني وجدتك هنا، فأخذته من يده، 
وقالت لرجل الأعمال :أرجو ألا يكون قد أزعجك، فهو دائم الهروب من مستشفى المجانين المجاور لهذه الحديقة، ويدّعي للناس بأنه " جون دي روكفلر ".


وقف رجل الأعمال تغمره الدهشة ويفكر في تلك السنة الكاملة التي مرت وهو ينتزع شركته من خطر الإفلاس، ويعقد صفقات البيع والشراء ويفاوض بقوة لاقتناعه بأن هناك نصف مليون دولار خلفة !


حينها أدرك أنّ النقود لم تكن هي التي غيَّرت حياته وأنقذت شركته، بل الذي غيرها هو اكتشافه الجديد المتمثل في الثقة بأنه يمكنه تخطى ذلك.. هم يسمونها الثقة بالنفس ونحن كمسلمين نطلق عليها " الثقة بالله "

نعم الثقة فى الله هى التى تمنحك قوة تجعلك تتخطى أخطر فشل وتحقق اعظم نجاح وهى بالضبط ما نحتاجه.

فقط افعل ما تستطيع واعلم أن قانون الله فى أرضه " إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".

ما أروّع هذا البيت من الشِعر : 

سيفتحُ الله باباً كنت تحسبهُ                من شدة اليأس لم يُخلق بمفتاحِ

هنا نستذكر قول صالح الدمشقي لابنه:

" يا بني، إذا مرَّ بك يوم وليلة قد سلم فيهما دينك، وجسمك، ومالك، وعيالك فأكثِر الشكر للَّه تعالى، فكم من مسلوب دينه، ومنزوع مُلكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية ".








طباعة
  • المشاهدات: 43893

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم