08-03-2014 09:49 AM
بقلم : امجد الشهوان
في ظل الظروف التي تعيشها المملكة في السنوات الثلاث الاخيرة و بالتحديد منذ اِنطلاق مسيرة الاِصلاح الشامل و محاربة الفساد حيث رافق ذلك تخبط و اِلتفاف على القوانين واِرتفاع مؤشر الجريمة وبشاعتها مما ولد حالة مخيفة و رتيبة هي " الفوضى " , نعم الفوضى التي نلمسها بسلوك الأفراد وردود أفعالهم الغاضبة وتعالي الأصوات المطالبة هنا وهناك مما ينبثق عنه تعتيم للمشهد وزيادة في الاِرباك و عصف للأذهان و تخبط و عدم وضوح , الأمر الذي شجع أغلبية من هم في دائرة المسؤولية والقرار على التغول على المال العام بضراوة و بدون رحمة في ظل غفوة من القانون و المحاسبة مما أفقد السواد الأعظم من الشعب مشاعر الولاء والاِنتماء الأمر الذي يجعل السفينة في مهب الرياح تواجه أمر أمرين : اِما الغرق أو أن تهيم في البحر اللجي , فالربان مشغول باِدارة الدفة والطاقم يعمل على اِصطياد ما أمكن من البحر و مكنوناته أما المسافرون فقد رأوا بأن الخروج من الدوامة أصبح ضرب من المستحيل ,,,,,,,
ان ما كان يميز هذه البلاد هو الأمن و الأمان و الاِنتماء فالجميع كان يردد الترانيم الوطنية بقلب واحد حيث كانت العلاقة التي تقوم على العاطفة الصادقة بين الشعب و مليكه قصة تُروى و تروي ضمأ كل عاشق , لتكون " الأردنية الهاشمية " قصيدة غزل و فخار عنوانها الاِستقرار تتغنى بها الشعوب . اِلا ان مرضى النفوس قد أطاحوا بجسر الثقة بين الشعب و الملك بفسادهم و وطنيتهم الزائفة فاِستسلم الناس لحقيقة مفادها شريعة الغاب فالقوي آكل لحقوق المستضعفين وانه لا حساب ولا عقاب , لذا فضل الشعب البقاء متفرجاً فزاد العبء عليه و على الملك واستفادت البطانة و المسؤولين فاِزدادوا شراسة و شراهة و طمعاً .......
أنت أيها المواطن عندما ترى مركبة حكومية خارج أوقات العمل الرسمي اِحتج لان مصروفها من جيبك فهي تكلفك 850 دينار شهرياً ... أنت ايها الموظف عندما ترى بأن مسؤولك يتغول على المال العام ويقوم باِهداره أبلغ عنه و أوقفه عند حده لأنه يتلاعب بمصيرك و مصير من بعدك و أنت ايها المسؤول اِتقي الله بالامانة الموكلة اليك و لا تخن فأنك بذلك تساهم بهدم البنيان اِذا أطعت من هم أكبر منك على حساب الصالح العام ..... فلنحافظ على هذا الوطن قبل ان يأتي وقت نبكيه و نتحسر على حفنة تراب ,,, انت ايها العاقل المتعلم الفاهم ناقش بعقلانية و أفهم العامة ماذا يجري و بأن الشائعات قد زادت فزادت معها الضبابية و عم التخبط و ساد الضياع فهكذا تندثر الأمم والأوطان .....
الملك يسافر و يجوب أقطار الأرض باحثاً عن المساعدات و الهبات لهذا البلد الذي أعيته قلة الموارد و أنهكه اِستخفاف الكثيرون من أصحاب المناصب و النفوذ بالأنظمة و القوانين فأصبح ما يأتي لا يكفي نهم و جشع هؤلاء . فيتبقى حل وحيد يتيم أمام صناع القرار ألا وهو رفع الأسعار .... ليتم دفع فواتير رفاهية مصاصي الدماء و اِستنزافهم لمواردنا والطاقات و الطموحات من عرق الشعب و جهود الملك . و ان الاِستسلام أمام هذا الطوفان و اِستحسان دور المتفرج على ما يحصل و الاِنجراف وراء الشائعات يجعل من الحاضر و المستقبل محطة للفوضى والاِنهيار لا قدر الله .
و مما لا شك فيه بأن الشعب و الملك هما بنفس الخندق فالخطر يحيط بهما من كل صوب و يجب الاِستفاقة قبل فوات الأوان . والتخلص من هذا الوباء الذي نخر الوطن و هدم بنيانه و أن تنزل على رؤوس سارقي الوطن قبضة من حديد لتطيح بها من على سور القانون الذي تدلت من فوقه غير آبهة بشيء ليحل لحن الرخاء و الاِستقرار بدلاً من النشيد المشؤوم . نشيدهم , نعيق الغربان ,,,علينا الصمود من أجل حاضرنا و مستقبل الأجيال القادمة فلا خيار و لا متسع من الوقت فاِستعادة الثقة بين طرفي المعادلة في هذا الوطن , الشعب والملك هو الحل الوحيد للعبور الى بر الأمان و بناء الأردن الحديث.......