حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,15 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 26597

الحاج الزيود .. مات بشكل مؤقت بعمر الخامسة ليعيش بعدها تسع سنين وقرن كامل

الحاج الزيود .. مات بشكل مؤقت بعمر الخامسة ليعيش بعدها تسع سنين وقرن كامل

الحاج الزيود  ..  مات بشكل مؤقت بعمر الخامسة ليعيش بعدها تسع سنين وقرن كامل

09-03-2014 07:03 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - ارتبط اسم الحاج عبد الكريم يوسف زيود، الذي سكن بلدة سيلة الحارثية قرب جنين، بحادثة غير معتادة: فارق الحياة حينما كان في الخامسة من العمر، كما ظن أهله وأقاربه، وعاد إلى الحياة ليقفز تسع سنوات فوق حاجز القرن ، ثم فارق الحياة مرة أخرى في كانون الثاني 2009.

وفق الروايات التي ورثها الحاج زيود وتناقلتها الأجيال، وصار الأحفاد يلمون بتفاصيلها الصغيرة، فإن مرضاً ألم بالطفل-وقتئذ- وألزمه الفراش لفترة طويلة، بعدها قدّر الأهل أنه انتقل إلى الرفيق الأعلى، فبكوا طفلهم الوحيد، وجهزوا له القبر، والكفن، وفي نهاية تغسيله عادت إليه الحياة، إذ عطس وتحركت أطرافه.

يقول ابنه إبراهيم: تزوج جدي"يوسف" من امرأتين، ولم تنجب له الأولى واسمها"حاجة" أبناء، فيما أنجبت ابنة عمه "سعاد" ثلاث بنات، وولدًا واحداً "عبد القادر"، بعدها أقترن بثالثة"مُسعدة"، التي أنجبت والدي عبد الكريم إضافة إلى ابنتين أخريين.

يتابع ولده أستاذ اللغة العربية المتقاعد : "أصيب والدي رحمه الله ، بطفولته بمرض ألزمه الفراش فترة طويلة، ولم يكن في تلك الأيام مستشفيات وأطباء كما اليوم. فدخل في غيبوبة على ما يبدو، فظنت الأسرة أنه فارق الحياة، فأعد له القبر والكفن، وهَم الرجال بتغسيله، لكنه عطس بعد فترة وجيزة، وبدأ بالحركة، فأندهش الجميع ولم يصدقوا ما حدث، وعمت الفرحة قلب جدي يوسف".

وقتئذ أمر والد الطفل بذبح عَمّال(عجل كبير كان يستخدم في حراثة الأرض، ويوازي اليوم الجرار الزراعي في قيمة الاستخدام) ووزع اللحم على الأقارب والمحتاجين.

يتابع إبراهيم: تعود الذاكرة أحياناً لوالدي، فيبدأ بالحديث ويسرد قصصاً من الماضي، ويروي لنا ما حدث معه. وفي مناسبات أخرى تخون الذاكرة صاحبها، وتشتد آلامه ويظل في فراشه.

فيما يقول حفيده مؤمن(28 عاماً):مما سمعناه عن قصة جدي، ما كانت زوجته بهية الصالح، تقول له خلال مواقف غضب وخلاف أو مزاح معه: أنه لن يموت وسيقبرها بيده، لأنه مات مرة ولا يمكن أن يموت مرة أخرى. وفي طفولتنا، كان كبار السن يقولون لنا: سيدكم مات ثم عاش، ولولا ذلك لما جئتم إلى الدنيا، لكن "حظكم بفلق الصخر"

يُفصّل إبراهيم: لما كبر والدي، ذهب إلى كُتَاب الشيخ وصار يجيد القراءة والكتاب ويحفظ أجزاءً من القرآن الكريم، ورفضت جدتي أن يكمل تعليمه في مدرسة المدينة بجنين، ليخرج إلى العمل في أرض والده، ولينتقل للعمل في سكة حديد حيفا، وليتدرج فيها من موظف عادي إلى مسؤول رفيع ينتقل بين حيفا وعكا ويافا وما جاورها، استقر عقب النكبة في بلدته سيلة الحارثية، وظل يزاول عمله في الزراعة حتى مشارف عقده الثامن.تفيد بطاقة هوية زيود قبل وفاته، أنه من مواليد العام 1901، فيما تؤكد شهادة الولادة أنه خرج إلى الحياة في العام الهجري1327. لكنه عاصر أيام الدولة العثمانية وفترة الاحتلال البريطاني وحقبة الحكم الأردني وزمن الاحتلال الإسرائيلي الذي لم ينته وعهد السلطة الفلسطينية.

أحب الحاج عبد الكريم في سنوات عمره المتأخرة التنقل بين أراضيه المسماة "الطيارات"و"حردان" والخانق" و"البركة" و"أم العظام" و"الوعرة"، وعهد أشجار زيتونه بإتقان.

كان زيود مدخناً من الدرجة الأولى، لكنه قرر الإقلاع عن رفقة أسوأ صديق، ورزق بولدين: فريد(توفي عام 2008 وكان عمرة72 عامًا) وإبراهيم(63 سنة)، وبإبنة وحيدة، ووقف على رأس قائمة المعمرين في بلدته، وعاش يروي لأحفاده الذين تجاوزوا العشرين قصصه العتيقة عن موته طفلا وعودته وأرضه وحيفا وعكا والقطارات وطقوس سككها.








طباعة
  • المشاهدات: 26597

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم