10-03-2014 04:17 PM
بقلم : منال العبادي
دولة الدكتور"عبد الله النسور" رئيس الوزراء الأردني يعتبر من أكثر الرؤساء ظهورا على شاشات التلفزة ، فهو لم ينهج سلوك سلفه إنقطاعا عن الشعب ، وفضل التواصل مع أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع ، لكي يتمكن من شرح طريقته الخاصة (خطوة بخطوة) والتي يعالج بها الأوضاع الإقتصادية السيئة التي تهدد الدينار الأردني بالإنهيار ورفد خزينة الدولة الخاوية من جراء "الاوكازيون" الإقتصادي الذي إستمر طيلة عقد من الزمان .
ومن هذا المنطلق فلم يتوانى هذا الفذ (الرئيس الشعبي) عن (أقحام أنفه) في أي مناسبة ممكنة للظهور على الشاشات لطمأنة أكبر شرائح المجتمع إتساعا وهي (الفقراء) ليقول لهم أن سياسة شد الحزام على (جيوبهم) ورفع الأسعار (التي تعصر رقابهم) لن تطال غالبيتهم ولن تؤثر على مستوى معيشتهم (المسحوق أصلا) .
ونظرا للضغط المتزايد من "ربات البيوت" عليه لكي (يطل) عليهم بحلقة خاصة يشرح فيها طريقته في الطبخ (الولاية العامة) لرفد الخزينة ، ومن منطلق حرصه على إيصال نهجه الحكيم ... كما ذكرنا ، فقد وافق على الظهور في حلقة خاصة على "قناة فتافيت الأردنية" بمناسبة (يوم المرأه العالمي) .
*ملاحظة:بثت الحلقة في الساعة الخامسة فجرا لعدم قناعة الرئيس بالتوقيت الشتوي(لذلك لم يشاهدها أحد) وعلى القناة العامة التي أصلا لا يتابعها أحد .
عزيزاتي وحبيباتي "ربات البيوت" أنا عمري 75 سنة وما عاذ الله أن أكذب عليكن ، أنا أول رئيس وزراء إقتصادي في تاريخ الأردن ، ولي الكثير من الخبرات في فنون "الطبخ المنزلي" و"الطبخ النيابي" و"الطبخ الحكومي" والدليل على ذلك : الفترة التي قضيتها في المعارضة والتي إستغليتها (بنزاهة) لكي أصل في النهاية إلى هذا المنصب كما ترون ، وتخصصي في "الخبرات المكملة" ومنها "فن التباكي" سواءا على نار هادئة أو حتى (سوشي) .... .
أما المقادير :
1- قطعة لحم (مواطن) .
2- بصل (حياته اليومية) .
3- بندورة (معاشه) .
4- السمن (الفواتير) .
5- مقلاة (الحكومة) .
6- ملعقة خشبية (الوزراء) .
7- فوطة "ممسحة" (مجلس النواب) .
8- بهارات (قرارات مجلس الوزراء) .
9- الخلطة السرية (رفع الأسعار) .
سيداتي "ربات البيوت" نضع كمية كبيرة من السمن "الفواتير" ثم نأتي بقطعة اللحم بعد التأكد من أنها طازجة وصالحة للأكل (مواطن أردني عامل) ونضعها بداخل المقلاة(بطن الحكومة) على نار هادئة حتى تنضج ويتغير لونها .
نضيف عليها البندورة (المعاش) لتذوب بالسمن (الفواتير) ثم نضيف عليهم البصل (الحياة اليومية) فنلاحظ بأن البندورة قد تحللت وذابت ، وقد وصل تأثير السمن إلى البصل (فينشعط) ويتحول إلى اللون (البني المائل إلى السواد والذابل) .
سيداتي "ربات البيوت" نستمر في التحريك بالملعقة الخشبية (الوزراء) مع إضافة البهارات (قرارات مجلس الوزراء) بين الفينة والأخرى ، وعلى نار هادئة لكي لا تفقد قطعة اللحم (المواطن) رونقها "عطائها" وبالتالي طعمها الشهي ، ويستمر ذلك التحريك ما دمت رئيسا للوزراء والى ما شاء الله .
عزيزاتي "ربات البيوت" إن النظافة في عملية الطبخ ضرورية جدا لذلك وضعت مع المقادير فوطة "ممسحة" (مجلس النواب) لكي نتخلص بها من كل الأوساخ التي تتطاير أثناء عملية الطبخ ، فحالما يتسخ محيط المقلاة جراء تطاير السمن قومي بمسحة بالفوطة "الممسحة" لضمان نظافة أكبر .
أما الخلطة السرية (رفع الأسعار) فهي الضمان الأكيد لوجبة لذيذة ، فهي تتحد مع السمن (فتتخلخل) إلى داخل قطعة اللحم وتمتص ما بداخلها وحولها من البندورة وتؤثر على البصل فتجعله (مقرقدا ومقرمشا) ... لا يقدر قيمته إلا من يجلس على كرسي المسؤولية .... مثلي .
وبذلك يا إخواتي يا "ربات البيوت" تكون (الحوسة) جاهزة للأكل ... وبالهناء ، ومع ملاحظة أنني لا أنصح بتكرار الطبخة إلا مرة واحدة شهريا أو بالمناسبات القومية الإقتصادية ، مع العلم بأن (قطعة اللحم) هي أغلى ما نملك لذلك فمن الضروري المحافظة عليها نظيفة وطازجة لأنها فعلا ....كنزنا الوطني!!! ومن أجل ذلك فما زلنا نقدم لها(الدعم بدل المحروقات) من أجل إبقائها "طرية" وتائهة ومشتته ما بين الإعداد والطبخ .
عزيزاتي متابعات هذه الحلقة أرجوا بأن أكون قد وفّقت في شرح عبقريتي الإقتصادية في تحضير الوجبات (الشهية) وما توفيقي إلا من عند الله ، ثم من تراكم الخبرات في رأسي ، وحتى لا أنسى يجب أن أشكر من وفر لي المقادير اللازمة ، وأعدكن بأنه لم يبقى سوى أمر واحد على أجندتي للوجبات الشهية ... ألا وهو (الطحين) فحالما يتم التخلص من دعم الطحين حتى تكتمل وصفتي المناسبة لهذا الشعب الصبور وحينها سأثبت للأردن وللعالم بأجمعه أنه وبالرغم من جميع أشكال الربيع في العالم ( فالربيع بالأردن أحلى) وبأنني أنا الطباخ الماهر ... وأن التاريخ سيذكرني بأنني أنا من إستحدث فكرة (طهي المواطن على الطريقة النسورية) وأعدكن بتخصيص حلقات قادمة أخصصها لشرح طبخات سريعة وغير مكلفة وبذات الوقت تكون مشبعة ومنها (فتيت المعارضة) ، (شيش ضمان) ، (شوي المتقاعدين) ، (سندويشة كيري) ، (سلطة النواب) ،(طبق الولاية العامة) ، (منسف البحر الميت) ، (أصابع جودة) ، (الملوخية بالديناصورات) .
وأخيرا : عزيزاتي "ربات البيوت" أنا أعلم بأن (الدينار) الذي جئت لأنقاذه لم يعد يكفي لشراء كيلو بطاطا ولكن أرجوا منكن النظر إلى الجانب المضيئ ، فقد حافظت أنا وطاقمي الوزاري على (هويه الدينار القومية) ولم نسمح أبدا (ما عاذ الله) بالتفريط (بقرش) واحد من وطنية الدينار ، ثم صحيح بأنني رفعت الأسعار ولكنني بالمقابل قد رفعت (المديونية) لتحقيق التوازن الإقتصادي .... أنا "هجين" وقع بسلة تين ، وصفاتي وقراراتي "هجينة" تضر ولا تنفع ، والآن أكملت الطقم بسيارة"هجينة" لأثبت لكم بأنني رجل "التوفير الهجين" تلك سياستي و أتمنى بأن تسجل في ميزان حسناتي ، عزيزاتي "ربات البيوت" أتمنى لكن الصبر على هذه الأيام الرشيدة ودمتن بأمن وأمان ... والله يكثر البندورة في طبخاتكن .