10-03-2014 04:35 PM
بقلم : سميح علوان الطويفح
نرتجي رحمة الله وبركاته بهذه الأيام وهذه اللحظات بالذات ، وننتظر هطول حبات المطر بأحر من الجمر ، نرفع أيدينا إلى السماء بصلاتنا وقيامنا ، نناجيه تعالى كي يرأف بحالنا وما آلت إليه من قحط وجفاف وما وصلت إليه أحوال الفقراء والضعفاء من عباده ورأفة على البهائم والحيوانات التي لا حول لها ولا قوة ، ندعوه تعالى الذي لا إله إلا هو ، وحده لا شريك له ، له الملك وله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، ندعوه تعالى غير قانطين من رحمته ، آملين بنزول فضله وخيره وغيثه على الأرض ساقياً إياها الماء المغيث لترتوي وتربو وتنبت العشب والزهر ، وتحيي الشجر والإنسان والحيوان ، فهو وحده تعالى القادر على كل شيء ، لا إله إلا هو مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .
إلا وأنه كما رأى الجميع بأم أعينهم بأن السماء كادت تمطر مرات ومرات ، ولكن ما أن يبدو لنا بأن المطر ساقطاً لا محالة ، يزول الأمل لدينا بهطوله ، وكأن السماء دارت لنا وجهها ، وكأن شيئاً منها لم يكن ، فالكل كان يتمتم بعبرات تدل بمجملها بعدم رضا الله على بني الإنسان ، سواء كان عدم الرضا عن التقاعس والكسل في عبادتنا لله وحقوقه تعالى علينا أو عن سوء أفعالنا وأقوالنا وتعاملاتنا مع الآخرين .
لهذا كله ، ولكي يرضا الله علينا ، وتقبل السماء علينا بسُحبها وبغيومها الممتلئة بالماء ، وينزل الغيث على أراضينا مدرارا ، لترتوي وتنبت العشب والزهر ، وتتجمل بغطائها الأخضر الذي ترتاح له الرؤى ، وتنتعش له النفوس ، وتتراقص له الفراشات ، وتغرد له الطيور ، وتعدو عليه البهائم والحيوانات فرحة دون تنغيص . تعالوا بنا نراجع أنفسنا ولو بالشيء القليل ، ونسألها بماذا هي مقصرة بحق الله ، وحق عبادته علينا ، وما لعباده من حقوق وواجبات تجاه بعضهم إلبعض ، وكيفية العودة إليه تعالى بالتوبة النصوح وبالتقوى الصادقة وبحسن التعامل وبالتسامح وبالرحمة على من في الأرض ليرحمنا من في السماء ، كي يرضا الله علينا جميعاً ، وينزل علينا الغفران والرحمة والخير الوفير ، رضاءه تعالى الذي يزيدنا نعمةً وفضلً وخيراً بهطول المطر ، ممدداً أراضينا وروابينا بالغيث المغيث سخاءً ورخاءً على عباده التوّابين ، الصادقين ، العابدين الله حق عبادته ، والمتسامحين فيما بينهم .
لذا يا إخوتي ، أما آن الآوان لنا بالتوبة النصوح إلى الله الذي خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا ، كي يغيثنا من رحمته وغفرانه تعالى ، فما أجمل التوبة النصوح لما لها من رضوان وغفران عند الله تعالى . فتعالوا بنا نعود إلى الله ، راجين رحمته وغفرانه ، ونعبده حق عباده ، مخلصين له الدين حنفاء ، ولنكن فيما بيننا متسامحين مخلصين في علاقاتنا ومعاملاتنا مع الآخرين ، نحب لإخواننا ما نحبه لأنفسنا ، نعمل الخير والمعروف ، وننهي عن الشر والمنكر ، ولنكون عباد الله المخلصين له تعالى في الأرض والقائمين على الهدى والصلاح لما فيه خير لله ولعباده . اللهم إنا نسألك الهدى والتقوى والصلاح ، اللهم إنا نسألك الغيث المغيث ، يكون لنا سقيا رحمة وغفران ، وسقيا خير وبنان ، اللهم سبحانك إنا قد ظلمنا أنفسنا فأغفر لنا ، إنك أنت التواب الغفور ...