10-03-2014 04:36 PM
بقلم : رياض خلف النوافعه
يبدو أن الطريقة ليست سالكة تمامًا إلى طريق المطار الذي يحتضن على إحدى جنباته المقر الرئيس لنقابة المعلمين الفتية، التي مازالت في المهدّ تنتظر الرعاية والاهتمام من مجلس نقابيّ مازال في طور الإعداد لانتخابات نقابية قادمة، تكتمل من خلالها المسيرة التي بدأت منذ سنوات حين خرج المعلمون إلى الساحات مطالبين بجسم مهنيّ يحميهم من تقلّبات الزمان، ومن تمرّد الأجيال الناشئة والقوانين المجحفة التي أثبتت مع الزمن أنها لا تصلح لزمان فقد به المعلم هويته، والكتاب قيمته.
كالعادة راهن الجميع على وعيّ المعلم وخبرته في بناء التحالفات المشروعة التي يكون أساسها الرئيس مصلحة المعلم والعملية التعليمية برمّتها وأن لا يكون الهدف منها البحث عن أبراج عاجية ومناصب دنيوية زائلة، أو البحث عن أمجاد كرتونية يكون مضمونها فقط أن يخلّد اسمه على أعالي السيّر الذاتية، أو أن يتداول اسمه على صفحات التواصل الاجتماعيّ والمواقع الالكترونية، أو على اليافطات البيضاء التي أصبحت هي الأخرى ماركة مسجّلة لكل من يبحث عن الشهرة والمجد بغض النظر عن البرامج المتواضعة التي يدّعيّ البعض بقدرته على انجازها.
تتناسى بعض الأجيال المثقفة أحياناً‘ أن العمل النقابيّ هو عمل تطوعيّ مشروع يبذل الطامحون له أوقاتهم من أجل رفعة العملية التعليمية بدون البحث عن مغنم دنيويّ أو برستيج تقليديّ، فكثر هم الذين يجلسون خلف الكاميرات ويعملون بصدق وتفاني وهم أشبه بالجنود المجهولين، ويكون دافعهم الرئيس أكثر بكثير من يعانقون الكاميرا، أو اللهث وراء مندوب إذاعيّ أو صحفيّ ناشئ من أجل أن يلمع اسمه في أوراق بيضاء سرعان! ما تحترق يوما لأنها آنية وليست مرحلية.
يعتقد البعض والقائمين على التحالفات النقابية أن كل شيئا مباح، حتى لو تطلّب الأمر الخروج عن معايير المنظومات السلوكية مقابل التقاط مفتاح النقابة المزعوم، لأنه الأساس فيها هو الصدق، وعدم الخروج على رأي الجماعة من أجل الالتحاق بإحدى قاطرات الكتل النقابية، التي نكن لجميعها كل التقدير والاحترام، وهذا دليلاًً قاطعاً على غياب الأهداف الحقيقة لنقابة مهنية أقوى.
وكالعادة لم تغيب النكهة الحزبية عن نقابتنا العزيزة فقد اجتهدت إحدى الأحزاب على بناء تحالفات جزئية لا يمكن لها أن تعيق العمل النقابي، وهذا نوعاً من الذكاء في تغيير الصبغة الحزبية الكاملة على العمل النقابيّ كرسالة إلى الجهات الحكومية أن النقابة للجميع وللذين يعملون من أجل مصلحة المعلم، وهذا بالتأكيد حق مشروع ويحسدون عليه نظراً لما يتعرضوا له من معيقات، فضلاً أن النقابة بحاجة أحيانا للمفكرين والحزبيين من اجل إثراء العمل النقابيّ.
نتمنى للجميع التوفيق في رحلة البحث عن نقابة المعلمين، لكن علينا أن نتقيّد بمنظومة القيم الأخلاقية والسلوكية في حملاتنا الانتخابية.