15-03-2014 04:43 PM
بقلم : فيصل تايه
مع اقتراب خوض الجولة الثانية من عمر نقابة المعلمين الأردنيين ، وانتظارنا لانفضاض مولد الهيئة المركزية في هذا المخاض التنافسي القوي ، وما ستفرزه هذه الانتخابات التي لم يبقى لها سوى ايام معدودات ، تبرز توجهات متباينة وجهات نظر وتجاذبات متعددة ، جلها يتجه نحو ترقب طبيعة قيادة المرحلة المقبلة من الحياة النقابية لمجتمع المعلمين ، ذلك ما نطمح ان يشكل ظاهرة صحية تندرج في خانة الآراء التي تصب في مصلحة مختلف الاطياف ، من أجل عمل نقابي تشاركي تكاملي ، ما يمثل نهجاً ديموقراطياً سوياً ، لممارسة حياة نقابية متعددة الاتجاهات ، تتصف بالمرنة والوضوح بعيداً عن الاقصائية والميكافيلية والاستحواذية لما فيه الخير ومصلحة هذه الفئة الهامة ..
ان الحالة الديمقراطية الانتخابية الحالية وما يرافقها من حراكات نشطة ، يجب ان تتسم بالمشاركة التفاعلية والمسؤولية ، وتقبل وجهات النظر المتعددة ، القائمة على الاحترام لما يطرحه أي طيف يسعى لإدامة الحياة النقابية وتطويرها ، بعيدا عن الشعارات البراقة ، وهذا يعد انعكاساً ايجابياً يؤكد مدى ضرورة استيعاب الجميع لمعنى المساهمة الحقيقية في الواقع النقابي والاجتماعي ، الذي يعطي للكل الحق في الممارسة الفعلية كشريك دائم في اتخاذ القرار والمطالبة المشروعة للحقوق والواجبات لمنهجية عملية نشطة وفعالة طلما حلمنا بها ، مع اداركنا العميق ان المرحلة القادمة ستتحمل مسؤوليات وواجبات كبيرة ، وأهداف لا يمكن الحياد عنها ، دون انكار لاي طرف واهمال للواقع ، الذي يحتاج منا جميعا المزيد من تظافر الجهود وتعرية للمواقف بعيدا عن أية مؤثرات ، وبما يخدم المصلحة ويلبي متطلبات المرحلة التكميلية الاتية من عمر النقابة ، بحيث لن نتعثر في أداء واجباتنا ونعزز دور وهمة من سنوليهم زمام المسؤولية ، كي لا نصاب بنكوص مستقبلي قد يكون له تأثير عكسي على الاداء والعمل ، وبالتالي فإن الجميع على اختلاف الألوان والأطياف والانتماءات مطالبون اليوم بالتفاعل الموضوعي والمنطقي خلال الأيام القلية القادمة ، والوقوف بحزم وجدية عند أية إشكالات بمختلف صورها قد تعترض أيه قضية تتعلق بذلك ، فثقل وقوة النقابة تنعكس دائماً من حجم التفاعل الايجابي والرضا ضمن مجتمعنا ، والذي يعزز من دوره في كافة الأصعدة وما دون ذلك فإن النقابة ستكون هزيلة ومنزوية لا معنى لها سوى أنه عبارة عن مقر ومجلس نقابة وهيئة مركزية وشعار فقط لا غير..
إننا نأمل من جميع الزملاء الابتعاد عن أية توجهات استفزازية ، أو أية إرهاصات تنافرية اواسفافات هلامية وكذا الخطب والتصريحات الإسهابية المهيجة والسالبة للعقول ، ما يوصلنا لردود فعل عكسية .. مع الأخذ بالاعتبار تصدر أولوياتنا قضايا المهنة بعيدا عن التجريج وتلفيق التهم والإقصاء والتسييس او الجهوية.. والسعي والعمل على أساس ديمقراطي بحيث نستغل الهامش الديمقراطي المتاح ، مع الحرص على ان يكون ذلك شعارا حقيقيا لنقابتنا ولندع المناكفات والمزايدات والمتاجرة بقضايا المعلمين..ونعمل معاً على تعزيز مفهوم احترام الرأي وثقافته الذي يجدد المسار باستمرار ويقوي العزيمة ، سواءً داخل الإطار النقابي او خارجه، لأن الركود حتماً يفسد منهاج العمل بل يصيبه بالتكلس والجمود..
نريد ان نرى ونسمع ونتابع عبارات دعائية نترجم فيها مشاعرنا الصادقة تجاه بعضنا البعض وإزاء ما يخص مهنتنا ، خاصة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، تعبيراً عن أدوارنا كمثقفين وموجهين لدفة وعي المجتمع ، فالمرحلة تقتضي الانتقال إلى معايشة وجدان مجتمعنا كمعلمين ، وتحسس معاناته ، وتداول خطابات موجهه واعية تلتقي فيها كل الجهات والشرائح بمشورة سديدة، و نقد بناء.. فالرأي والرأي الآخر هو فضل المجتمعات الديمقراطية على سواها ، فنحن بالفعل بحاجة ماسة لمناقشة همومنا ، وفي تقويم الممارسات الايجابية.. وفي إرساء توجهات ثقافية وفكرية تخدم مسيرة تطور مهنتنا ، وتنمي آفاق تطلعاتنا المستقبلية.
وأخيرا دعوني أقول : إن من غير المجدي أبداً غزلنا عن بعضنا ، فمجتمع المعلمين يمتلك قادة نقابيين يشهد لهم ، وفئات تمتلك ثقافة عالية ووعي مهني كبير ومقدرة على الانجاز والعطاء والتضحية .. والاستعداد لحمل الرسالة والبذل والعطاء وقيادة المرحلة المقبلة بكل همة ومسؤولية لذلك يجب الوقوف عند مقتضيات العمل ، ولنبتعد عن النقد دون المشاركة الفاعلة لأننا جميعاً مطالبون بتأدية الرسالة بأمانة ، كلنا مطالبون اليوم بالمشاركة والكف عن المجاملات، والتسويف والعبث الذي لا يحصد منه المرء غير انفعالات مزمنة لا تسمن ولا تغني من جوع.. فكلنا ـ نقابة وهيئة مركزية وأعضاء فاعلين سنساهم بصورة أو بأخرى في هذا المنجز .. واليوم كلنا معنيون بالمضي قدماً في مسيرة الخير لنقابتنا . و لنبتعد عن كل ما يعيق اداء رسالتنا ونلتفت لنقابتنا وما نستطيع تحقيقة من مكتسبات ، فقد آن الأوان لنتحرك ونترك الشعارات الوهمية التي يتستر خلفها الكثيرون .. ونلتفت لكل من كانت غايته المعلم ومصلحته .. ولنذهب الى صناديق الاقتراع يدا بيد نختار من نثق بهم ونؤمنهم .
ودمتم سالمين