سرايا - سرايا - يظهر الرصد لأبرز مؤشرات انتشار خدمات الاتصالات في المملكة أن توجهات السوق أصبحت تتركز في خدمات الإنترنت عريضة النطاق وبشكل تجاوز الطلب على اشتراكات الخدمة الخلوية الصوتية، فيما يقبع الهاتف الارضي أخيرا مع الانتشار الرهيب الذي شهدته خدمات المتنقل خلال السنوات الماضي.

وتكشف بيانات حديثة صادرة عن هيئة تنظيم قطاع الإتصالات أن الطلب على اشتراكات "الإنترنت" تفوق خلال العام الماضي على خدمات الاتصالات الرئيسية الاخرى: "الخلوي" و"الارضي"، بعدما كان الخلوي يتصدر الطلب في سوق الاتصالات منذ بداية العقد الماضي حتى نهايته.

وتظهر البيانات أن قاعدة اشتراكات الإنترنت بمختلف تقنياتها السلكية واللاسلكية نمت خلال العام الماضي 2013 بنسبة 51.3 %، فيما نمت قاعة اشتراكات الخلوي بنسبة اقل وبحوالي 15 %، خلال نفس الفترة التي تراجعت فيها اشتراكات الهاتف الارضي بنسبة بلغت 5 %.

يأتي ذلك في وقت؛ بدأت تتزايد فيه التوجهات من قبل المشغلين، ومن المستخدمين على حد سواء بالتركيز على خدمات الإنترنت عريضة النطاق والاستفادة من مزاياها في توليد الايرادات للمشغل، وتيسير حياة المستخدم اليومية او للعمل، وانتشار شبكات الإنترنت عريضة النطاق اللاسلكية التي تتيح للمستخدم الوصول الى الشبكة العنكبوتية اينما تواجد لا سيما شبكات الجيل الثالث، مع انتشار وتراجع اسعار الاجهزة الذكية لا سيما الهواتف الذكية واجهزة الحواسيب المتنقلة.

وفي تفاصيل البيانات، يظهر أن قاعدة اشتراكات خدمات الإنترنت واصلت نموها العام المنصرم مع المنافسة الشديدة التي تشهدها سوق الاتصالات بين عدة تقنيات وعدة مزودين يقدمون الخدمة، لتسجّل الخدمة أكثر من 1.5 مليون اشتراك نهاية العام الماضي إذ استحوذت تقنية الجيل الثالث على حصة الاسد منها، لتنمو اعداد اشتراكات الخدمة بمقدار 510 ألف اشتراك، وبنسبة تصل الى 51.3 % وذلك لدى المقارنة بقاعدة اشتراكات الخدمة المسجلة في العام السابق 2012، والتي بلغت وقتذاك قرابة 993 ألف اشتراك.

واصبحت خدمات الإنترنت متاحة اليوم في السوق المحلية بعدة تقنيات سلكية ولاسلكية، وتقدم الخدمة من قبل عدة مزودين ضمن كل تقنية ما يوفر جوا تنافسيا ساعد على زيادة الطلب على الخدمة وزيادة انتشارها بين الأردنيين الذين اصبحوا ينظرون الى الخدمة على اساس انها واحدة من المتطلبات الاساسية للحياة اليومية: للتواصل الاجتماعي، او لتسيير امور العمل.

وتقدم الخدمة اليوم عبر تقنية "الايه دي اس ال" وهي التقنية الاقدم في السوق المحلية والتي تعتمد على الخط الارضي في تمديدها واستخدامها حيث ما تزال الكثير من الاشتراكات المنزلية تعتمد على هذه التقنية التي تعد أكثر استقرار من غيرها من التقنيات اللاسلكية، كما تقدم الخدمة بتقنية "الواي ماكس" اللاسلكية الثابتة وهي التقنية التي دخلت السوق المحلية في اواخر العام 2007، كما تقدم الخدمة عبر تقنية " الجيل الثالث" التي تعد الأكثر مساهمة في زيادة انتشار الخدمة مع توفيرها الإنترنت المتنقل عبر الخلوي او الحاسوب، وقد دخلت هذه التقنية السوق المحلية في الربع الأول من العام 2010، وتقدمها الشركات الرئيسية الثلاثة العاملة في السوق المحلية.
اما بالنسبة لخدمات الخلوي اظهرت البيانات نمو اشتراكاتها بنسبة 15 %، لتسجل مع نهاية العام الماضي 10.3 مليون اشتراك، مسجلة دخول 1.3 اشتراك خلوي جديد للسوق. وذلك لدى المقارنة بقاعدة اشتراكات الخدمة المسجلة في العام السابق 2012 عندما بلغت قرابة 9 ملايين اشتراك.

وفي تفاصيل البيانات توزعت قاعدة اشتراكات الخدمة الخلوية في المملكة على النحو التالي: 9.6 مليون اشتراك من فئة الخطوط المدفوعة مسبقا والتي شكلت نسبة تصل الى 93 % من اجمالي اعداد اشتراكات الخدمة، فيما بلغ عدد الاشتراكات من فئة المدفوع لاحقا (الفواتير) قرابة 757 الف اشتراك شكلت نسبة 7 % من اجمالي اعداد الاشتراكات.
ويقدم خدمات الخلوي الشركات الرئيسية الثلاثة العاملة في السوق المحلية، زين ، اورانج، وامنية.
ومع نمو الطلب في سوقي الإنترنت والخلوي في 2013، كانت خدمات الهاتف الارضي تواصل تراجعها وخصوصا بعد توسع انتشار استخدام الخلوي، حيث اظهرت البيانات ان "قاعدة اشتراكات "الثابت" سجات نهاية العام الماضي حوالي 380 الف اشتراك، متراجعة بنسبة بلغت 5 %، وذلك لدى المقارنة باعداد اشتراكاتها المسجلة في نهاية العام السابق 2012 عندما سجلت قرابة 401 الف اشتراك.
وما تزال شركة "اورانج الثابت" تسيطر على النسبة الاكبر من سوق الثابت وبنسبة تتجاوز 98 %، وذلك مع سيطرتها على الشبكة الارضية الوحيدة في المملكة.