15-03-2014 08:38 PM
سرايا - سرايا - التلميحات التي يستعد بها رئيس وزراء الأردن الدكتور عبدلله النسور لجولة إضافية ومتوترة مع مجلس النواب الثلاثاء المقبل توحي ضمنيا بأن الرجل يصنف مطالبات البرلمان ضمن قائمة الخيارات السياسية ‘العدمية’ التي من الصعب الإستجابة لها بكل الأحوال.
’صدام’ بين الحكومة والبرلمان
نقطة’ صدام’ واضحة الملامح بين الحكومة والبرلمان تقترب من يوم الثلاثاء الممثل لاستحقاق مواجهة لم تكن مرتبة وهو صدام من المرجح أن جهة واحدة فقط مؤهلة لحسمه بكل الإتجاهات هي مؤسسة القصر الملكي خصوصا وأن المزاج البرلماني وإن كان يستبعد الغرق بالبحث عن بدائل في حال طرح الثقة بالحكومة إلا أن الحد الأدنى من الإجراءات ضد إسرائيل بات مطلوبا كما يرى النائب محمد حجوج.
الشعار الذي رفعه النسور قبل خمسة أيام من جلسة الإستحقاق الثلاثاء المقبل بعنوان’الإحراج للدولة وليس للحكومة’ يؤشر مجددا الى ملامح الأزمة الحادة التي تتشكل بين الحكومة والبرلمان وهي أزمة يمكن العمل على احتوائها خلال اليومين المقبلين بدلا من دخول البلاد في أزمة مستعصية قد تستدعي الإطاحة بإحدى المؤسستين ‘الحكومة أو البرلمان’ لصالح الأخرى.
كل مظاهر التوتر بين السلطتين بدأت مع اللحظة التي أطلق فيها جندي إسرائيلي النار بدم بارد على القاضي زعيتر بعد إنزاله من حافلة تقل الركاب على معبر الكرامة بين الأردن وإسرائيل.
إحتجاجات الشارع الأردني
الشارع الأردني يشعر بإهانة كبيرة ومشهد الشهيد زعيتر وهو ملفوف بالعلمين الأردني والفلسطيني قبل دفنه في نابلس أجج مشاعر الشارعين وأسس لمزاج حاد جدا ضد إسرائيل في الشارع الأردني تطلب صباح الجمعة تعزيزات أمنية مكثفة جدا لحماية مقر السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية غربي العاصمة عمان تحسبا لمحاولات متكررة لاقتحام السفارة.
وحاول مئات المعتصمين ضد سفارة إسرائيل الجمعة الإقتراب من مقر السفارة لكن قوات الدرك تصدت للمحاولة واعتقلت بعض المعتصمين.
6 شروط .. أقلها طرد السفير الإسرائيلي
مجلس النواب بشهادة الفاعلين فيه سبق وتحت وطأة حادثة زعيتر أن اتخذ موقفا متشددا جدا وألزم نفسه بستة شروط على الحكومة تنفيذها وإلا ستلاقي حتفها سياسيا الثلاثاء المقبل وستطرح فيها الثقة كما قال النائب عبد الكريم الدغمي الذي صرح قائلا إن على النواب أن يظهروا قدرا من الإلتزام بمواقفهم فإما نطرح الثقة بالحكومة أو نلم الأوراق ونذهب.
مزاج الشارع لا يسمح للنواب بمغادرة منطقة الشروط الستة المعلنة وجميعها قاسية وأقلها طرد السفير الإسرائيلي وتجميد اتفاقية وادي عربة وسحب السفير الأردني ومحاكمة إسرائيل في الجنائية الدولية وهي شروط جميعها ينطوي على مبالغة في تقدير مكتب رئيس الوزراء وجميعها يورط الأردن بإحراج إقليمي ودولي مع المجتمع الدولي.
النواب يطالبوا بموقف ضد إسرائيل
عمليا يطالب النواب الحكومة بمنحهم شيئا ضد إسرائيل فيما تدعو الحكومة لخطوات متعقلة أقلها انتظار نتائج التحقيق المشترك في حادثة زعيتر.. بين الإتجاهين يمكن رصد مزاودات سياسية متنامية من الواضح أن الرئيس النسور ضجر منها عندما إستعمل عبارات ‘خشنة’ ضد النواب على هامش تلبيته لدعوة من كتلة الإصلاح المتحالفة معه عمليا.
النسور تحدث عن مبالغات النواب في هذا اللقاء وحاول الإستناد إلى أن الملف الإسرائيلي برمته في الأردن هو ملف للنظام والدولة ولا يقع ضمن دائرة الخيارات الحكومية حتى تستطيع التصرف فيه تفاعلا مع الإيقاع البرلماني الذي يشهد بعض الإستعراض عمليا في بعض المناطق.
رسالة خشنة
النسور إختار توجيه رسالة ‘خشنة’ لمجلس النواب ردا على عملية الضغط العنيفة التي تعرضت لها حكومته وألمح إلى أن إسقاط حكومته في كل الأحوال ينبغي أن لا يشكل خيارا ملمحا للأضرار التي ستحصل في واشنطن وبقية عواصم العالم المهمة خصوصا على الجانب الإقتصادي.
خشونة النسور ردا على التصعيد البرلماني توحي بأن حادثة الشهيد زعيتر أطاحت عمليا بالتفاهمات التي منحت بموجبها الحكومة ثقة على الحافة قبل عدة أشهر لكن الأمر يحتاج للإختبار الآن سياسيا وإن كان الرأي العام يشهد حالة متنامية للمناكفة بين النواب وزميلهم الذي أصبح رئيسا للوزراء عبدلله النسور.