15-03-2014 11:21 PM
سرايا - سرايا - عروض منوعة تلك التي حملها أسبوع فيلم المرأة في دورته الثانية؛ بين وثائقية وروائية، ولكن كل واحدة منها تصب في صميم قضايا تتعلق بالمرأة وحقوقها. فمثلا في الفيلم الفرنسي المغاربي لمخرجه راود ميهليانو "نبع النساء"، يطرح قضية حق النساء في الحصول على حقهن في مشاركة الرجل أعباءهن، خلال قرار نساء قرية بأكملها عن الامتناع عن تأدية واجباتهن الزوجية حتى يحقق الرجال مطالبهن.
والفيلم الذي واجه جدلية بعد عرضه لأول مرة في مهرجان كان من العام 2011 على هويته إن كانت فرنسية أم مغاربية، إلا أنه من خلال أحداثه التي تدور في قرية صغيرة يكشف شيئا فشيئا عن وضع معاناة هؤلاء النسوة لسنين طويلة في مهام جلب الماء من عين في أعلى الجبل صعودا ونزولا عبر طريق وعرة، فيما الرجال يجلسون لشرب الشاي في المقهى.
أحداث الفيلم تدور طبعا في عالم خيالي، بسحر الصورة والموسيقى التي حملها المخرج الروماني الأصل ميهيليانو، ليخرجن عن صمتهن حين تفقد إحدى النسوة حملها بسبب هذه الطريق الوعرة، ما يجعل واحدة من فتيات القرية وهي "ليلى" ولعبت دورها الممثلة ليلى بختي، وتدعمها أرملة عجوز هي الممثلة الشهيرة الجزائرية بيونة، التي تبدأ ثورة، من خلال الرفض والاحتجاج ليقوم الرجال بدورهم ويساعدوا في جلب المياه أو إيصال الماء إلى القرية.
وحينما تجد النسوة أن الأمور تسير في طريق مغلق يتم تصعيد الأمر، حيث يرفضن أداء حقوقهن الزوجية، لتبدأ المواجهات والتهديدات والضرب وكم آخر من الممارسات التي تسمع القرية أصواتها خلال الليل.
أما أبرز ما يناقشه هذا الفيلم فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها وحياتها، فهو واقع المرأة في هيمنة الرجل وسيطرته وسطوته لتحمل هي أعباء الحياة وحدها في ظل الصورة النمطية الذكورية التي تجعل من استخدام العنف سببا لمطالبتها بحقوقها.
ويلقي الفيلم الضوء على السياق العام الذي يعيشه هؤلاء "المغاربة" وحرمانهم من التمتع بأبسط الحقوق الإنسانية؛ حيث تشيع الأمية والجهل والقمع والتمييز باسم الدين، حتى ان رجل الدين أصبح وسيلة لاستمرار سطوة الرجال ويطالب النساء بإنهاء الإضراب بحجة أنه مخالف لقواعد الدين.
وتبدو الزوجات الجميلات أكثر صلابة حين يقررن انتزاع حقوقهن من الرجال رغم دوائر القهر، ويلجأن لاستخدام الخطاب الديني أيضا، حين يتوجهن إلى إمام المسجد ويقرأن عليه آيات من القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي تؤكد أن النساء لهن حقوق مثل الرجال.
ومن العروض الأخرى التي قدمها أسبوع فيلم المرأة؛ الفيلم الوثائقي "لأن قضيتنا عادلة" للمخرجة ديب بيرغيرون، وهو فيلم مدته 36 دقيقة، يتطرق لحضور المرأة في الربيع العربي وثوراته، بين دول عدة هي؛ مصر والمغرب وليبيا وإيران ولبنان والسعودية، ومقابلات حية معهن من الميدان.
وتعرض الكاميرا عبر شهادات حية لهؤلاء الناشطات المدافعات عن حقوق الإنسان وسط المسيرات السلمية وتعرضهن لاضطهاد من الجماعات المتشددة وترهيب واستبداد وسط فرض قيود في بعض الأحيان من السلطات، خصوصا فيما يتعلق بالإشارة إليهن بعدم شرعيتهن بتمثيل القيم الوطنية، كونهن مدافعات عن حقوق الإنسان والتعبير عن رأيهن كنشاطات من شتى المجالات.
وطبعا يرتبط هذا الفيلم بمصير الديمقراطية في المنطقة وتحقيق المساواة في الحقوق والأمن والمشاركة السياسية لكل المواطنين، فضلا عن أن غياب حقوق المرأة يقف عائقا في تحقيق الديمقراطية، حيث إن الأمن الفعلي للمرأة في بعض البلدان ما يزال قضية كفاح يسعى لمأسسة نظم جديدة.
أنتجت الفيلم منظمة "شراكة تعليم النساء"، من أجل الكشف عن كفاح المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتكون جزءا من تطوير النظم السياسية في بلدها.