حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 43224

من الانسانية بالانسانية للانسانية من السبب؟؟

من الانسانية بالانسانية للانسانية من السبب؟؟

من الانسانية بالانسانية للانسانية من السبب؟؟

17-03-2014 09:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رجاء المكحل
"تحية ... و قبلة
و ليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي ؟ ..
و أين أنتهي ؟
و دورة الزمان دون حد"

نسبة المثقفين10% هذا الجفاف الثقافي والمحدود على فئة لم تتجاوز 10% من الشعب باكمله ...من السبب باستمرار الانعدام ؟ نسبة 10 % ليست بشيء... من السبب؟ هل المسؤول الثقافي البالية ثقافتة، سريع المقايضة؟ أم الفنان الذي يرسل قيم الثقافة هو من يأكد ارسالها بصيغ فكرية ورثها ممن سبقوه بالفــن؟ لنعتاد مظهر طرح الفن وحالة الثقافة التي نرى طراز تكوينها ؟

ما مظهر الثقافة؟و ما طراز تكوينها ؟ سأتطرق على فكر العامة من مختلف المهن المحترمة ، مع توالي المظاهر والاراء ،التي مازالت بشكل سطحي.. لندخل ببوتقة عالم الفن او الشعر

لا اعلم من صنع هذه النظرة التي لا تتغير عن الفنان او الشاعر: فمثلا التحرر ؛ مجرد ان نسمع أن فلان شاعر أو تشكيلي يشتعل الخيال : بأن أجواءه مشبعة بالخمر ، و اللهو ، والعبث ، والعفن ، والخراب ، والسقوط الاخلاقي ، و الشذوذ أو الانحراف الغرائزي ، والسهولة والرخص، وانه من شريحة اجتماعية غريبة نوعا ما : فئة الانسان الهباء اي انه متشرد ضال بلا قيمة . حالة مليئة: بالأسف ..الأسف ، فالانسان يرتقي بانسانيته اكثر عبر طرح التعبير البصري او الشعري ، والذي يتحقق من خلال اصدار منتجه المذكور ، اما بمعرض تشكيلي أو أمسية شعرية ، فيحدث هنا التعارف بصاحب المنتج الثقافي تماماً كما تتعرف لاي شخص مثلك ....محترم.

فكيف تعاملك كمتلقي ؟ وما هو طرحك إن حضرت ؟ سأسألك كفنانة تشكيلية ، تدعو للجمال الفكري والمعرفي باللوحات أنت حضرت لأي فعالية ثقافية ، فــ 100 أهلا وسهلا ، فهل حضرت: حسب ثقافتك الموروثة ،أم حسب نبل هدف دعوة ثقافتي؟ فالدعوة عامة ،ولهذا نراها بكل الصحف والمواقع وعلى مستوى حثيث ... يعني (من الآخر ) ما في انفراد و اي (سبشال)...

عندما نقول معرض فن تشكيلي، يعني فعالية ثقافية مصممة لعرض لوحات مرسومة ، نراها بالعيون والقلب الجميل ، فربما الفنان غير موجود بالمعرض...عادي جدا، فلوحته حاضرة معبرة لونياً عنه ،وعما يريد قوله .

المتلقي الذي حضر لغير ذلك...مكشوف هدفه بسهولة ، لان القاعة: تبقى قاعة تقليدية محدودة عبارة عن مساحة مستطيلة او مربعة كبيرة اوصغيرة لم تتطور بعد لتصبح اقل من 4 جدران ،الا ان عرضت اللوحات بالشارع . فمن سيحضر ل 4 جدران ...سيكون ضمن الالوان والضوء : اقصد أن هذا الضوء لن يكون على الفنان صدقاً ، ولندقق بصور أي معرض لأي فنان ، فالضوء على من حضر.. المتلقي هو من يشهر ثقافته ،تربيته، منطقه ،سلوكه ... لا اعتقد ان سلوكه بالشارع ، او بالبيت، بالعمل ، او باي مكان سيختلف لهذه الدرجة ان حضر لمعرض فن تشكيلي لدرجة انه يرتدي ثياباً سُلوكية مغايرة لحقيقتة..

هناك فرق بين ارتداء الأناقة الشكلية، وارتداء الرَّداءَة السُّلوكية فمن لا يهمه ...بالفعل يبقى كما هو .... لا اتصور ان كلمة ثقافة تحولت لشيء آخر ..فكل شي وله مكانه،خاصة من يأتى لاهثا بلعابه لرؤية النساء ،كمن يغتر بمعرض تشكيلي بعنوان يوم المرأة العالمي ، فيظن انه سيجد النساء من كل لون وشكل حسب تأسيسه الفكري، سيجد بالفعل نساء من صنف الرائدات بالعطاء النسائي بحقول الفن والرسم والسياسة والعمل التطوعي بالاضافة الى انهن مسؤولات عن أسرة كريمة و بيت ناجح ، فلن تكون اي منهن من صنف فتيات المراهقة لا بالعمر ولا بالمسار الاجتماعي او العبث الفكري ..

ثقافة العيب ،نعلمها ،وسأضيف عليها عيب جديد : عيب ، ان نتواجد كحضور محترم باي فعالية ثقافية نبيلة الهدف وكريمة الرعاية ، و يركز المتلقي الذي أرهق نفسه بالحضور ليلتقط صور النساء فقط ، ويدرجها بالبوم صوره من خلال قناة التواصل الاجتماعي بطريقته ، و نقرأ سموم تعليقات مضللة ، كلها استخفاف وسخرية بحق المتواجدات من هن باعمار امهاتنا وجداتنا من النساء ، فهناك من يزال يبني ،و انت من تهدم .. خاصة ان كان الحضور يعج بالقاعة من مختلف الحقول بالدولة من النساء والرجال ، فلا اعتقد انك حضرت للمشاركة بفعالية ثقافية لهذا السبب، فطبع سيدات المجتمع سيدات الكرم والاصالة لهن قلب الامهات المحبات ، فهل سيكون جزاءك لهن افضل من جزاءك لوالدتك بالبيت واحترامك لعمر جدتك؟!! وان جئت لترى الدور النسائي بالفعل حسب محدودية فكرك؟ تعلم اكثر عن ابنائهن ،من هم بعمرك ، ماذا صنعوا لانفسهم ولوطنهم ؟ وحاول ان تغار منهم ، عسى ان تصبح خيرا لنفسك على الأقل ....في أي يوم من الايام...

نعود للسؤال مجددا ،من السبب؟
هل لأن الفن التشكيلي وليد النَسَب الغربي؟ و لقيط هجين عربي ؟
بصراحة ... لنسأل انفسنا ...
ام لأن بعض ما عُرِضَ علينا عن حياة التشكيلين ، وهذا ما تم طرحه في الأفلام والاعلام كان تأكيداً لهذا الحال ؟ وأبسط مثال فيلم مصري اسمه "بالالوان الطبيعة" فيلم اشهد بأنه من أسوأ ما شاهدت كطرح فكري ، و مستوى رسالة شرقية ، وحتى لا مصداقية واقع ،بل تشويه واقع تدريس الفنون الجميلة وان كان واقع بدولة عربية غنية بالفن والحضارة مثل مصر!

من السبب؟ باحتكار نسبة الاهتمام بالانجازات الثقافية على شريحة 10% من المجتمع ؟
ألأن هناك فوضوية سلوكية عامة والتي هي مؤشر على العشوائية و خلط الفهم بين أطر الحرية و التحرر و التمرد!! فنحن لن ندرس فلسفة ، لكن كمسؤولية بناء مجتمع راقي و أبناء يفيدون أنفسهم لصالح أنفسهم ، يتوجب تداول هذه المعاني الواسعة كتفسير و فصل عبر المواقف خاصة ان كل منها باتت متداولة باللفظ والفعل من منطلق الحق الفردي و المجتمعي والدور الاعلامي . ولهذا نرى الحيرة والتفكك والتساؤلات ..و نشابه الغير لا اراديا من بعد التأثر . فما أخذناه من تلك البوابات كمسلكية اجتماعية والتي أنا بصددها بمسؤولية هذا الطرح : هو ما رأيته متداولا باللفظ والفعل في الأمسيات الثَّقافية وللأسف: أن ندَّعي التَّحرر،ولا نَتَخَلَّقْ بالحرية، ليدور مظهر الأمسية الشعرية او أي معرض تشكيلي على انهما فرصة لممارسة تطبيقية طيبة لمهارات التخيل : اي اننا في طريقنا لتلبية دعوة لمعرض فن تشكيلي مثلا ، اذا لنتجهز داخليا لنبحر برحلة زمنية قصيرة مستقطعة نحو ثقافة بلاد فرنسا او المانيا و نبحر مع الفنانيين والموجودين من الحضور ومع انفسنا اولا بمسلكيات غير مألوفة بيننا ،وتلك التي لا نمارسها أساساً بالبيت او بالشارع او العمل... سواء من ناحية ثقافة العيب أو الحدود والتربية والاصول والدين. إن أحداث أي معرض مُقام على أي رقعة بلد، تلقائي ستكون تابعة لثقافة مكان البلد .. وأي بلد أنا بصدده هنا ؟ بلد عربي شرقي مسلم لن ننسلخ عنه ، موضوع الفنون الجميلة يحتاج لهــــــــدم فكري قديم ، واعادة بنـــــــاء فكري جماعي حقيقي مبني عن الواقع مرة أخرى عن الفنون الجميلة ، وبشكل موسع بكل الطرق المقنعة ، من خلالي ، ومن خلالك ، ومن خلال كل متلقي حتى تتسع وتكبر دائرة المعرفة من الصغير للكبير، طالما ان هذا الباب التشكيلي يقال بانه " غربي الأصل "

وأصالة فكرتي : أن الفنون التشكيلية هي بوابة انسانية ، ممتدة لا تعني عربي او غربي ،طالما انها من اصدق أدوات التاريخ التي وصلت براحتها دون تلاعب ، والتعريف بحضارة كل الأمم السابقة ، وهي سلاح لغوي غير منطوق الحرف مفهوم بمجرد النظر ، الرسم :هو اللغة الوحيدة و القادر على ايصال المعنى، حتى لو أخذنا لوحة زمنية من هذا الحاضر موقعة بعام 2014 وعدنا معها لعصر مضى ، لعصر مثلا نلتقي فيه مع الانسان البدائي! فسيفهم المراد منا ..من خلال لوحة - بغض النظر عن التوقيع والسنة والفنان-

فمن أصالة الرسم : أن نشأته الانسانية كانت ماقبل التاريخ أي أن الرسم موجود ومتداول بين الناس بزمن ما قبل الكتابة ! عندما كان الانسان على فطرته صياد، راعي،مزارع .. فلو تساءلنا ، أين أقيم أول معرض تشكيلي ؟ ما اسم اول -(جاليري) - قاعة عرض للفن التشكيلي ؟ ربما سنقول : الكهوف . الرسم من زمن الكهوف .. كان الرسم وسيلة تحريض لاستمرارية الحياة فرسم الانسان فريسته على الحائط بشكل مسبق على أنه اصطادها بسهامه ، و الوانه المستخدمة كانت من دم الحيوانات ، و الفحم ...واشياء اخرى.. ان تساءلت مرة أخرى ، من اكتشف هذه الكهوف ؟ الجواب : مؤكد من الغرب وسيقولون بصدفة البحث ، وربما كان الباحث يحمل تخصص علم "بالاجناس البشرية "مثلا ...ولهذا اكتشف !

فمن سيكترث منا نحن بهذا الجنس البشري ،طالما أننا لاهون على مستوى الركض الشخصي اليومي : بهموم موحدة بين السكن و الغلاء والبنزين والأمان ولقمة العيش ؟!! من سيكترث بنا نحن كجنس بشري نحمل حضارة عربية ،بل من سيعطينا قيمة التاريخ واصالة الحضارة الانسانية ؟ ليكتشف ما كان موجود باراضينا ...وقبل التاريخ ، كي يتناقله الجميع . من يسجل التاريخ؟ ألا نعلم ان هناك هدم؟ وهناك اخفاء؟ وتشويه ، و تهميش ،والغاء وجود..وحرب و نسف بشري؟ فكيف سيصلنا بالتاريخ أن العرب أصل الفن و الجمال و الحضارة ما قبل التاريخ ،ونحن بسنة 2014 مازلنا متوقفين على نمطية الفهم الدارجة بشكل خاطئ عن الفن التشكيلي و لهذا نتجت المسلكيات الاجتماعية المشوهه بين الحرية والتحرر والتمرد؟! تساءل معي ...من فضلك....

أما بالنسبة للشعر والشعراء ...فلا خوف على أبناء المجتمع منهم، وأحصر الزمن فقط حاليـــــــاً ، لأن الشعر أصل عربي، فمهما حاول الشعراء العرب التطاول بافساده ، باي تضمين خفي المأرب باسم الحداثة ...فغير مؤثر نوعا ما ... معظمنا متيقظ عندما نقرأ ....ونرشد بعضنا .. لماذا نقرأ ؟
هل لانني اريد صناعة عقل وفكر لي ؟
نعم .
حسنا، السؤال ، ماذا تقرأ ؟
و قبل ان تقرأ ،هل جهزت نفسك ؟
هل ثبتت يقينك ؟ لانك ستعشق المؤلف وارضه و أهله ! أتدري حجم الحب لأرض تراها حقيقة مكتملة بين كل حرف و حرف،و تتلمسها لتلمسك... ومن كلام شاعر؟؟ هذا حدث معي ...عشت بأيام وأعوام عشق للشاعر "محمود درويش "

ماذا نأخذ ؟وماذا نخلع ؟
من نفس قصيدة اي شاعر.... على سبيل المثال ما طبقته بتجربتي التشكيلية مع شعر محمود درويش ،فكنت أتوقف عند أبيات له ، تنزع مني كامل المزاج الذي تشكل عندي اثناء القراءة ، لأستيقظ على كل بيت يحوي الاساءة للذات الالهية .. ومن هنا يظهر التساؤل عن الرابط بين الابيات وصاحبها وقناعاته الدينية...

كُثُر حاليا من رسموا وساهموا بتثبيت محتوى قصائد و اسم "محمود درويش" على مستوى الوطن العربي ، من بوابة توظيف قصائده بالفن التشكيلي، عبر مقولات درويش، أو تناول أبيات قصيدة واحدة يجعل منها معرض كامل !

تجربتي تختلف كمضمون هدف ، وتوظيف هدف المضمون بسلاح الرسم : لهذا لا تشبه تجربتي المدروسة الهدف ، باي فنان تشكيلي ان تناول بجدارة قصائد دواوينه وفهمها. لماذا؟ صناعة معرضي الشخصي والثالث حققته بفضل الله باختيار عنوان له كان "ض" ، والذي اتسم بمقابلة رمزية بين قصائد درويش و الرمزية بلوحاتي ، بعض ما فيها أيدته فيها ، و بعضها رفضته تماما عبر الرد برسم رمزي ، و اسم "الضاد" اعني لغتنا العربية ، ولاني بنت "الضاد "، اجتهدت بغربلة المضمون أولا كمسؤولية طرح فكري عربي الثقافة لأنني أرسم بالرمزية .

لماذا الضاد ؟ لغة ديني ، و ديني وصَّى على أرضي، و أرضي هي حقي، "ضاد "مستضعفة ، مثل كل ابناء الضاد الواحدة ،بسبب رجفة أيدينا ، اغتيال أقلامنا و اخفاء ريشتنا ، من خوف جَمْعي على مستقبلنا ،ونحن أصلا بلا حاضر مشرق لا يدعو الا لمستقبل مجهول، فعبرت باللوحات عن وحدة حقنا ... لتأخذ شكل حقي الجَمْعي ، وحقي هذا المختصر بألم واجب عليك أنت : يا متلقي ...ان تصونه . فأكمل معي .... معرضي الشخصي الثالث والذي كُتِبَ له النور بعام 2013 ، لم يكن باسم درويش ابدا ، او حتى عنوان لقصيدة له . هذه نقطة جوهرية مدروسة المضمون ....لم اهدف من خلال معرضي الشخصي التسلق باسم قصيدة ! ببساطة ... فكل حياتي وخطواتي عن دراسة وسؤال أسال وسألت أهل المعرفة وأطرق وطرقت هواتفهم دون خجل ... هذا المعرض الشخصي رقم 3 بفضل الله وداخل بلدي الأردن، كان وليدا من بنية فكرية ثقافية أردنية ، متأصل حرارة عروق فلسطينة100%الام والأب، اما الميلاد والحليب الغني : الكويت . فماذا سأكون ؟! أو ماذا سأطرح ؟ من تواجد بمعرض الضاد ، و دقق بالمحتوى المطروح ،أو من تابع بعمق اي يوتيوب طرحته ببساطتة ،كان كل تصميمات الفيديو من تصميمــي فَعَرضت لوحاتي بمقابلة القصائد ، بعد حذف مقاطع الأبيات المسيئة للذات الالهية والانبياء والملائكة .......وأنا كأمانة ثقافية أشهد بأنها اساءة ،ولهذا أخذت من منتجه الشعري ما رأيت النفع فيه وحذفت الواجب حذفه كأني ما قرأت ، فلو تجاهلنا كامل مسيرة درويش الشعرية ،لن نستطيع ذلك ،لأن كل شاعر وله خصوصية حياة ،و قناعات، وأخص بهذا التوضيح من يمشي مع و خلف القضية وليس حياة من تبنى هذه القضية... و للآن لم يأتي شاعر عربي بعصرنا الحالي يدافع عن قضيتنا الفلسطينية العربية بالحرف ، كلغته وموسوعته الفكرية ، وميزة حداثة أسلوبه الشعري المواكب مع العصر ،ومدى الاضافة التي اعطاها للشعر العربي... لو دققنا بحياة الشعراء وقناعاتهم من زاوية معينة ..اذا ، فلنحذف كامل منتجهم الابداعي ، وكان من الأولى أن نقطع كل سبل التواصل و المعرفة بالثقافة الغربية ،و نمنع بقوة استيراد المنتجات المستهلكة منهم ، فكما يقال " اعرف لغة عدوك، تأمن مكره"

الآن لوحاتي والتي عرضت بالمعرض وضعت أبيات القصيدة المرسومة بريشتي على أوراق تجاور اللوحة ، مع حـــــــــــذف الأبيات المسيئة أو الساخرة لاي معنى مقدس ، لأنني على يقين بأنني أشهر معاني ودلالات الكلمات مع اللوحة ،ولا أسعى لتأكيد أو تثبيت اشهار المعنى المسيء شعرياً ،فنياً ايضاً ، بل كان رداً رافضاً و تحجيم قياس هذا الأسلوب الشعري ، و كان اليقين الأعلى لدي أن أي متلقي مهما بلغ بقراءته للدواوين الشعرية ، ربما بمعرضي فقط سيلتفت للاساءة بقصائده ، ويجعلني انا الحاضر عن ذلك الغائب اقصد درويش لأدافع عن مجمل مقاصد أبياته التي لم ارسمها حتى لو ضمنيا ، فلست بموضع محامي دفاع عن كل معنى وقيمة ،درويش كان مؤمن بها، و أنا لا أؤمن بكل ما قاله لأعيد طرحه الادبي مرة أخرى بصورة بصرية مثبتة عبر لوحة !! ان كان المتلقي يمتلك أي ديـوان شعـــري للشاعـــر درويش.. فمن يحفظ كامل ابيات دواوينه ؟!! خاصة انني رسمت قصائد دواوينه ،وليس قصيدة واحدة . هذه نقطة ،النقطة الثانية :من يدعي حفظ قصائد دواوينه ،و يمتلك هذا الحب الوطني ، فالأولى أن يحفظ بعمق الفهم آيات دينه ،ركيزة الرشد الأولى للانسانية ،وتقديس الوطن .

طالما أني لا أقدم نفسي من باب تقليدي ، بل اقدم فكري مدعَّم عبر لوحات تشكيلية ليست حكرا لي ....شئت ام أبيت ...ها انت تقرأ معي على الاقل ما اريد نشره ، وفكريا! عبر الفن التشكيلي فكيف أقدس أرض و أجعلهــا مقدســة ؟ ان لم أقدس بالبداية من شكلها لتكون مقدسة ؟!! و نفذَّت المعرض كما أسلفت ،على هذا النحو ...و أنا أتساءل عن درويش من ناحية دينيــة ....

إلى أن جاء اليــوم و الذي فيه عرفت الحقيقة، من خلال الدكتور عماد الطراونة الباحث في شعر وحياة درويش ، حيث انه " نفى عن درويش صفة الالحاد وأن درويش كان منغمساً في الشعر أكثـــر من التنظير الديني و بأنه انتمى سياسياً وفكرياً لليسار ،حيث كان عضواً في الحزب الشيوعي الاسرائيلي "راكاح" حتى عام 1970م ،وبعدها لم ينتمي درويش بأي حزب او فصيل سياسي "

ان بعض أهداف هذه الفعاليات الثقافية التي تُقام : غير هادفة للربح ، غير تجارية ، فمن خلال الفعاليات الثقافية : تأتي الصناعة ؛ بل واعادة بناء الصناعة الفكرية،ومن خلالها نتناقل الخير والمحبة للأوطان .... بأرقى تعريف و بأرقى تعبير انساني فمن البداية ذكرت الرسم ،الشعر أدوات وأسلحة التعبير ،والتعريف من الانسانية بالانسانية للانسانية.

من هنا ،لي فرصة طيبة و واسعة لدعوة الجميع مرة اخرى ، لحضور كل الفعاليات الثقافية المعلنة بالصحف واي وسيلة. لكن سأوصي بشيء للمثقفين : ان يكون قبل أي امسية ، هناك تعريف واضح من قبل المبدعين قبل الدعوة بماهية الفعالية وبروتوكولها ، لغير نسبة 10% طالما ان 90% هم الفئة الأعظم وهي المعنية أكثر بما ينوي المبدعين على طرحه ، فالشريحة المتابعة و التي تعيش الحالة الثقافية لا تتجاوز 10% هي دعوة من قلبي للجميع: تفضل 100 اهلا وسهلا تعلم معنا ، وشاركنا بصناعة ثقافة ترضاها لنفسك ،و لي، و لاختك ،و لأمك ، و لزوجتك ، و لابنتك ، و لابنك ،ولبلدك الحبيب ، لان ما يحدث على الصعيد الثقافي : بالمناهج الدراسية بالغد ، رغما عني وعنك سيدرس!








طباعة
  • المشاهدات: 43224
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم