18-03-2014 08:04 PM
سرايا -
سرايا - قديما كان يستهجن البعض عندما يسمع عن رجل يمتهن أعمال النساء كأن يكون طاهيا أو أن يصبح مصفف للشعر.
فما بمالك بامرأة تقوم بقلب الآية، لتصبح هي من تمتهن أعمال الرجال، ولا خلاف ان بعض النساء في فلسطين خاضت تجارب جريئة كامرأة عملت نجارة واخري حاملة للباطون.
سلوي شعبان سرور 50 عام احدي النساء اللواتي قررن ان يخضن تجربة تكاد تكون فريدة من نوعها، على الأقل في قطاع غزة، كونه مجتمع متحفظ وله سمات خاصة، وبالرغم من ذلك قررت سرور أن تشارك الرجال في قارعة الطريقات وتعمل" سائقة" وللحديث أكثر عن تجربتها تقول:" بدأت قصتي عندما فكرت بمشروع رياض أطفال انا وأختي، وكما هو متعارف يفترض ان يكون لدينا سائق يقوم بإحضار وارجاع الأطفال من بيوتهم الى الروضة"
مع ضعف الحياة الاقتصادية وقلة الدخل، باعتبار أن مشروع سرور كان في بداياته، لجأت لإحضار سائق يمتلك باص، وهنا كانت بحد ذاتها مشكله، هذا ما اكدت عليه سرور تتابع:" كان السائق يتأخر احيانا عن الأطفال مما يضعني في موقف مُحرج مع اهاليهم، خاصة ان عمل رياض الأطفال ودقة المواعيد من أهم سماته، باعتبار أن كثير من الأطفال المنتسبين لدي، أهاليهم موظفين".
بحثت سرور عن حل بديل أكثر مرونة فقررت مع شريكتها بالعمل أن تشتري باص خاص بالروضة، وهذا ما كان فعلا وقامت باحتضار سائق يعمل على الباص .
بينت سرور أن مشكلتها لم تنته بعد , خاصة أن السائق احيانا يتعامل بشيء من الاستهتار وعدم المسئولية مع الباص باعتباره ليس ملك له، حتى انها انفقت كثير من المال مقابل اصلاح الأعطال التي نجمت عن تراكم الأعطال وعدم اصلاحها .
ابتسمت سرور وفي عينيها فخر لذاتها وتحدي تقول :" قررت أن اكون انا هذا السائق بعدما تأكدت أنه لا يوجد سائق يكون أكثر أمنا واخلاصا في عمله من نفسي، وهنا بدأت أكتشف مجتمعي الصغير غزة من جديد ولكن؛ بنظرة جديدة وجمليه"
بدأت سرور تعود بذاكرتها وتستعيد احداث وردود افعال الناس ، خاصة عنصر المفاجاة، عندما يجدون امرأة تقود باص تواصل حديثها:" أذكر انني كنت قد خالفت المرور وأنا اعترف بخطأي، جاء رجل الشرطة مسرعا وقال من بعيد رخصك يا حاج، وقام بخبط الباص لتنبيهي، وعندما نظر الى وجهي تغيرت نبرته واسلوبه"
يبدو أن رجل الشرطة صدمه عنصر المفاجأة فأخذ يحاور سرور عن متى بدأت عملك كسائقة، ويحدثها عن مدى اعجابه بجرأتها وقوتها وخوضها هذا المجال، وفي نهاية حوار سورو مع ضابط الشرطة قالت له ، ماذا عن المخالفة أجابها .. الله يسهل عليكي .
لم تنته حكايات سرور وردود أفعال الناس خاصة اهالي الأطفال اللذين شعروا بأمان أكثر على أطفالهم كونها أكثر حرصا من السائقين على الأطفال وسلامتهم.
ولأزمة البنزين الوقود حصة جميلة من حكاية سرور خاصة انها عبرت عن سعادتها ومدي امتنانها لشهامة ابناء شعبها تقول:" انا الوحيدة التي لم تشعر بأزمة البنزين، كنت عندما اتوجه لمحطة الوقود، جميع السائقين يبادرون بشهامة بقولهم لي " لا تنتظري في طابور السائقين فأنت لك الأولوية".
من الواضح أن الرجل الشرقي وان شاركته المرأة في اعماله الصعبة، يظل ينظر الها بنظرة الرفق باعتبارها ام وزوجة و أخت.