سرايا - سرايا – التقى أمس الثلاثاء رئيس هيئة مكافحة الفساد سميح بينو في مكتبه الزميلين هاشم الخالدي وسميح العجارمة بحضور المستشار الاعلامي للهيئة عمر عبندة، وركزت محاور اللقاء على دور الهيئة في كشف الفساد بعد وقوعه من جهة ودورها الوقائي لتحصين الإدارة لحكومية من الفساد من جهة أخرى.

•  نشتغل للوطن دو أن نفضح أحد أو مؤسسة


نص اللقاء

سرايا – هل من الممكن أن تحدثنا عن الدور الرئيسي لهيئة مكافحة الفساد ؟

بينو – نريد أن نوصل رسالة بأن دورنا في مكافحة الفساد وقائي توعوي، فمخاطبتنا للدوائر والمؤسسات الرسمية وللشركات المساهمة العامة تعطي نتائج ممتازة خاصة عندما يعلمون أننا متابعون لما يجري عندهم.

سرايا – في عهد حكومة النسور هل حولتم للقضاء قضية كبيرة ؟

بينو – نحن نشتغل للوطن دون أن نفضح أحد أو مؤسسة، بشكل عام أرسلنا للقضاء 358 قضية.

سرايا – ما هي أهم المعيقات التي تواجه عملكم في الهيئة ؟

بينو – لدينا نقص بالتمويل، والأهم من هذا أن قانون الهيئة الحالي لا يسمح لنا بالتوقيف إلا لـ ٢٤ ساعة وهذه مدة غير كافية إذا كانت القضية مهمة وكبيرة، لذلك طالبت بتعديل القانون بحيث يمكننا التوقيف 7 أيام إلا أن مجلس النواب لم يتجاوب مع طلبنا لتعديل القانون.

سرايا – أخذت قضية وليد الكردي الرئيس التنفيذي السابق لشركة الفوسفات الكثير من اهتمام الرأي العام داخل الأردن وخارجه بسبب حجمها المالي الضخم وكذلك لخصوصية نسبه مع العائلة المالكة، وهناك من اتهمك أن بينك وبين زوج الأميرة خلاف هو السبب لتركيزك على ملف الفوسفات ؟

بينو – والله عندما فتحنا ملف الفوسفات لم أكن أعرف وليد الكردي سابقاً، وبعد أن بدأنا تحقيقاتنا زارني في إحدى المرات وحدثني عن علاقته بالمغفور له الملك حسين ، فقلت له حرفيا ( الملك حسين على راسي من فوق ) ومع ذلك أصريت على اتمام الإجراءات التحقيقية والقانونية.

سرايا – كيف بدأ يتكشف لكم الفساد في شركة الفوسفات ؟

بينو – جاءتنا المعلومة الخاصة بالفوسفات فاشتغلنا عليها، وبدأت بعدها تتضح لنا الصورة أن هناك شبهات فساد إلى أن أخذت القضية صداها وحولناها للقضاء كما تعرفون.

سرايا – ولكن لا زال هناك شيء غير مفهوم في شركة الفوسفات، فمثلاً عطاء تلزيم التعدين وبعشرات الملايين ما زال محصورا بشركة واحدة كاحتكار واضح له دون أن يتم طرحه كعطاء عام ؟

بينو – عطاء تلزيم التعدين أمام المدعي العام، وهنا نوضح أننا لا نتدخل في إدارة شركة الفوسفات ولا في إدارة أية شركة فليس هذا من صلاحياتنا.

سرايا- وهل تدخل متنفذ في هذا العطاء لثنيكم عن التحقيق في هذا العطاء سيما وان الشركة تعود لاشقاء نائب متنفذ.

بينو- لم يتصل بي احد ولم يمارس علي احد اي ضغوطات
سرايا- ولكنك تقول بان عطاء تلزيم التعدين بقيمة ٤٠ مليون دينار فيه شبهة فساد
بينو- نعم وهم يتذرعون بان هذه الشركة لديها معدات وناقلات اكبر من غيرها لتنفيذ العطاء ومع ذلك انا اعتقد بان هذا الملف فيه شبهة فساد والامر متروك للقضاء.

سرايا – لماذا لم تعد تخرج إعلاميا وتتحدث عن انجازات الهيئة وعن دوركم الوطني ؟

بينو – أؤكد أنني احترم الصحافة والصحفيين والإعلاميين وأقدر دورهم الوطني ولكن السبب بابتعادي عن الإعلام هو أن عدد منهم لا يعطي المعلومة الصحيحة .

سرايا – قبل أن تكشف عن قضية امتحان الامتياز للأطباء أعلنت أن هناك قضية كبيرة سيتم الكشف عنها، لكن البعض وجدها أقل حجماً مما تم توقعه؟

بينو – أنا لم أقول بأني سأكشف عن قضية ( كبيرة ) بل قلت سأكشف عن قضية ( مهمة )، وأنا اعتبرتها قضية مهمة لأنها تتعلق بحياة الناس.

سرايا – هل تمتلكون وسائل وأجهزة تساعدكم في تحقيقاتكم؟

بينو – أنجزنا مختبر الأدلة الجرمية وبدعم من غرفة التجارة العربية الأمريكية، ولدينا غرف تحقيقية، بالاضافة للمنتدبين في الهيئة من مهندسي وزارة الأشغال ومن رجال الأمن العام الذين يتولون التحقيق وإعطاء الرأي ومتابعة بعض القضايا حتى لا نظلم أحدا، ولكن أحيانا يضطر مدعي عام الهيئة الاستعانة بخبير في قضية معينة ومشكلتنا أنه لا يوجد لدينا مخصصات الية لندفعها لهؤلاء الخبراء.

سرايا – ماذا تقصد بالغرف التحقيقية ؟

بينو – هي غرف تحقيق فيها كاميرات والتحقيق مسجل بالصوت والصورة حتى نبرأ ذمة الهيئة أمام الجميع عندما يدعي أحدهم أنه تعرض لضغوط في الهيئة او انه تم اجباره على الاعتراف، فأنا لا أحب بعد ثلاثين سنة من العمل العام أن يلوثني أحد باتهام باطل.

سرايا – هل سبق وأن اتصلتم بشخصية عامة للتحقيق معها ورفضت الحضور ؟ فهناك من يقول أن سهل المجالي رفض الحضور للهيئة عندما طلبتم منه ذلك للتحقيق في ملف سكن كريم ؟

بينو – أؤكد لكم أنه منذ استلامي موقعي هذا لم يرفض أحد التجاوب مع طلبنا منه الحضور للهيئة.