19-03-2014 03:19 PM
بقلم : د. نزار شموط
مضى على اعتماد الأعلان العالمي لحقوق الأنسان ما يزيد على ستين عاماً , ولا زالت الأنتهاكات لهذه الحقوق تمارس على مرأى ومسمع المجتمع الدولي , والذي يتعامل للأسف مع الكثير من هذه الأنتهاكات بازدواجية وعدم معياريه وبحسب المصالح المشتركة ألاستراتيجية والاقتصادية , بعيداً عن الموضوعية وعن ما تم اعتماده كدستور عالمي لحقوق الأنسان يكفل الحق لصاحب الحق بعيداً عن كل الأعتبارات .
واصبح العالم مقسوم لدول عظمى مسيطره , ودول تابعه تعتمد في اقتصادها وحماية مصالحها واستمرارية وجودها على وصاية من هذه الدول , واذا ما حصل ولم تلتزم هذه الدول بشروط الوصاية , تصبح هذه الدولة خارج مضلة الحماية الدولية وتسهل استباحتها , وهذا ما يحصل مع غالبية ما يسمى بدول العالم الثالث , والذي اصبح فيه الضعفاء طبقة مستباحة خارجة عن دائرة الحقوق , التي ينادي بها الأعلان العالمي لحقوق الأنسان .
والشواهد كثيرة , فما جرى منذ ايام من استباحه لا انسانيه لدم مواطن اعزل كل ما فعله انه ابى المهانه والذل والخنوع , ومايجري في فلسطين من انتهاكات شبة يومية بحق شعب سلبت ارضة واستبيح دمة وشجره وحجره , وعلى مرأى من مدَعي المنادة باحترام حقوق الأنسان , والذين لا يقومون حتى بمجرد الأدانة لما يحصل من انتهاكات . وما يجري من مذابح على اساس عرقي وعنصري وديني كما يحدث الان من تصفية عرقية للمسلمين في بورما وعلى مرأى العالم اجمع ودون حراك او حتى شجب , وما يحدث في كثير من الدول , التي جُعل منها بؤر للصراع , ليتسنى لمصنعي السلاح استثمار صناعاتهم بتأجيج هذه الصراعات حتى لا تكسد بضاعتهم .
ودعوني اقتبس جزء من الاعلان العالمي الذي ينادي بالقضاء على جميع اشكال التعصب والتمييز والذي اعُتمد ونشر بموجب قرارالجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1981
( ان الجمعية العامة للأمم المتحدة تضع في اعتبارها ان احد المباديء الأساسية في ميثاق الأمم المتحدة هو مبدأ الكرامه والمساوة الأصيلتين في جميع البشر وان جميع الدول الأعضاء قد تعهدت باتخاذ تدابير مشتركة ومستقلة , بالتعاون مع المنظمة لتعزيز وتشجيع الألتزام العالمي والفعال لحقوق الأنسان والحريات الأساسية للجميع , دون تمييز بسبب العرق او الجنس او اللغة او الدين , وعدم التمييز والمساوة امام القانون والحق في حرية التفكير والوجدان والدين والمعتقد ) فأين هذا مما يمارس على ارض الواقع في حق الشعوب المحتلة والمعتدى عليها , مثل الشعب الفلسطيني والشعب العراقي الذي عانى من الأحتلال الأمرين , ولا زال يعاني من اثاره المأساوية التي انهكت حقه في الحياة الطبيعية , وافرزت ضاهرة العنف والأرهاب القائم على التعصب العرقي والديني وما ترتب علية من سقوط الاف الضحايا نتيجة لذلك , كذلك الصراع القائم في سوريا والذي استنزف كل الامكانات البشرية والمادية ,
كل هذا يدعونا كأمة عربية ان نتوحد وان يكون لنا ثقلنا الدولي للضغط بأن ننادي وبكل قوة لأنهاء الأحتلال والممارسات والسياسات الصهيونية العنصرية التي تمارس بحق شعبنا الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية ووقف الأستيطان, وعودة اللآجئين طبقاً لقرارالأمم المتحدة رقم 194 والمطالبة بمحاكمة اليهود المتورطين في الجرائم التي ارتكبوها ضد المدنيين العزل , ورفع دعاوى قضائية بحسب القانون الدولي الذي ينادون به, وانهاء الصراعات العربية , واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها ورفع كافة اشكال الوصايه المفروضة قصراًعلى كثير من دولنا , ليتسنى ان ينعم الشباب العربي بالسلام وان يحصل على حقوقة التي كفلها له قانون حقوق الأنسان الذي يتشدق الغرب به ليل نهار .