سرايا - سرايا - كشفت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة أن النفق المكتشف مؤخراً قرب كيبوتس (العين الثالث) اكتشفه مزارع إسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي عن طريق الصدفة.

وقال موقع (والا) العبري، إن مزارعا هو من اكتشف النفق وبدأ العمل من حينها في البحث عن محور سيره وفتحته داخل الأراضي المحتلة وهو ما يؤكد رواية كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) بهذا الخصوص.

ونقل الموقع في تقرير نشره عن خبراء عسكريون في صناعة الأنفاق إنهم لا يستبعدون في هذه المرحلة صدق رواية القسام في أن النفق المكتشف قديم، كما أنهم لم يستبعدوا أن يكون النفق امتداد وتفرع للنفق السابق الذي اكتشف في أكتوبر 2013.

وأضاف أحد الخبراء أن حماس قامت بعمليات تغطية ناجحة لإخفاء أمر النفق عن قوات الهندسة التابعة للجيش.

وعزا عدم تفخيخ مدخل النفق إلى أنه كان متفرعاً عن النفق السابق، وقال مستغرباً " على وحدة يهلوم الهندسية أن تسأل نفسها كيف لم تتمكن من اكتشاف هذه التفرعات لنفق العين الثالثة المركزي خلال شهر أكتوبر من العام الماضي؟" .

وأضاف الموقع أن اكتشاف النفق الأخير بهذه الطريقة يكشف عن عمق الأزمة التي يعانيها الجيش في مكافحة هكذا أنفاق متطورة، حيث لا يوجد حل تكنولوجي كامل أو حتى جزئي لهذه المعضلة .

وأشار الموقع إلى أنه وحتى التوصل إلى حل تكنولوجي لهذه المعضلة يبقى اعتماد الجيش أكثر على المعلومات الإستخباراتية من مصادره على الأرض بالإضافة للعمليات الهجومية الاستباقية التي يقوم بها الجيش.

في المقابل وصف ضابط إسرائيلي كبير في قيادة المنطقة الجنوبية النفق المكتشف بأنه أكثر تطوراً من النفق السابق وذلك من حيث غلافه الداخلي وتحصينه ضد عوامل الطقس إلا أنه نفى رواية قدم حفر هذا النفق، معللاً ذلك بأن معدات الحفر والمولدات الكهربائية وآثار الأقدام الحديثة المكتشفة داخله تنفي رواية حماس في أنه نفق قديم.

وأضاف الضابط أن هذا النفق يعتبر نفقاً "نوعياً جداً" مدعياً أن اكتشافه تم عبر معلومات إستخباراتية ونشاطات لفرقة غزة وأنه كان معد لتنفيذ عملية نوعية على غرار عملية خطف الجندي جلعاد شاليط عام 2006 .

وأعلن جيش الاحتلال مساء أمس عن اكتشافه نفقا أرضيا للمقاومة الفلسطينية قرب (مستوطنة العين الثالثة) شرق بلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس.

ورد الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة على إعلان الاحتلال، مؤكدًا أن النفق المكتشف ليس جديدا، وتم كشفه بفعل المنخفض الجوي الأخير على قطاع غزة وليس إنجازا استخباريا كما ادعى الاحتلال.

وسبق أن أعلنت كتائب القسام مسئوليتها عن حفر نفق مماثل اكتشفه جيش الاحتلال منتصف أكتوبر الماضي، بغرض استخدامه في خطف جنود الاحتلال لمبادلتهم بالأسرى في سجونه.

وتصدت القسام لعملية تدمير النفق في نوفمبر 2013 ما أدى لإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين وضابط كبير بجراح خطرة، واستشهاد ثلاثة من مقاومي القسام.

كنز حماس الاستراتيجي
من جهته، زعم قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي سامي ترجمان وفي أعقاب اكتشاف النفق أن حماس تنوي استخدام هذه الأنفاق للقيام بعمليات فظيعة، منوهاً إلى أن حماس لن تغامر باستخدام هذه الأنفاق في جولات التصعيد الصغيرة لأنها تدخرها لساعة المعركة الفاصلة.

وقال ترجمان إن على الجيش التأقلم جيداً لمفاجئات الإنفاق في أي معركة مقبلة.

وأضاف وفقًا لما نقله موقع "واللا" أن الأمر ليس بحاجة لخبير ليفهم؛ "فطالما هنالك مئات الأنفاق تحت محور صلاح الدين فهنالك العشرات باتجاه "إسرائيل" وتنتظر الأمر باستخدامها".

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها إن حماس استخلصت العبر بعد حرب لبنان الثانية عام 2006 "فكما أن المحمية الطبيعية التي يعيش فيها حزب الله مكنته من إلحاق الخسائر الفادحة بالجيش فيجب أن يكون لدى حماس ذاك السلاح الذي يمكنها من الخروج من المعركة وتحقيق إنجاز مركزي لردع إسرائيل".

وأضافت المصادر أن حماس اختارت القيام بثلاث أمور لتحقيق هذا الهدف وهي القيام بعملية سباق تسلح جنوني لخلق تشكيلة صواريخ متعددة القدرات والمسافات.

وأوضحت أن حماس حاولت الحصول على سلاح يُفاجئ للجيش كالصواريخ بعيدة المدى والتي تصل إلى أبعد من 100 كم، بالإضافة إلى صناعة طائرات صغيرة بدون طيار أو سلاح يهدد قطع البحرية في عرض البحر، عدا عن صناعة الأنفاق.