22-03-2014 10:01 AM
بقلم : ابراهيم ارشيد النوايسة
في حقيقة الأمر إن ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع الهام والضروري، هو ما وجدته واجب الدفاع من الناحية الأخلاقية والمهنية وتوضيح الحقائق للقارئ الكريم وطرح هذا الموضوع أمام الرأي العام بموضوعية دون المساس بأي جهة ما .
الإعلام الناجح هو الإعلام الذي يؤثر في الرأي العام من خلال طرح المادة الإعلامية بمهنية عالية ونقل الخبر بموضوعية ضمن أدواته المتاحة, وهدف وسائل الإعلام أن تطرح نتاجها الأعلامي للرأي العام بإطار مهني وحرفي ذو مصداقية عالية, وهذه أراها من وجهت نظري هي أهم مرتكزات الإعلام الناجح بغض النظر عن أدوات الإعلام الفنية والتقنية التي يحاول من خلالها طرح النتاج الإعلامي سوئ كان سياسيا أم ثقافيا أم اجتماعيا.
يشكل الإعلام أهمية قصوى في حياة الأمم والشعوب ، ووسائل الإعلام لها دوراً كبير في التأثير على الرأي العام خصوصاً فيما نشهده اليوم مع هذا التطور الهائل والكبير لوسائل الإعلام المتعددة كالفضائيات والصحف والانترنيت.
شهد الواقع الإعلامي العربي وخاصة الأردني العديد من المتغيرات الإيجابية على مدار السنوات القليلة الماضية، التي جاءت اغلبها كإستجابه فعليه لما بات يفرضه عصر جديد يتسم بالسرعة فى شتى مناحي الحياة، وقد دللت على ذلك القدرة الإعلامية الأردنية العالية على التعاطي من الأحداث ألجاريه في نقل الحدث حال حصوله.
إلا إنه وعلى الرغم من تلك الثورة الإعلامية على مستوى التقنيات والإمكانيات الفنية والمادية، فما زالت وسائل إعلامنا الأردنية تعانى العديد من السلبيات، منها سطحية التناول للإحداث والقضايا، إلى جانب انتشار بعض الظواهر الدخيلة مثل نشر الأكاذيب وإثارة الفضائح من خلال التناول والتداول للغير موثوق و الغير صحيح ، ذلك دون تحرى الدقة ومراعاة البحث والتأكيد قبل العرض والنشر، كذا دون الإحساس بأدنى مسئولية تجاه المجتمع المحلي والعالمي .
هذا هو ما تؤكده العديد من المشاهد الملتقطة لواقعنا الإعلامي الأردني، حيث تحولت بعض وسائل الإعلام وخاصة الصحافة لدينا من منبر يدعو إلى الصدق وينادي بأمانة القلم والكلمة وكشف الحقائق وإظهار الخفايا عبر طرح القضايا التي تهم المتابع بكل (مصداقية) وبكامل (الشفافية) .. تحولت بعضها إلى بوق للكاذبين والمخادعين والمنافقين والغشاشين.. لبث لأكاذيب ونشر السموم الإجتماعية، بعدما بدلت بشكل أصبحنا نترقب من يسد جوعنا الدائم للمعلومة (الصادقة) لا تمسها (زخارف) النفاق.. المعلومة التي هي غايتها التثقيف وليس الهدف والغاية المرجوة منها هو حماية مصالح فئة على حساب أخرى.... المعلومة الصادقة التي لا تغلفها عبارات (مصادرنا الخاصـة أو المسئولة).. الحقيقــة التي لا نحتاج إلى رشها (برذاذ كاشف) لنرى وبكل وضوح ما يحاول إخفائه (السماسرة..... من حقـد مغلف بـورق السولوفان الفاخر!!. فما أقبح أن يتحكم فى أعلامنا الكثير من (مهندسي الإعلام المفبرك).
للأسف الشديد إن الكثير من ملامح ما ظهر من بعض صور الإعلام ودوره في المجتمع خلال الفترة الماضية،.... والتي كان من الضروى رصدها والوقوف عندها فى محاولة لوضعها أمام الجميع، والنظر إليها بعين فاحصة للبحث عن أسباب ما ألم بها....، لعلنا ننجح فى إعادة رسم ملامحها كما ينبغى لها أن تكون من جديد..
والآن لم يعد لدينا سوى إطلاق نداء استغاثة إلى من يهمه الأمر إن وجد، يحمل رسالة مفادها (أوقفوا الفبركة وممتهنيها حفاظا على ما تبقى لنا من شبح مجتمع يصارع الفناء.. مجتمع لازال متمسكا بقليل القليل من عاداته وتقاليده وتاريخه وثقافته محتميا بأسوار تراكمات أعمال مبدعيه).