22-03-2014 10:11 AM
بقلم : محمد اكرم خصاونه
حين كانت شمس اليوم تشرق كنت يا أمي تسابقين الفجر، لتجهزي الخبز في فرن من طابون في زمن صعب وقاس ، تحملين سراجا لينير لك عتم الليل، فالظلام ما زال حالك ، ولكن وجبة الإفطار في موعدها يجب أن تكون جاهزة مما وهب الله من زيت وزيتون وزعتر ولبن وجبنه ووما منحنا الله من خيرات الأرض، سابقت ريح الشتاء ليصل ما صنعت من خبز طابون يمضغه المرء بكل شهية ، وإن لم يود الأكل ، واليوم كم نتحسر على ما مضى من زمن جميل حمل الخير والبركة والعطاء، ولكنه إرتحل حاملا أجمل الذكريات .
ايامنا اليوم ملئ بالخيرات ، المال وفير والخير موجود ، ولكن لا بركة فيه، نمضغ طعامنا بدون نكهة ، ونأكل من غير شهية ، اولادنا باتوا على وجبات سريعة ، وقهوة أسرع يحملونها في أكواب ورقية ويخرجون .
وأنت يا أمي كنت برغم المشاق والصعوبات ، والظروف تأبين إلا ان ناكل ولو كسرة من خبز ، آه على زمن مضى وتولى ، كان الحلم فينا يكبر ، بسر دعائك ، بعطف حنانك ، بلمسة حانية .
كم كنا نخاف الليل ، وكم كنا نخشى الشتاء ، وكم كنا نحس بهم ووجع ما انت فيه ، لأنك لن تجلسي وتستكيني ، حتى تدبري أمورنا ولنكون سعداء . واليوم نجلس حولك نتمنى ونود لو ان نقدرعلى رد ولواليسير اليسير مما وهبت وقدمت وأعطيت.
فلكأني أرى سعادتك قناديل تتراقص في مخيلتك ، تفرحين بها حين الرجوع ، وتناجينها حين الرحيل ، وها أنت اليوم قد وهن منك العظم وخارت منك القوى، راجيا الله ان يعيدها إليك وأنت سالمة غانمة ، ولكن بفضل الله ما زالت ذاكرتك طيبة عامرة بالإيمان وطاعة الرحمن وذكره في علاه .
هو الزمن يخط على الوجوه أخاديد واحافير أيامه وسنواته ، وهو العمر الذي لا نستطيع القدرة على إيقافه و إرجاعه لزمن النشاط والقوة والقدرة العطاء والحيوية ، فالعمر محطات ، فيها يمضي المرء، من حال لحال ، والأيام لا تبقي ما نحن فيه على ما كنا فيه .
فلك يا أمي في يوم الأم الذي جعلوه يوما في السنة والذي، بان يكلأك بموفور الصحة والعافية ، وأن تكون أيامك فرحا وعيدا ، وأن نكون عند حسن الظن بنا، وأن نكون كما أمرنا ربنا قادرين على البر والإحسان ، ورد ولو اليسير من المعروف والخير الذي وهبتنا ومنحتنا ، يا أماه ،، فما اليوم الذي تم إختياره في 21من شهر 3 إلا في يوم بداية الربيع، الذي نرجو الله أن تكون أيامك ربيعا وأعيادا وفرحا وكرامة ، وفي يوم الكرامة التي نود أن تعود إلينا الهيبة والكرامة .
إليك يا أمي مودتي ومحبتي وإحترامي ، داعيا لك بموفور الصحة والعافية ،وان تعودي لهمتك ونشاطك ولكل الأمهات وافرالمحبة والسعادة ،ولكل مريض ومريضة الشفاء.