حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32828

شكرًا للتلفزيون الاردني

شكرًا للتلفزيون الاردني

شكرًا للتلفزيون الاردني

23-03-2014 01:45 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
تقوم الدول بإنشاء المحطات التلفزيونية والمحطات الفضائية لنقل الأخبار المهمة على الساحة المحلية والدولية ، وعندما تكون هناك قنوات متخصصة بمجال معين فان اهتمامها يجب ان ينصب على نقل الحدث المحلي بذات التخصص ومن ثم نقل الأحداث العالمية ، فالإعلام واحدة من اهم مؤسسات الدولة ، ولقد ذهب الكثيرون الى تسميته بالسلطة الرابعة الى جانب السلطات الثلاثة ، التشريعية والتنفيذية والقضائية ، ولم تأتي هذه التسمية من فراغ فالإعلام هو اللسان الناطق باسم هذه السلطات وهو المعني بأيصال الحقيقة الى الناس ، وتلعب وسائل الاعلام المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة دورا جوهرياً في دعم النشاطات المحلية وتشجيعها .
لقد قام التلفزيون الاردني ولمواكبة الأحداث الرياضية المحلية والدولية بفتح قناة خاصة بالرياضة ، وقد استبشرنا خيرا بهذه القناة لانها كانت مطلباً عند جميع الرياضين والاتحادات الرياضية الاردنية وذلك لأهميتها في تعريف الناس بالمستوى الرياضي الاردني ، خاصة الفردية منها ، توقعنا ان تكون كامرة هذه القناة منصوبة على منصات القاعات الرياضية لنقل كل حدث رياضي أردني او عربي او دولي يجري فيها ، توقعنا ان تكون هذه القناة من الرياضين وللرياضيين ، لكن للاسف ! لا ، لم تكن قناتنا في حجم التوقعات ، فالقناة لا تتعدي كونها قسم رياضي في القناة الرسمية الاردنية ، فالوجوه نفس الوجوه والكامرة هي نفسها التي كنا نراها قبل عشرات السنين ، ولا اعتقد ان التلفزيون الاردني قد ادخل أية تحسينات على قسم الرياضة ليأهله للاستقلال بقناة خاصة .
الاعلام الرياضي وللأسف لا يهتم الا في لعبة واحدة وهي كرة القدم وليته يحسن تغطيتها بما يلبي طموح جمهورها ، فهو لا يهتم لأي حدث آخر غير كرة القدم مهما كان الحدث كبيرا او صغيرا محلياً او دولياً ، فلا مصلحة لهم بذلك ، فهم لن يلتقوا بأمير او وزير او شخصية عامة او اقتصادية ، فالاتحادات الرياضية فقيرة ومعظم القائمين عليها من عامة الناس فلذلك لا جدوى ولا منفعة لقناة الرياضة ان تتعاون معها ، علما بان الكثير من الاتحادات تحتاج لهذه القناة لنشر لعبتها وتعريف الناس فيها .
سأتحدث هنا عن حدثين رياضيين كبيرين استضافهما اتحاد المبارزة الاردني في الفترة الاخيرة ، ولاني عضو في هذا لاتحاد منذ سنوات فأرجو ان أكون صادقا في نقل المعلومة وان أكون محقا في عتبي على قناتنا الرياضية التي نحبها كقناة وطنية أردنية :
الحدث الاول كان في البحر الميت قبل ثلاثة أعوام عندما تجرأ أعضاء اتحاد المبارزة بالمبادرة بطلب تنظيم بطولة العالم ، ذلك الحدث الأهم في المبارزة الدولية ، لقد كان الحدث عظيماً وكبيرا ، اذ انه وفي خضم الأحداث الساخنة التي كانت تمر بها المنطقة وكان الربيع العربي في بداياته وكانت المسيرات والاعتصمات المطالبة بالإصلاح تجتاح شوارع مدننا ، استضاف الاتحاداكثر من الف وخمسمائة مبارز ومبارزة مثّلوا اكثر من تسعين دولة ،لقد كان حدثا تاريخيا في عمر الرياضة الاردنية وكانت الفرصة سانحة لإعلامنا ان يستغلوا هذا الحدث سياسياً ورياضياً ، لينقلوا للعالم رقّي وسلمية مسيرة الإصلاح في الاردن ، ولكن وللأسف فقد أدار الاعلام لنا ظهره وكأنّ الحدث لا يعنية رغم محاولاتنا ودعواتنا المتكررة لهم ، ففي الوقت الذي شهد العالم بأسره للأردن وشعب الاردن بالامن والاستقرار والوعي والحضارة وقف الاعلام الاردني عاجزا على ان ينقل هذه الحقيقة بنفسه وعن نفسه .
الحدث الثاني والذي به يكرر التاريخ نفسه حيث استضاف الاتحاد في الايام فعاليات بطولة اسيا للمبارزة في عمان وهو الحدث الأكبر على أجندة الاتحاد الآسيوي ، بمشاركة اكثر من ستمائة مبارز ومبارزة يمثلّون ثلاثة وثلاثين دولة ، وهذا العدد لم تشهده اية بطولة سابقة لآسيا ، والمشهد الإعلامي يتكرر ولا يعنيه من هذا شئ ، والأمرُّ من ذلك ان شاشتنا الرياضية لم تستطع تنظيم لقاء معي أمين سر لاتحاد ، الناطق إلاعلامي للبطولة ، ولا ادري هل الخلل فني كما اعلمني بعض القائمين على القناة ام ان شخص امين السر لا يلبي الطموح وليس بمقام قناتنا الحبيبة .
هذا ما يجري على ساحتنا الرياضية فالإعلام الرياضي ليس للرياضة ولا للرياضيين وانما للعلاقات الشخصية والمحسوبية ، هذا واقعنا الأليم مع الاعلام ، وهنا أتسائل ! متى سنرقى الى مستوى المهنية في عملنا ؟ ومتى سيضع الإعلامي مصلحة الوطن على سلم أولوياته ؟.
شكرا لتلفزيوننا الموقر الذي لم يكلف خاطره بان يزور موقع الفعاليات الا يوم الافتتاح ، والجميع يعلم لماذا يوم الافتتاح ، في حين ان القنوات العربية وخاصة الخليجية منها قامت بتغطية البطولة كاملة بتقارير ولقاءات يومية ، وكذلك الصحف العربية والآسيوية والعالمية التي تناقلت اخبار البطولتين باشادة كبيرة بالتنظيم وقوة المنافسة وأثنت على الأردن والأردنيين لحسن التنظيم ورقي التعامل واحترام الاخرين ، ويكفينا شرف ان المسؤولين الدولين والقائمين على المبارزة قد وصفوا عملنا " بفوق العادة " . فهل نرى أعلامنا أيضاً فوق العادة ؟
شكرًا تلفزيوننا ، شكرًا صحافتنا .








طباعة
  • المشاهدات: 32828
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم