24-03-2014 10:02 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ).الكثير من الذين انغمسوا في الظلم سواء في الكفر او في الشرك او المعاصي والرذيلة , وذاقوا جهلها وعسرها وحسرتها وخسارة انفسهم وأموالهم وأسرهم علموا معنى الايمان وحلاوته والإخلاص في العمل اليه عندما تابوا ورجعوا الى الله من باب الاستغفار والتوبة فكانت الذنوب هي الطريق التي اوصلتهم الى الله تعالى الذي جعل لها باب يلجاء اليه المذنب والتائب فكان من اسمائه الغفور والتواب التي توحد بها , وهي(اي الذنوب) التي احسنت ايمانهم والتمسك بهذه العقيدة كون الانسان قد شعر بالنور من بعد ظلام غاب فيه العقل الذي يعي ويدرك ان الايمان وإتباع ما امر به الله تعالى هو من اجل سعادة الانسان وعزته وكرامته ...
عندما اسلم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يضحك احيانا وذلك عندما يتذكر انه كان مثله مثل من عاشوا حياة الجاهلية والظلام التي جعلت من هذا العقل الذي كرم الله تعالى به الانسان ان يعبد صنما صنع من تمرا يأكله الانسان عندما يجوع او ان يعبد عجلا او نارا او قردا او فارا او فرجا .وهذا يؤدي بنا الى التوصل لحقيقة ان لا عقل بدون الايمان فهذا الايمان هو الذي اوصل صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الى تمييز الحق من الباطل متمثل بقول جعفر بن ابي طالب رضوان الله تعالى في خطابه للنجاشي …..
أيها ألملك إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد ألأصنام ونأكل ألميتة ونأتي ألفواحش ونقطع ألأرحام ونسيء ألجوار ويأكل القوي منا ألضعيف حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفاف فدعانا إلى عبادة الله وحده وخَلْعِ (ترك) ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء ألأمانة وصلة الرحم ، وحسن ألجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، فصدقناه وآمنا به، فعذبنا قومنا وفتنونا عن ديننا ؛ ليردونا إلى عبادة الأوثان ، ثم سأله النجاشي : هل معك شيء مما أنزل على رسولكم ؟ قال جعفر : نعم ، فقال النجاشي : فاقرأه علي. فقرأ جعفر من سورة مريم ، فبكى النجاشي ، ثم توجه إلى عمرو وعبد الله وقال لهما : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة (يقصد أن مصدر القرآن والإنجيل واحد)...
عندما تكون كل هذه الذنوب في حياة أي امة ولا ترتجع الى الله تعالى فلا بد ان تكون هي نهايتها ,وتفككها يأكل بعضها بعضا , لذلك فان ما نشاهده في حياتنا اليومية ما هو الى نتيجة غياب العقول التي لا يمكن ان تبصر الى بالإيمان ,الذي اخرج سلفنا من حياة الجاهلية والمعاناة التي اصبحت في حياتنا ,فأصبح الانسان منا يعاني من ظلم اقرب الناس اليه , اصبح خائفا لا يأمن على ومن نفسه وماله وولده , والخوف هنا يعني مما تجسدت به الذنوب في النفوس , حتى قلبت النعم الى نقم على الانسان ومحيطة ...
قال الله تعالى (: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا. )ان في ذلك دلالة على ان الذنوب وما ينتج عنها....! قد تكون للكثير بداية الطريق الى الله تعالى ,وإتباع هدايته , فحجب الرزق من السماء ورزق المال والولد فهي من الاشياء التي يحبها الانسان في الدنيا ارتبطت بعقاب الدنيا , وهذه رحمة من الله تعالى للإنسان ليرتجع( فضائل باب الاستغفار) الى الله بقناعة ويقين , لينال ما هو اعظم في الاخرة , لهذا فقد دخل الانبياء ولمرسلين باب الاستغفار من خلال امور قدرها الله تعالى عليهم ,فوعظهم الله تعالى عنها وعاتبهم بها , وذلك حتى يكتمل توحيدهم وشكرهم لله تعالى ...