25-03-2014 05:01 PM
بقلم : د .سليمان الشيحان
هل فكرت الحكومة الأردنية بمشكلة الشباب الأردني الذي يقاتل الآن علي الساحة السورية، وتحت رايات مختلفة وهم الذين ذهبوا باعتقادهم للقتال في سبيل الله باعتبار أنهم يقاتلون نظاما كافراً .
وقد قتل منهم أعدادا ليست بالقليلة أعلن عنها النظام الحاكم في سوريا ، وأكد ذلك التيار السلفي الجهادي في الأردن عدة مرات وذكر أسماء.
ولا احد يعرف على وجه الدقة أعداد الأردنيين الذين يقاتلون على الأرض السورية وذلك لوجود جماعات متعددة تحارب النظام، وأعداد المقاتلين ليست بالقليلة رغم أن الأرقام متضاربة وغير دقيقة ، فالتيار السلفي الجهادي يعلن أعدادا من جهته والنظام السوري يذكر أعدادا أخرى.
ومن الواضح أن القوى العالمية تتصارع اليوم على الساحة السورية، والهدف الاستراتيجي لأعداء الأمة العربية اضعاف سوريا الدولة بلا شك خدمة للمشروع الصهيوني ، وهؤلاء الأعداء يعملون على انتاج نموذج أفغانستان في سوريا والعمل على الطالة أمد الحرب.
والسؤال الذي يطرح نفسه على الدولة الأردنية عموماً والحكومات الأردنية المتعاقبة ، هل هي مستعدة للتعامل مع الشباب الأردني العائد من ساحات القتال لضمان عدم تجديد قضية الأفغان العرب مرة أخرى.
عندما عاد الشباب السعودي المقاتل في افغانسان رأينا التفجير في نواحي عديدة في السعودية، وتفجيرات فنادق عمان ما زالت في الذاكرة.
وقد استفادت السعودية لما جرى في أفغانستان والعراق وأخذت موقفاً واضحاً من أبنائها الذين يقاتلون في سوريا وحسب مصلحة الدولة السعودية، لكن الحكومة الأردنية لم تأخذ موقفا واضحا ، استعداداً للقادم من الأحداث وتوجيه طاقات هؤلاء الشباب للبناء لا للهدم بعد أن ينكشف غبار المعركة.
المشكلة قادمة في المستقبل وموعدها مع نهايات الأزمة السورية، وما زالت الحكومات الأردنية المتعاقبة تراقب على استحياء.