27-03-2014 10:50 AM
بقلم : صالح عقله الزوايده
لا شك ان الناظر في الصوره التذكاريه للقاده العرب خلال قمتهم الاخيره يدرك تماما ان الواقع مرير والرؤى والتطلعات المستقبليه تشوبها الضبابيه وما يصبو له الشارع العربي اصبح وهما.
وجوه القوم واجمه والقلوب مختلفه وما نراه من ابتسامات كئيبه لا تعدو سوى مجاملات بروتوكوليه لا اكثر ولا اقل.
القمم العربيه لا زالت تواصل الاخفاقات فهي دائما تنتهي وكأنها لم تبدأ بالاصل لان الواقع كما هو لاجديد اذ ان الاختلاف سيد الموقف والقضايا المصيريه لازالت تراوح مكانها رغم القواسم العربيه المشتركه, فنجاح القمم يقاس بالمخرجات والتوصيات والنتائج وهذا ابعد ما يكون عن هذه القمه وسابقاتها.
...قمة الكويت وللاسف قد تكون المسمار الاخير الذي يدق في نعش الوحده العربيه والسبب هو تمترس الزعماء العرب خلف قناعات وتحفظات عنوانها الاختلاف والتباعد في وجهات النظر لان كلا منهم لا ينظر الا لمصلحته الشخصيه فقط واحيانا المكابره في غير مكانها. ولذلك كان التمثيل السياسي باهت نوعا ما في ظل غياب ثمانية من الزعماء العرب فربما هي رساله من قبل هؤلاء الزعماء ان التكتل العربي اصبح شيئا مبتذلا لافائده مرجوه منه..
في هذه القمة جاء الزعماء العرب وهم منقسمون ورجعوا اكثر انقساما واختلافا ,فلقد انتجت لنا هذه القمه خط ممانعه جديد وبطابع عربي خالص بامتياز هذه المره يتمثل في دول العراق والجزائر ولبنان والسودان فهم اتفقوا على السير في خط معاكس للخط العربي التقليدي الذي تقوده السعوديه ومصر وباقي الدول العربيه المحسوبه على هذا التيار, فهذا الخط الممانعي افسد تطلعات الشعب السوري عندما اعاق وباستخدام حق "نقض الفيتو العربي" نية الجامعه منح مقعد سوريا الشاغر للمعارضه.
ليس بعيدا عن الملف السوري فالقضيه الفلسطينيه كانت دائما حاضره في القمم العربيه فقد تم مناقشتها على خجل ورفعا للعتب فقط اذ لا حل يلوح في الافق القريب فطرحها فقط تحصيل حاصل ,واما بالنسبه لملف الخلافات السعوديه القطريه لم تناقش لانها ان نوقشت سينفجر الوضع فالكل حانق على الكل ولا مساعي لترطيب الاجواء بين الاطراف المشحونه لان دولا بعينها حاولت الاصلاح لكنها التقطت الاشاره باكرا بعدم التدخل فقد اتسع الخرق على الراتق, ولذلك شد ولي العهد السعودي الرحال باكرا الى الرياض وكذا الحال لامير قطر لان الوضع اكبر من ان يحل في قمة بروتوكوليه حالها كغيرها.
ما سنشهده بعد هذه القمه لا يعلمه الا الله ولكن القادم صعب والسينايوهات القادمه تراجيديه بامتيازفالاحتقان سيزيد ولا حل لتلك المناكفات الا بتغليب العقل والحكمه وتقديم التنازلات للحفاظ على اللحمه العربيه ,وعداذلك سينظر العالم لنا نظرة ازدراء واستخفاف ولا ادل على ذلك من سياسة الحلفاء التقليديين للعرب فهم قد اداروا ظهورهم لنا لان مصالحهم تسير باحسن حالاتها ضمن ما يسمى بالفوضى الخلاقه...أو ما نسميه نحن الربيع العربي...