29-03-2014 10:14 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
الآراء حول جدوى القمة العربية الآخيرة المنعقدة في الكويت كثيرة جدا” ، ولكن ما جمع بين هذه الآراء هو عدم الثقة بالقمة من قبل أن تبدأ ، كما اجتمعت هذه الآراء على التشكيك بجدوى القرارات وبقيمة التوصيات والمناشدات الخارجة عن هذه القمة .
وهذا الكلام ينطبق على كل القمم العربية التي سبقت قمة الكويت منذ نشأة الجامعة العربية في الاسكندرية عام 1944 م والى يومنا هذا ، ولكن لاىمكننا أن ننكر وجود بعض الاستثناءآت لبعض القمم العربية التي خرجت لبعض الوقت عن النص الغربي المكتوب ، مثل مؤتمر الخرطوم الشهير بلآءآته الثلاثة على سبيل المثال ، ومؤتمر بغداد الذي خرج بقرار مقاطعة مصر بعد توقيعها المنفرد لاتفاقية كامب ديفيد .
قال البعض عن قمة الكويت الأخيرة : بأنها قمة الأيادي المكبلة والهامات العاجزة ؛ وقال آخرون : هي قمة التناقضات التي جمعت الديمقراطيات الوليدة والديكتاتوريات المستبدة ... وقال البعض : هي قمة الثيران اليائسة والخراف المرعوبة ، وقالوا : هي قمة الجالسبن فوق الركام والحطام !!!
عندما اقترحت بريطانيا الاستعمارية على العرب إنشاء جامعتهم العربية في العام 1943م فإنها أرادت تحقيق أهدافها وتلبية مصالحها بالدرجة الأولى ، وإن كان في دستور هذه الجامعة الرفاهية والخير الوفير للشعوب العربية ؛ ولكن ليعلم الجميع بأن : الثعلب لا يهرول عبثا” كما يقولون !
فما هي مصلحة بريطانيا المستعمرة عندما إقترحت إنشاء جامعة الدول العربية والذي نفذ في عام 1944 م ؟ ، وأعقبه بعد عدة سنوات الإعلان عن قيام الكيان اليهودي على أرض فلسطين عام 1948 م .
لقد فشلت كل محاولات الدول الاستعمارية لأخذ موافقة الخلفاء العثمانيين المتعاقبين للسماح لليهود بكيان„ لهم في فلسطين ، لذا ففد خلص الاستعماريون ومعهم اليهود وبالتجربة بأن الدولة العربية القوية والواحدة لن ترضخ ولن تستسلم لمطلب تمرير كيان يهودي مقام على أرض فلسطين وتحت كل الظروف ؛ لذا فقد اجتهدوا على تقسيم الوطن العربي الكبير لدويلات وكيانات هزيلة وضعيفة ، ولترسيخ هذا التقسبم وهذا التشرذم ولتكريس هذا التفكك لوطننا العربي الكبير ؛ فقد ساهم الاستعمار البريطاني في تأسيس هذه الجامعة العربية الراعية لمبدأ وجود هذه الكيانات الضعيفة والمتناثرة ؛ تهيئة” لامتصاص خيراتها الوفيرة وتوطئة” لهدف القبول بوجود كيان يهودي يتم الزج به ليكون بين هذه الكيانات الكثثرة والمتناثرة ! وهو الهدف الذي كان من المستحيل قبوله في ظل الخلافة الاسلامية الواحدة وحتى في ظل الدولة العربية الواحدة والمتماسكة .
لم يجتمع الرؤساء العرب في أية قمة من قممهم العربية حين وجب عليهم الاجتماع بسرعة لحل قضاياهم ولتلبية مصالح شعوبهم ! ولكنهم إجتمعوا وبسرعة البرق ومرروا أخطر القرارات على هذه الأمة عندما وجب عليهم التروي والتمهل والانتظار لما فيه مصلحة شعوبهم العربية ! هذا هو الواقع الأليم لجامعتنا العربية ولقممنا العربية !!! وكلنا يتذكر مؤتمر القاهرة المشئوم والذي انعقد في عام 1990 م بسرعة البرقليقرر إدانة العراق وتسليم ملف الأزمة العراقية الكويتية للأمم المتحدة ولأمريكيا ولاسرائيل بسرعة فائقة وتجاوزت بذلك الجهود الخيرة لحل هذه الأزمة وعلى رأسها الجهود الصادقة لجلالة الملك الاردني الحسين بن طلال والتي كانت على وشك ايجاد الحل المناسب لهذه الأزمة الخطيرة !!!
ولكن يبدو بأن هذه الجامعة العربية والتي احتظنتها بريطانيا الاستعمارية في بداية نشأتها لن تبتعد عن رؤى الاستعمار وقوى الاستكبار في كل اجتماعاتها وقراراتها !
وفي استعراض سريع لما حققته الجامعة العربية للشعوب العربية عير مسيرتها الطويلة نجد ما يلي : مسلسل من التفريط الممنهج بأرض فلسطين حتى وصل هذا التفريط أوجه عندما طرح العرب مبادرتهم للسلام وقبل عدة سنوات في قمة بيروت ، كما تآمرت الجامعة العربية على العراق العربي وشاركت في حصاره وفي عملية تدميره وتفكيكه ، وكانت هذا الجامعة في منتهى اللامبالاة والسلبية ازاء كل الحروب المدمرة في وطننا العربي ، وازاء كل المشاكل الخطيرة الجارية في سوريا العربية وفي اليمن والصومال وفي السودان ، وراقبت الوضع في انتظار الاملاءآت الدولية ...
إن حقيقة الجامعة العربية هي العجز المتواصل والشلل التام في كل مراحلها ، باستثناء بعض المراحل والتي طلب الاستعماربون منها التحرك القوي والفوري لتمرير بعض القرارات ، وقد شاهدنا قوة وسرعة تحرك هذه الجامعة العربية خلال الازمة العراقية الكويتية وفي بداية الثورة الليبية كما شاهدنا سرعة الادانات واتخاذ القرارات الممهدة لتسليم الملف للقوى الدولية والاستكبارية ،
لا يمكنتا القول بأن هذه الجامعة قد إستوي وجودها مع عدمه ؛ فهذه فيه ظلم كبير للحقيقة ، ولكن ما يمكننا الجزم به هو القول بأن عدم وجود هذه الجامعة كان أفضل الف مرة للعرب ؛ بكل بساطه فق عملت جامعتنا العربية على التهيئة لللقبول بوجود الكيان اليهودي بين العرب ، ثم رسخت حالة التشرذم والتفكك والضعف العربي ؛ وبقيت العائق الحقيقي لكل مشاريع الوحدة العربية ، وبقيت الأداة الجاهزة لتمرير المشاريع الاستعمارية على شعوبنا العربية !