حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,12 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 20741

ثمة "كرسي" في الهيكل الاردني يستخدم لمعاقبة الخبراء او تقفيز الخريجين

ثمة "كرسي" في الهيكل الاردني يستخدم لمعاقبة الخبراء او تقفيز الخريجين

ثمة "كرسي" في الهيكل الاردني يستخدم لمعاقبة الخبراء او تقفيز الخريجين

29-03-2014 10:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس احمد الكساسبه
بالرغم من إساءة استخدام هذا الشاغر عندنا ..... للمعاقبة تارة ... وللتحيز تارة أخرى ....
فإن لمفهوم كلمة " مستشار" تفاصيل علمية وعملية كثيرة لست بصدد الخوض فيها وما يجب أن يكون من متطلبات كثيرة لشخصية المستشار الذي يدفع بوزارته أو منظمته أو اختصاصه كاستشاري مستقل ...إلى تحقيق أفضل النتائج ويكون لاعبا رئيسيا في تقديم المشورة على المستوى الإنساني الفردي أو الجماعي وفي جميع القطاعات باختصاصات متنوعة بشكل كبير ...فلا يمكن لفرد مهما كان موقعه الوظيفي أو المجتمعي أن يستهين بهذا الدور الذي ( إن أعطي حقه ) يفوق جميع الأدوار القيادية العليا أو التنفيذية الوسطى أو التنفيذية الفنية كونه ( من المفترض ) انه متعمق في اختصاصه وخبير في أدق التفاصيل وسيختار البديل الناجع والأفضل من خلال استشارته فيحقق أفضل خطة إستراتيجية أو ربحا أو زبدة البدائل في مجاله بشكل عام ، مما يعني أن لايعين بشكل عشوائي وإنما
بأسس محكمة بحيث تختلف شروط تعيينه عن بقية الوظائف أو توازي بعضها على الأقل .
وهنا اخص بحديثي وظيفة المستشار في الوزارات وأجهزة الدولة والشركات الحكومية المستقلة والشركات "الحكوخاصة " المستقلة وبعض الشركات الخاصة بعيدا عن الخوض في وظيفة المستشار للمستقلين في مكاتبهم وعياداتهم ...و ..( كمستشاري الطب والهندسة والصيدلة والمحاسبة والضريبة ... الخ ).
فطيلة فترة عملي في التواصل والاحتكاك مع مواقع كثيرة ( سواء عملت بها أم لم اعمل ) ومن خلال شواهد وأمثلة حية بدءا من الجامعات والوزارات وبعض الأجهزة والشركات تبين أن الشخصية التي يجب أن تكون مرجعية وثمينة بمعنى الكلمة – تبين أنها أفرغت تماما من مضمونها وهدفها بصورة مدمرة إما للشخصية نفسها أو للمكان نفسه...فيا لخيبة وخسارة تلك الأماكن من حرمانها لنفسها من المستشارين الخبراء الذين يوجهون المسارات للاتجاهات الصحيحة ... فغياب المستشارين الحقيقيين افرز قرارات مدمرة ...إلى أن جاء الفساد ( وخلّص على البقية الباقية بالضربات الترجيحية).
لقد رأيت المستشارين في كثيرمن مراكز الإدارة الأردنية قد يعملون في أي شيء إلا الاستشارات وهم جاءوا كحصيلة نتاجات مختلفة ... وكمايلي :
1- مستشار- نتاج مؤامرة : وهو المسؤول الكبير الذي يتم الانتقام منه بمؤامرة فردية أو جماعية عليه بتحويله إلى مستشار للتخلص منه وتجميده كليا لفتح شاغر للغالي أو لتسهيل أعمال البزنس
والخلاص من رتابة وتعقيد ذلك الشخص ( ادعاءاً ) .
2- مستشار- للمؤامرات فقط : وهو شخص لايعلم شيئا عن استراتيجيات وجوهر وتفاصيل
العمل ولاتحول له أية استشارات وكلما في الأمر انه شخص تحبه الإدارة وتثق به ويكتم سرها
ويجيد فن المؤامرات ويمتاز بالجاهزية والتأهب الدائمين لإجابات ثعلبية قمعية ساحقة سلبية
فورية سريعة المفعول على صغار الموظفين والعمال .
3- مستشار- تجهيز للخروج: حيث جرى العرف في أن الكثير من أصحاب الخدمة الطويلة في
المراكز العليا عديمي الواسطة الثقيلة يتم تحويلهم إلى مستشارين لمدة زمنية قصيرة ( عشان
الترويحة ).وهذا النوع من المستشارين أشبه بـ "البغل الانجليزي الجاهز للطخ" ،حيث كان
البغل الانجليزي يخدم لسنين طويلة ويقوم بأشغال شاقة وفي نهاية خدمته يكافأ بالقتل. وإذ بذلك
لا اقصد الانتقاص من مستوى هذا النوع من المستشارين ولكن تعبيرا عن السياسة الروتينية
المجحفة المتبعة في التعامل مع تلك القيادات والخبرات الكبيرة .
4- مستشار- طائر محلق : هذا النوع من المستشارين استثنائي قد لايتجاوز العشرينات
من عمره ، بحيث يتم تعيينه مستشاراً بمرسوم غير قابل للرفض بتاتا ، ويوقع عقدا بآلاف
الدنانير ،لايستشار،يحضر للعمل في المناسبات ،ولا يسأل عما يفعل .في الوقت الذي يدور
فيه أقرانه من سني عمره هنا وهناك بالبحث عن وظيفة براتب زهيد في القطاع العام او
الخاص ولايجدون .
مرة أخرى ، أؤكد بأن جميع تلك الأنواع من المستشارين ، لايستشارون ،ولا يشاركون في صنع القرار لا من قريب ولامن بعيد ، بل – وبسبب سياسة تضييع دور المستشار- اعتاد المجتمع بأكمله على إهمال المستشار وبمجرد تعيينه مستشارا لايتوقع منه أي تأثير ايجابي اومساهمة بأي شكل من الأشكال بزيادة القوة الدافعة لاستراتيجيات منظمته أو تقديم الخدمات للمجتمع نفسه ،ويدركون بأن الاستشارية هي الصفحة الأولى من كتاب التقاعد فقط لاغبر .
بينما تجد مستشارا حقيقيا يسعى دوما لتطوير نفسه ورفع أدائه وجودة منتجه لتحقيق أفضل الأرباح والسمعة الجيدة ....هذا فقط عندما يكون مستقلاً يعمل وحده أو ينتمي إلى بعض الشركات
الخاصة الحريصة على تنافسيتها و سمعتها وأرباحها ، وتلك التي تربط إنتاجيتها بإنتاجية كل فرد فيها حسب اختصاصه ،وخاصة إنتاجية المستشار الحقيقي الفعال وانعكاساتها على الإنتاجية الكلية .
















طباعة
  • المشاهدات: 20741
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم