29-03-2014 06:40 PM
بقلم : بسام أبو حماد
أكد النداء والرجاء والطلب الذي وجهته 100 دولة عضو في الاتحاد الدولي للفروسية
إلى سمو الأميرة هيا بنت الحسين لكي تتراجع عن قرارها بعدم الترشح لرئاسة الاتحاد
الدولي للفروسية لفترة ثالثة تمتد من 2014 إلى 2018 على الشعبية الجارفة التي تحظى بها الأميرة الشابة في أوساط الفروسية العالمية ودليل على تمسك الاتحادات الأهلية في قارات العالم الأربعة ببقاء سموها في الرئاسة نتيجة لما حققته من نجاحات لم يسبق لها مثيل فالأميرة هيا أرادت ومنذ تسلمها رئاسة اتحاد الفروسية عام 2006 إدخال تغيرات جوهرية وإصلاحات إدارية واسعة وحددت عدد المرات التي يجوز فيها لرؤساء الاتحاد الدولي تولي المنصب بولايتين فقط مدة كل منهما 4 سنوات حتى تمنع احتكار المنصب ولكي تعطي المجال لوجوه جديدة تساهم بخدمة الفروسية العالمية ولكن عندما أعلنت الأميرة هيا عن نيتها عدم الترشح للانتخابات القادمة سارعت الاتحادات الأهلية في العالم لتوجيه نداء عاجل للأميرة هيا تطالبها بالترشح والبقاء في منصبها لفترة ثالثة ورفضت الاتحادات رحيل الأميرة هيا وطالبتها بالاستمرار وفعلا قررت أكثر من 100 دولة عضو في الاتحاد الدولي للفروسية طلب عقد اجتماع للجمعية العامة غير العادية في سويسرا يوم 29 نيسان القادم بهدف تعديل النظام الأساسي من اجل إطالة مدة رئيسة الاتحاد الدولي ومن اجل إقناع الأميرة هيا بالبقاء وبرهنت سمو الأميرة هيا خلال رئاستها للاتحاد على احترامها للقوانين التي تحكم عمل الاتحاد ولم تسعى لخدمة مصالح انتخابية خاصة بها ولم تفكر بالسعي للمنصب واحتكاره لأطول فترة ممكنة كما كان يحدث في السابق بل على العكس تماما قالت سموها بأنها ستغادر المنصب في الوقت المحدد نوفمبر 2014 وبكل شجاعة وثقة وقدمت للعالم درس في كيفية احترام الديمقراطية ولكن يبقى السؤال لماذا هذا الإصرار من أسرة الفروسية الدولية على بقاء الأميرة في منصبها ؟؟ ولا شك أن هناك العديد من العوامل والأسباب ومن أهمها الأخلاق العالية التي تتمتع بها الأميرة وتعاملها الراقي مع أركان الفروسية من فرسان وحكام وإداريين وجمهور وإعلام مما اكسبها محبة واحترام وتقدير العالم بالإضافة إلى التواضع المعروف الذي تميزت به سموها والذي ورثته عن العائلة الهاشمية الكريمة .
ومن أسباب النجاح أيضا قدرة سموها على الإقناع نتيجة لما تملكه من معرفة واسعة وخبرة طويلة في مجال الفروسية اكتسبتها من خلال مشاركاتها كفارسة في البطولات المحلية الأردنية والعربية والدولية والاولمبية. وساعدها في ذلك أيضا إتقانها لعدد من اللغات كالانجليزية والفرنسية وغيرها وساهم هذا بتواصلها مع مختلف اللغات واللهجات بكل سهولة ويسر أضف إلى ذلك ان الأميرة سطرت بأحرف من ذهب مسيرة رائعة في رئاستها للاتحاد الدولي لمدة 8 سنوات من 2006 إلى 2014 حيث عملت باحترافية ومهنية عالية فنقلت الفروسية نقلة نوعية شملت تطوير كوادر الاتحاد وعززت التنسيق والتواصل مع الاتحادات الوطنية وأقامت تحالفات رسمية بين الاتحاد والجهات الأخرى من أصحاب الشأن في مجال سباقات الخيول ونجحت في تنويع مصادر الدخل المالي للاتحاد من خلال الشراكة التجارية الواسعة بدلا من باقات الرعاية وأسست قسم للنقل والحجر الصحي مما ساعد في شحن خيول الاتحادات الوطنية للبطولات المختلفة وأدخلت رقائق التوثيق الرقمية للخيول وركزت على صحة الجياد ورفاهيتها .
وتترأس الأميرة هيا اتحاد الفروسية الدولي منذ عام 2006 وفي حال ترشحها لدورة ثالثة لمدة 4 سنوات ستكون قد ترأست الاتحاد الدولي لمدة 12 سنة متتالية وهي ثاني أطول فترة في الرئاسة بعد الأمير فيليب دوق إدنبرة الذي تولى الرئاسة لمدة 22 سنة متتالية من عام 64 وحتى عام 86 .
وكانت الأميرة هيا قد فازت برئاسة الاتحاد الدولي لأول مرة عام 2006 بعد ما حققت فوز كاسح على الأميرة بنيديكت من هولندا تبعته بانتصار كبير في انتخابات 2010 عندما تفوقت على السويدي سفن هولمبيرغ والهولندي هينك روتينغويس .
ومما سبق نرى أن الأميرة هيا مقبلة على رئاسة ثالثة دون منافسة لان الاتحادات الوطنية انتخبتها حتى قبل أن تبدأ الانتخابات ولا شك أن إبداعات سمو الأميرة تبعث فينا كأردنيين وعرب الفخر والاعتزاز وكما قال الشاعر:
يا بنت الهواشم من قريش قد أسلفوا بمدرجة الفخار جيلا فجيلا
Bassamjrtv@yahoo.com