حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,16 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21076

بالصور .. قصة "الحجة سعدة" كيف قاومت الاحتلال وساعدت المقاومة

بالصور .. قصة "الحجة سعدة" كيف قاومت الاحتلال وساعدت المقاومة

بالصور  .. قصة "الحجة سعدة" كيف قاومت الاحتلال وساعدت المقاومة

30-03-2014 03:21 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - يصادف اليوم 30 مارس ذكرى يوم الأرض الفلسطيني الذي يهب فيه الفلسطينيون ضد الاحتلال وسياسته التهجيرية والاستيطانية منذ أن احتل الأرض وبدأت تتزايد حتى يومنا هذا بشكل كبير وملاحظ، ضاربين بعرض الحائط كل القوانين الدولية.

وفي هذا اليوم نسلط الضوء على كفاح المرأة الفلسطينية التي بنت الاستقرار وسط عائلتها رغم النكبة والمعاناة وبرغم توديعها كل يوم لشهيد أو أسير من أبنائها، فهي التي مثلت معاني الاصرار والصبر

وتعتبر المسنة سعدة على الزكار "86 عاما " مثالا للام الفلسطينية المناضلة ، حيث ولدت في أراضينا التي احتلها الكيان الاسرائيلى ، وهربت أيام النكبة وساعدت المقاومة بنقل الأسلحة لهم وسجنت ثلاث مرات ، ومارست العمل طوال حياتها إلى أن تقاعدت قبل عامان ، وأنجبت 11 شابا وفتاة استشهد واحد منهم وتوفى 4 آخرون .

الحجة سعدة ليبية الأصل ولدت بتاريخ 6/10/1936 ، بالإضافة لأختين وأخ وتوفى والدها منذ صغرهم ، وتركتهم والدتهم بعد زواجها من رجل أخر ، فكانت هذه أول صدمة لها في حياتها لن تنساها حتى اليوم حيث جلست على الأرض تنادى على والدها المتوفى

وتبدأ حكايتها قائلة " طلب محمد صالحة من عمى أن يتزوجني وكنت حينها في الثانية عشر من عمري ، وحينها ابلغه عمى أنى صغيرة فانتظرني حتى أتممت الرابعة عشر وتزوجت وحملت بطفلي الأول قبل النكبة بشهرين ، وحينما بدأ الاحتلال بقصف قريتنا هربت ، وكنت ادفن نفسي في الرمل حتى لا يشاهدوني وتفاديا للقذائف التي كانت تسقط علينا ، للحفاظ على حملي ولكن نتيجة الحرب توفى جنيني قبل أن يتم أشهره التسعة "

واستذكرت أول شهيد في النكبة الفلسطينية على أراضينا المحتلة سليمان الحمدوشى ومن ثم سقوط ابن عمه عبدا لله الحمدوشى شهيدا أيضا ، وبدأ النكبة بعدها وتوالى سقوط عشرات الشهداء .

تقول: "ومع اشتداد الحرب عليهم هربت من بربرة برفقة زوجها الذي فقد بصره نتيجة الصواريخ الإسرائيلية إلى دير البلح وسط قطاع غزة ، وصلت قطاع غزة وأنا حامل في ابني الأول مفيد وأنجبت بعده 9 أبناء وفتاة ، ونتيجة إصابة زوجي بدأت ابحث عن عمل منذ دخولي قطاع غزة عام 1948، وبدأت في أول عمل لي في سوافى الرمل حيث كنت انقل الرمل للنواصي ، ومن ثم انتقلت للعمل في وكالة الغوث وخدمت فيها 14 عاما في رش شعر النساء من "القمل" ، ومن ثم تقدمت لوظيفة في مديرية غزة لدى بشير الريس وتم تعييني في مدرسة دير البلح الحكومية ، وخدمت فيها 12 عاما "

استشهد ابنها البكر مفيد في حرب الـ 67 ، وعاهدت الله حينها أن يكون كل إصبع في يده مقابله مقتل جندي اسرائيلى ، وبدأت الانخراط في الثورة الفلسطينية وساعدت الثوار على نقل الأسلحة لهم من جنوب قطاع غزة إلى وسطها وجنوبها .

وبمساعدة الثوار كانت تستلم أسلحة من أشخاص مختصين بإدخالها للقطاع ، ومن ثم تقوم بتسليمها لعبد الرحمن الهبيل وإبراهيم أبو سعدة وعباد عطايا بغزة والشاطئ ، حيث كانت تضع الأسلحة في سلة كبيرة مغطاة بالخضار ، ومادة تى أن تى شديدة الانفجار وبودرة تساعد في التفجير وفتيل سريع وبطئ وكبسولات وقنابل ، وتركب في سيارة كل ركابها من النساء ، وعندما يشاهد الجنود على الحاجز الاسرائيلى جميع ركاب السيارة من النساء يسمحوا هم بالدخول عدة مرات بدون تفتيش ، ونجت عدة مرات من الإمساك بها على الحواجز .

ووهبت نفسها لخدمة القضية والأخذ بثأر ابنها الشهيد ، وعن كيفية تخبئة الكبسولات ،قالت " كان الثوار يضعون الكبسولات والفتيل على وسطى بشريط طوله 50 مترا حتى لا يتم اكتشافه ، وسجنت لأول مرة لمدة عام و8 شهور بعدما أثارت مشكلة بين المناضلين داخل السجن فكشفوا أسمائنا أمام الجميع ، وقامت إسرائيل بحبسي بعدما حاولت توجيه تهمة لي بمساعدة الثوار ووضعوني في زنزانة لمدة 3 شهور و6 أيام ، وأنكرت جميع التهم بحجة اننى لم اعرف ما تحتويه هذه الصناديق والحزامات "

وأضافت " حاول اليهود انتزاع الاعتراف منى بعدما جاءوا بابني امامى وابلغوني أنهم سبقتلوه إذا لم اعترف ، فأجبتهم بعدما تقتلوه اطعمونى من كبد ابني ، فقاموا بتعذيبه ولم احتمل المنظر فقمت بالهجوم على الضابط إلى أن تركوا ابني "

وقالت " بعدما مكثت في الزنزانة مدة طويلة جائنى الضابط من شباك الزنزانة يطمئن على حالي ، فقلت له تعال سأعترف ، وبعدما دخل الزنزانة أغلقت الباب علينا وضربته في كل مكان بجسمه ، وبعد صراخه الكثير جاء الجنود ليحرروه منى "

وسجنت في المرة الثانية شهرين بنفس التهمة وبنفس الطريقة ، بعدما أثيرت مشكلة ثانية داخل السجون بين المناضلين واقسموا أن يعترفوا على بعض الذين يساعدونهم في توصيل السلاح وتم كشف اسمها ، لكنها أنكرت أيضا التهمة الثانية وخرجت بعد شهرين .

وعن سجنها للمرة الثالثة قالت " قمت بتهريب أكرم العجورى وأبو علم وابني لخارج القطاع ، وبعدها انكشفت الخطة وتم سجني لمدة 6 شهور بتهمة التستر .

وبعد خروجها من السجن للمرة الثالثة عادت للبحث عن عمل من جديد ، وتوجهت لبشير الريس فاستقبلها استقبالا حارا وهنائها بالسلامة بعد الخروج من السجن ، وأعطاها كتاب للعمل في المستشفى الانجليزي وسط غزة والذي ما زال حتى ألان ، وخدمت فيه 27 عاما بعد وصولها للسن القانوني للعمل وبلوغها 60 عاما ، وبناء على محبتها بين الجميع هناك تم التمديد لها 5 سنوات أخرى قضتها في نفس العمل داخل المستشفى .

وبعد جلوسها في البيت بعد نهاية الخدمة وبلوغها 65 عاما ، شعرت بالتعب لأنها لما تتعود على هذا الحال وقررت البحث من جديد على عمل يعيد لها نشاطها، وأضافت " عملت في عيادة النصر في قسم الدم ، ومن ثم عملت في مصنع خياطة لأحافظ على نشاطي ، وانتهيت من العمل رسميا بحمد الله قبل عامان وأنا باتم الصحة العافية ، واعتزلت العمل كليا وأنا عمري 84 عاما "

وما زالت الحجة سعدة تلبس ثوبها الفلسطيني المطرز منذ عشرات السنوات وتحافظ على ارتدائه في كل المناسبات ، وتشارك في جميع الفعاليات التي تقيمها حركة فتح .

وتمنت:" أتمنى من الله أن يزيح الهم والبلاء عن الشعب الفلسطيني ، وان تتحقق أمنياتنا في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، ونصلى في المسجد الأقصى "

وبذلك يطوى التاريخ صفحة امرأة مناضلة فلسطينية عملت من اجل القضية الفلسطينية ، ووصلنا إليها بصعوبة لكن هناك عشرات الأمهات أمثالها قدمن التضحيات لأجل فلسطين.









طباعة
  • المشاهدات: 21076

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم