سرايا - سرايا - سميح العجارمة - من الحقوق الطبيعية للفتاة أن تتزوج عند بلوغها سن الزواج المناسب وخصوصاً بعد انهائها لتعليمها، فتكوين الأسرة والسعي للاستقرار والأمان والتمتع بنعمة الأمومة والقيام برسالتها كإمرأة لها كيان خلص بها كلها غرائز قوية وفطرية في أعماق الفتيات أكثر من الشباب الذكور.

لذلك من واجب المجتمع والدولة - أية دولة في العالم - أن تزيل أية عوائق تؤدي إلى حرمانالإناث من أداء دورهن المقدس كزوجات وأمهات يربن الأجيال الصالحة لأجل وطن أقوى.

الأردنية يمعنها حياؤها من عرض الزواج على الرجل

نركز هنا على الأنثى أكثر من الشاب؛ لأننا في الأردن كمجتمع شرقي لا يواجه الرجل مشكلة حقيقية ولو قضى كل عمره بدون زواج، ولكن الفتاة الأردنية لا تستطيع بسبب عاداتنا وتقاليدنا والتزاماً منها بالحياء وبالأخلاق العالية أن تعرض الزواج على رجل.

علماً ان ديننا الحنيف لا يمنع ذلك ضمن ضوابط شرعية، لذا قد تتأخر الفتاة الأردنية إلى ما بعد سن الأربعين وأحياناً تبقى عمرها كله بدون زواج تقاسي آلام القهر لعدم وجود أسرة خاصة بها، ومضطرة بنفس الوقت أن تظهر للجميع عدم المبالاة وأنها ليست مكترثة لأن تتزوج، وهناك منسيقول أن كل شيء نصيب ونحن نرفض هذا القول جملة وتفصيلا.

%45 نسبة العنوسة .. 150 ألف أردنية بدون زواج

أعلنت إذاعة هولندا العالمية قبل عدة أشهر نتائج دراستها عن نسبة العنوسة في الأردن، وتوصلت إلى أن 45% من الأردنيات وبعدد 150 ألف أردنية في سن الزواج لم يتزوجن، علماً أن دائرة الإحصاءات العامة الأردنية اعتبرت أن العانس هي من وصلت إلى عمر 35 عاماً دون زواج، وأعلنت أنه لغاية عام 2011 في الأردن 3 مليون فتاة من كافة الأعمار، وفي ذلك العام كان عدد سكان الأردن 6 مليون نسمة، ونعتقد أنه في هذا العام 2014 تجاوز عدد الأردنيات اللواتي لم يتزوجن الـ 180 ألف فتاةأ أي أن المشكلة تتفاقم كل عام أكثر من العام الذي يسبقه.

ندق ناقوس الخطر

وهنا ندق ناقوس الخطر، وندعو الدولة الأردنية بكافة مؤسساتها أن تأخذ هذا الملف كملف دولة وليس ملف حكومة، بمعنى أن يكون الملف عابر للحكومات، ليتم رسم خطة واضحة المعالم وقابلة للتطبيق لتخفيض هذه النسبة ضمن فترة زمنية محددة لا تتجاوز الخمسة سنوات القادمة، ففي فلسطين مثلاً لا تتجوز نسبة العنوسة 8% ، فلماذا لا تضع الدولة الأردنية برنامجاً زمنياً لتخفيض نسبة العنوسة في الأردن لنصل بعد عدة سنوات إلى نسبة لا تتجاوز الـ 15% ؟! ومن ثم إلى نسب أقل وأقل ...

الأردنيون للأردنيات ... بناتنا أولى فينا

نطرح هنا أفكار محددة، منها رفع شعار " الأردنيون للأردنيات " ، بحيث يتم تنفيذ برامج توعوية لتشجيع الشباب الأردني للزواج من أردنيات وليس من دول عربية أخرى، أو من اجنبيات، فبناتنا أولى فينا، ولا يقفز أحد ليقول زواج الأقارب ينتج عنه أمراض بالأبناء، فنحن لا ندعو لزواج الأقارب، بل أن يتزوج الأردني من أردنية، واقترب تعداد شعبنا إلى 7 ملايين نسمة، ويستطيع ان يتزوج الأردني من أردنية لا تكون قريبته بشكل مباشر، وهنا ندعو لإنشاء صندوق خاص لدعم كل أردني يتزوج من أردنية تجاوز عمرها الـ 30 عاماً، سواء كان هذا زواجه الأول أو الثاني أو أكثر.

الأسبوع السنوي للفرح 

كما نطرح فكرة إعلان أسبوع سنوي في صيف كل عام لمواجهة ظاهرة العنوسة تتبناه الدولة والشركات الكبرى والبنوك، ونقترح أسم ( الأسبوع السنوي للفرح )، يتم التحضير له منذ بداية العام، بحيث تتحمل الجهات الداعمة تكاليف التأثيث لبيت الزوجية ومصاريف حفل الزواج، مع دعم نقدي مناسب، والأفضل أن يكون هذا الأسبوع على شكل عرس جماعي في كل محافظة أردنية، وأن لا يشترط فيه أن يكون عمر الزوجة  في عمر العنوسة، فزواج الفتاة بعد إنهائها تعليمهايمنعها من الدخول في العنوسة.

" أريد حقي في أن أسمع من يناديني ماما "

ندعو الجميع في الدولة الأردنية أن يتعاملوا مع هذا الملف بجدية، وأن يتحمل الجميع مسؤولياته سواء كانت المؤسسات الرسمية أو القطاع الخاص أو مؤسسات المجتمع المدني، ولا ندعو لذلك لنمنع انتشار الرذيلة كما يتحدث البعض عندما يريد أن ينادي بالقضاء على العنوسة، فالأردنيات شريفات طاهرات سواء تزوجن أو لم يتزوجن، ولكننا ندعو لحل هذه المعضلة لأنه ببساطة من حق الأردنية ان يفكر فيها مجتمعها بعد أن منعها حياؤها أن تصرخ:

 ( أريد حقي في أن أصبح أماً ... واسمع من يناديني ماما )...

سهلوا سبل الزواج للشباب والشابات.