31-03-2014 10:19 AM
بقلم : الدكتور موسى الحسامي العبادي
ودعك ذووك وأهل قريتك وكل من يعرفك الوداع الأخير، بمشاركة زملائك من منتسبي جهاز الأمن العام ضباطا وأفرادا أصحاب العيون الساهرة اليقظة في عرين الوطن ،الجميع ودعك ياحسام ،الله وهبك الروح والله أخذها وأنت وديعة في الدنيا ورب العالمين خير من يحفظ الودائع ،أنت الآن في ذمة الله، كنت إنسانا طيبا بأخلاقك، وجميل بأناقتك وهيئتك، ولطيف بلباقتك ،محبوبا بين أبناء قريتك وكل من عرفك، رغم كل هذا تركتهم مجبرا لا طواعية جافيتهم بجسدك الطاهر ،وسلكت طريق اللا عودة حين ودعت الأحبة الوداع الأخير ، بجسدك الطاهر وروحك البريئة محمولا على أكتاف المشيعين إلى المرقد الأخير، مهللين وسائلين لك الله عز وجل أن يهبك الرحمة والغفران ،وأن ويتغمدك برحمته وأن يعفو عن ذنوب قد تكون اقترفتها سهوا وأن يسكنك فسيح جناته ،عسى أن تكون من أهلها برحمة من ربك وشفاعة من رسوله ،ولك منا ولكل شهداء المؤسسة الأمنية التي تنتمي إليها كل الاحترام والتقدير من أبناء الوطن .
استوقفني مليا نعي عطوفة مدير الأمن العام الأكرم للعريف الشهيد حسام طايع العبادي ابن من أبناء القرى التي أنتمي إليها وتربطني بأسرته علاقات أواصر القربى والمحبة والجيرة .
وقد علمت أن الشهيد حسام استشهد أثناء تأديته الواجب الوطني بتكليفه بملاحقة عصابات تتاجر بالممنوعات وتنشر المخدرات والسموم بين الشباب .
لكن الأمر الذي استوقفني وأثار الكثير من التساؤلات حول وصف الواقعة في نعي الشهيد حسام حيث وردت عبارة في النعي أنه انتقل إلى رحمة الله تعالى إثر (حادث مؤسف )، لكن المتعارف عليه أن الحوادث المؤسفة ، للأسف هي التي يقع فيها الإنسان عرضيا كحادث سير أو سقوط من سطح بناء أو إصابة بطلقة عشوائية من بندقية دون قصد ، وكان الأجدر بعطوفة مدير الأمن العام وهو مشكور على كل الأحوال أن يسمى الأشياء والأحداث بأسمائها حيث أن المذكور استشهد أثناء الواجب سواء كان بملاحقة أو مداهمة المجرمين والخطيرين من تجار الممنوعات والعصابات الخارجة عن القانون تلقى جسده الطاهر رصاصتين من بندقية الغدر والاستخفاف بأرواح البشر.
لقد كثر هذا الوصف في نعي الجنود والأجهزة الأمنية الذين يقومون بواجبهم المقدس للحفاظ على إستدباب الأمن ورفعة الوطن من منطلق تنفيذ التعليمات و الواجبات و المهام ، التي تستند على الأنظمة والقوانين ، ومن حق هؤلاء أن يقال بأنهم شهداء الواجب الوطني .
فحقوق الشهداء وأسرهم وذويهم محفوظة منها حق التكريم في هذا البلد الطيب وليس من حق أحد انتقاص الحقوق ، فلك الرحمة أيها الشهيد وطوبى لكل شهداء الوطن.
عظم الله أجر ذوييه والمؤسسة التي ينتمي اليها .