حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17651

الجريمة والعقاب في العصور الوسطى .. كتاب يقرأ العنف ثقافياً

الجريمة والعقاب في العصور الوسطى .. كتاب يقرأ العنف ثقافياً

الجريمة والعقاب في العصور الوسطى ..  كتاب يقرأ العنف ثقافياً

02-04-2014 12:02 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - الجريمة والعقاب في العصور الوسطى»، هو كتاب جديد وأستاذة تاريخ العصور الوسطى فاليري توريل التي تدرس في جامعة سيرجي بونتواز، غرب العاصمة الفرنسية باريس.

المؤلفة في مقدمة كتابها الواقع في 328 صفحة من القطع الصغير تذكّر أن المخيلة الجماعية لدى الأوروبيين وعلى المستوى العالمي، حاليا، تجعل من العصور الوسطى «مسرحا لكل أشكال الممارسات البربرية وأنها كانت مأهولة بمجرمين عتاة دمويين».

وتكتب المؤلفة « تبقى صورة عصر وسيط أسود.. يبدو كمسرح لجميع أشكال البربرية وزاخر بالمجرمين المتعطشين للدماء، هي الصورة الماثلة باستمرار، في المخيلة الجماعية لمعاصرينا».
مثل تلك الصورة «خاطئة»، هكذا تؤكّد المؤلفة، لكن من دون أن تنفي أن تلك الفترة عرفت في الواقع، ممارسات تتسم بقدر كبير من «اللاعقلانية». وأنها كانت في بعض وجوهها، «مختبرا للتعذيب» و»ساحة لإصدار وتنفيذ الأحكام الأكثر قسوة». وتحدد القول إنه منذ القرن الثالث عشر، كان هناك قضاء للنظر في الجرائم.

وتستعيد المؤلفة بحسب البيان الإماراتية وقائع ومجريات وذكريات، سلسلة من الجرائم التي لا تزال ماثلة في أذهان الكثيرين، بسبب ما اتسمت فيه من بربرية، مثل الجرائم المريعة التي ارتكبها المدعو جيل دوريس، وعمليات خطف النساء والاعتداءات التي كان يقوم بها الإقطاعيون باسم حقوق لهم، وقاعات التعذيب... الخ. والمجرمون الكبار الذين عرفتهم العصور الوسطى الأوروبية، تتعرض لهم المؤلفة في فصل يحمل عنوان «وجوه الجريمة».

تحاول فاليري توريل في كتابها الصادر العام الماضي عن دار سويل للنشر بباريس أن تذهب إلى ما هو أبعد وأعمق من المقولات الشائعة «الكليشيهات»، للبحث في بنية القضاء والعدالة في العصور الوسطى، وتبيان التراتبية التي كانت تتسم بها، بوجود «عدالة للسادة من الإقطاعيين» و»عدالة ملكية» و»عدالة مدينية» على مستوى المدن. والتعرّض إلى تعريف عمل القضاة ومن يمثلون من الشرائح الاجتماعية.

ومن البحث في مختلف أنماط الجريمة في العصور الوسطى والعقوبات التي تفرض على مرتكبيها، تخرج المؤلفة بعدد من الأحكام والتوصيفات على مجتمع تلك الفترة من التاريخ الأوروبي. وهي ترى أن ذلك المجتمع عرف كل أشكال الممارسات ذات الطابع الإجرامي من الطابع الفردي، بدافع الثأر أو غيره، ووصولاً إلى قيام نوع من «الجريمة المنظّمة»، حسب التوصيفات المعاصرة. ذلك على أساس أن «معالجة الجريمة هي دائماً كاشف عن منظومة القيم، التي يؤكّد عليها المجتمع في لحظة معينة من تاريخه.

وعلى أساس دورة من التجريم أو توقيف العمل به»، كما تكتب المؤلفة. وتضيف في موقع آخر: «الجريمة هي إحدى مرايا المجتمع، والعقاب يعكس الأخلاقيات المشتركة بين أبنائه».

وتشير المؤلفة إلى وجود تباين كبير بين النظرة المعاصرة لبعض الجرائم والنظرة لها في حقبة العصور الوسطى. وترى المؤلفة أن العصور الوسطى عرفت «نزعة قتالية»، كانت بمثابة خلفية لتفشيّ العنف، بما في ذلك الممارسات الإجرامية.

وتضيف ان تلك النزعة وجدت ما يشابهها في المجتمعات الريفية الأوروبية، حتى بدايات القرن العشرين. وكانت هناك مواجهات وأحداث عنف وعنف متبادل، على خلفية نزاعات بين القرى والمهن والعائلات. وفي محصّلة التحليلات التي تقدمها المؤلفة–المؤرّخة، ترسم صورة أقل «قمعاً وأخف عقاباً»، من الصورة السائدة عن تلك العصور.

 








طباعة
  • المشاهدات: 17651

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم