حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28803

عناقيد الضياء: عمل ملحمي عربي يخاطب العالم عن حقيقة الإسلام

عناقيد الضياء: عمل ملحمي عربي يخاطب العالم عن حقيقة الإسلام

عناقيد الضياء: عمل ملحمي عربي يخاطب العالم عن حقيقة الإسلام

02-04-2014 12:28 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - عبر تنوع كبير في مستويات السرد وتنويعات فنية بهية، أضاء العمل الملحمي العربي الكبير “عناقيد الضياء”، محطات مهمة من حياة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، مستعرضا أهم المفاصل التي رافقت بعثته وظهور الإسلام كدين محبة وعدل وتسامح.

وخلال زهاء مائة دقيقة، استدعى العمل الملحمي الكبير الذي دشن احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 مساء الأحد الماضي وأقيم على مسرح المجاز الذي بني خصيصا للاحتفالية، محطات مهمة في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام، وصولا إلى مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام ثم بعثته، والحوادث المهمة التي جرت خلال حياته كنبي مرسل للبشرية جمعاء.

العرض الضخم، الذي حضره حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ومجموعة من الشخصيات، استطاع أن يحبس أنفاس أكثر من 3500 شخص تابعوه على المسرح، وذلك من خلال تقنيات إخراجية مبدعة، وتنفيذ محترف، ومن خلال تنوع مستويات السرد الذي اعتمد على أكثر من وسيلة، توزعت بين السرد الشعري والغناء والمقاطع السينمائية المعروضة على خلفية المسرح كاملة، والتشكيلات الضوئية فوق خشبة المسرح وفي فضاء العرض المفتوح، إضافة إلى الاستفادة من مسرح الدمى في بعض الثنايا، ما منح العرض بعدا إبداعيا وإبهارا كبيرا.

يناجي العمل الملحمي، الذي شارك في تنفيذه أكثر من 750 شخصا، في مستهله فضاء الشارقة الذي تتكشف عناقيد الضياء في ثناياه، ويأخذ الجمهور إلى الأراضي المقدسة، حيث تفتحت شجرة الإسلام المباركة، مروراً بزمن الجاهلية، وزمن الانتصارات والبطولات التي صنعت فجر الإسلام.

ويتطرق في بدايته إلى الواقع الاجتماعي والديني في الجزيرة العربية، متتبعا حال العرب الذين تواطأوا على عبادة الأصنام، فيما أبرهة الأشرم يتأهب لتنفيذ مخططه القاضي بهدم الكعبة، وعبد المطلب يلتجئ إلى الله لحماية البيت العتيق.

وبعد الدقائق الأولى، يبدأ الخط الدرامي بالتصاعد، فبعد أن كان السرد شعريا، يدخل مطربو العرض؛ بدءا بالفنان الفلسطيني محمد عساف، تلاه الإماراتي حسين الجسمي، والمصري علي الحجار، ثم التونسي لطفي بشناق، الذين أطربوا الجمهور وتجلوا في الأداء وملأوا الفضاء بألوان غنائية متنوعة.

وخلال تسع لوحات استقصى فيها العرض مولد النبي عليه السلام وحياته ودعوته، تناوب المطربون الأربعة على غناء قصائد تحكي الحدث بلغة شفافة، من كلمات الشاعر السعودي الدكتور عبد الرحمن العشماوي، ومن ألحان الفنان البحريني خالد الشيخ، فيما سجلت الموسيقى الأوركسترا الألمانية العالمية بقيادة الموسيقار العالمي كريستيان شتينهاوزر، ومشاركة أكثر من 70 عازفا.

وعلى إيقاع الموسيقى وأصوات المغنين والجوقة، تتبدى ملحمة أم القرى التي شهدت ولادة النبي عليه السلام، ليرتبط الجمهور وثيقا بالعرض، وهو يتابع شروق شمس الإسلام في بداياتها.
وتحاكي الملحمة قلب حراء حيث كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يمكث في الغار ونزلت عليه أولى آيات الفرقان معلنة ولادة الإسلام.

وفي رحلة تاريخية متواصلة، تحكي الملحمة عن محطات في حياة الرسول عليه السلام؛ منها رحلة الإسراء والمعراج، حين سرى النبي في جنح الدجى على متن البراق، من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، ومنها عرج إلى السماء.

كما تستعرض قصة هجرة الرسول عليه السلام وأصحابه، هروبا من ظلم ذوي القربى في مكة المكرمة، والتجاءً إلى أصدقاء منحوا الأمن والبيوت والحب، فكان الارتحال نحو يثرب التي تنورت بنور رسول الله، لتتشكل فيها نواة أول دولة إسلامية. وتصور ارتقاب أهل المدينة لموكب الرسول عليه السلام وصحبه، كما ترسم صورة الأنصار والمهاجرين الذين اجتمعوا حول النبي في حالة من المودة والتآخي.

وتنتقل الملحمة إلى معركة بدر التي يعلو فيها صوت بلال وهو ينقل وصايا الرسول الكريم عليه السلام إلى المجاهدين بأن “لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا منفرداً بصومعته، ولا تمثلوا في الجثث، ولا تقطعوا شجرة، ولا تهدموا بيتاً”.

وتصل الملحمة إلى يوم الفتح الكبير وخطبة الوداع التي حملت وصايا الرسول، وهو يتهيّأ لملاقاة وجه ربه، بعد أن أدى أمانته ونشر رسالة الإسلام، وصولا إلى ختام الملحمة التي تؤكد أن الموت حق ولا بد لكل إنسان أن يختبره، وأن دين الإسلام لا يموت، فـ”عناقيد” الضياء التي تحمل نور الإسلام لم تزل تضيء الأرض.

وتنتهي الملحمة بأنشودة “أسعدينا يا عناقيد الضياء، وأزيحي الليل عن صدر الفضاء، وابعثي النور إلينا رائدا، وأرينا وجه خير الأنبياء، وافتحي بوابة الخير بما، يقرأ الانسان من وحي السماء.. أسعدينا يا عناقيد الضياء”.

الإبهار البصري برز جليا في العرض، واجتمع فيه أكثر من عنصر، من الديكور إلى الإضاءة التي شكلت زخارف إسلامية مبتكرة على أرض المسرح وواجته وفي فضائه، إلى المشاهد التمثيلية المسجلة على شاشة كبيرة في خلفية المسرح، إضافة إلى المشاهد التمثيلية الحية التي اعتمدت الأداء الحركي والإيمائي.

وبين لوحة ولوحة، ظهر إبداع الملحن خالد الشيخ في جعل اللحن دائما حيا وقريبا من القلب، سواء كان يحكي حالة فرح أو حزن. وانسابت الألحان بشكل موحد فيما بينها مع توزيعات و”ثيم” موسيقية تطل على مناطق عربية مختلفة، فتارة نسمع جملا لحنية مصرية، وتارة أخرى نذهب إلى إيقاع خليجي، إضافة إلى الأناشيد الإسلامية.

المطربون العمالقة أثلجوا صدور الجمهور بقوة أدائهم، وحلقوا بطربهم وإبداعاتهم، كل بصوته ولونه المميز. وما بين دفء صوت الجسمي وقوة صوت بشناق وشجن صوت الحجار وألق صوت عساف، جاءت التوليفة عربية بامتياز تخاطب بروحها العالم.

“عناقيد الضياء” شارك فيها وفي التحضير لها كوادر فنية وتقنية عالية المستوى. وتمت الاستعانة في مراحل تصويرها وإنتاجها بخبراء في التاريخ الإسلامي، ومتخصصين بإعادة تمثيل المشاهد التاريخية، وفق تقنيات غير مسبوقة في العالم العربي، وتضمنت مشاهد تمثيلية شارك فيها أكثر من 200 ممثل.

وسبق أول عرض لـ “عناقيد الضياء” قيام حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بكشف الستار عن اللوح التذكاري لنصب الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية – المنطقة العربية 2014، إيذانا من سموه بانطلاق احتفالات الإمارة بهذا الاستحقاق الكبير.

ومن المقرر عرض العمل الملحمي الكبير خارج الإمارات العربية المتحدة، لتصل صورة الإسلام وحقيقته وقصة الرسول عليه السلام إلى العالم أجمع.








طباعة
  • المشاهدات: 28803

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم