02-04-2014 03:24 PM
بقلم : فيصل البقور
في سابقة فريدة من نوعها، نزحت وزارة العمل بموظفيها مع بداية هذا العام ، بعد ان تواجدت هناك عشرات السنين قامت بالكثير مما كان موكول لها القيام به من ضبط عمالة واصدار تصاريح للوافدين ومحاكاة العمل الرسمي المنوط بها كمديرية للعمل ضمن الحكومات الاردنية .
ولا بد من الاشارة الى ان وادي الاردن هو من اكثر مناطق المملكة استخداما لليد العاملة سواء المحلية او الوافدة وذلك لتنوع النشاط الاقتصادي ( زراعة، صناعة، تجارة ) ، ومع ذلك تبقى العمالة الوافدة الاكثر تواجدا في الاخدود وقد وصلت اعدادهم في فترات سابقة الى عشرات الالاف ان لم يكن مئات .
اما ما يخص لواء الشونة الجنوبية والذي يمتد من الكرامة شمالا الى سويمه جنوبا , مرورا بكل انواع الزراعة من خضار وفواكه ونخيل وحمضيات ، وانتهاء بأن من يقوم على الاغلب بالعمل الزراعي هم العمالة الوافدة وخصوصا المصرية والباكستانية ، الامر الذي يتطلب وجود الحكومة هناك ممثلة بوزارة العمل وذلك للسيطرة على سوق العمل ومعرفة الحاجة السوقية للعمّال وايضا من اجل الحد من الاعتماد على اليد المستوردة واعطاء الفرصة ( للعاطلين عن العمل الاردنيين من القدرة على مواصلة الحياة دون الوقوف امام مكاتب التنمية الاجتماعية لأخذ المعونة الوطنية .
فبعد ان تعرض مكاتب مديرية العمل في اللواء لأطلاق نار من مجهولين في العام الماضي ، قامت المديرية بأغلاق مكاتبها والرحيل الى مديرية عمل السلط ، تاركه خلفها الحال دون تفتيش او مراقبة او تشغيل ، ولن اقتنع ان الموظفين القادمون من السلط كل صباح والتابعين لوزارة العمل سيقومون بنفس الجهد والانجاز الذي كان يقوم به موظفو المديرية ايام كانت المكاتب في قلب الوادي ، ولن اتساءل كيف يمكن لأي مواطن ان يراجع مديرية العمل لتصويب اوضاع العمالة لدية او الطلب من الوزارة استقدام جدد اذ لا بد من ان يسافر الى مدينة السلط لأجراء اللازم والعودة الى الوادي اذا انجز المهمة...........
ان قصور وزارة العمل او موظفيها في التعاطي مع المواطنين في لواء الشونة الجنوبية يعتبر ظاهرة لا يتمنى اي منا ان تنسحب على مديريات ووزارات اخرى تعمل باللواء ، فتخيل ان يقوم احد ما من الخارجين على العرف او الاخلاق بالتعدي على احد الموظفين في مديرية التربية مثلا ، فيقوم الوزير او غيره بأغلاق المديرية وترحيل موظفيها الى مديرية اخرى او ان تقوم ادارة مستشفى بأغلاقه لمجرد ان الموظف شعر بالإهانة .
ان موظفي الحكومة ليسوا قادمين من المدينة الفاضلة وباقي الاردنيين اتو من الغابات والاودية والصحاري بعيدين عن الحضارة التي يتمتع بها موظف القطاع العام .
واخيرا لا بد على وزارة العمل من اعادة النظر بفتح مكاتبها في اللواء والعودة عن قرار الاغلاق بل ومباشرة العمل فورا لما لوجود مديرية العمل من اهمية لا تخفى على المواطن او الحكومة .
فيصل البقور