05-04-2014 09:59 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
بعد الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق في عام 2003 م ، وبعد تدمير وتفكيك الجيش العراقي المجاهد والبطل . اتخذ الأمريكان قراراهم القاضي بمهاجمة الانبار ومدينة الفلوجة الأبية ، والذي تم في شهر نيسان من عام 2004 م وبحجة القضاء على بؤر الارهاب ومحاربة القاعدة ...
وكانت نتيجة هجومهم الأول هي : هزيمتهم النكراء وتكبدهم لخسائر فادحة في الجنود والمعدات ، لذا قرروا حشد المزيد من القوات وقاموا بمحصارة الفلوجة ومنعوا عنها المواد التموينية والأساسية ، وبعد طول تحضير واستعداد بدأوا هجومهم الثاني والذي كان أكثر فتكا” وأشد شراسة” من الهجوم الأول . واستخدموا فيه القنابل العنقودية والفسفورية والكيماوية والتدميرية الضخمة . معتمدين على سياسة الأرض المحروقة والممسوحة ، ومن سيحاسب هؤلاء الظغاة على تجاوزهم للقوانين الدولية التي أوجدوها وصاغوها لخدمتهم ! ومن سيحاسب هؤلاء وهم الذين هاجموا العراق متجاوزين قرارات الشرعية الأممية بعد أن عجزوا عن ترويضها لصالحهم ؟! وقد تمكن الأمريكان من دخول مدينة الفلوجة الصامدة والمجاهدة بعد أن قتلوغ الألآف من سكانها المدنيين ويعد إن دمروها وأحالوها إلى ركام ...
وتحت ضغظ العمليات الاستشهادية والتفجيرات اليومية قرر الامريكان الخروج من العراق في عام 2011 م ...
خرح الأمريكان قبل أربع سنوات من العراق ولكن المراقب للوضع العراقي لا زال يردد بألم„ : ما أشبه اليوم بالبارحة ! فقبل عشر سنوات وفي هذا الشهر كان الهجوم الأمريكي على الأنبار وعلى الفلوجة حاضرا” أمامنا ، وها نحن اليوم نشاهد الجيش العراقي ( الجديد ) وهو يقوم بمهاجمة الأنبار والفلوجة وتحت نفس الأعذار ونفس الحجج التي ساقها الأمريكان من قبل وهي : مكافحة الارهاب والقضاء على القاعدة والتكفيرين !
خرج الاحتلال الأمريكي من العراق ولكن روحه اللعينة لا زالت تخيم هناك ، وكيف سيغيب الأمريكي عن العراق ( الجديد ) وهو الذي رسم له نهجه ووضع له دستوره وصنع له جيشه ؟!
دولة مفككة وحكومة طائفية وجيش متعدد الولاءآت والانتماءآت تشهد على حضور الأمريكي في العراق ؛ وهذه الحرب المجنونة على الفلوجة وعلى الانبار تشهد على وجود الأمريكي في العراق ، وتلك المسوغات والاعذار والذرائع تثبت بأن الأمريكي باق„ في العراق ...
إذن فالأمريكان لم يخرجوا من العراق كما ادعوا مو قبل وأشاعوا ، وهم لن يخرجوا من أفغانستان نهاية هذا العام كما ادعوا من قبل واشاعوا ، وكذلك فاليهود لم يخرجوا من الضفة الغربية كما ادعوا من قبل وأشاعوا ، كما أن البريطانيين لم يخرجوا من بلاد المشرق العربي كما ادعوا من قبل وأشاعوا ، والفرنسيين لم لم يخرجوا من بلاد المغرب العربي كما ادعوا من قبل وأشاعوا ...
فأخرج أيها العربي من وهم الحرية ونيل الاستقلال وانظر الى واقعك الحقيقي كما هو ، واعلم بأن المصير الذي واجهه الآباء والأجداد في زمن الاستعمار الجهري قد تواجهه أنت في ظل هذا الاستعمار الخفي ، وتحت نفس الأعذار والمسوغات : محاربة الإرهاب والتكفيريين والتخريبين ، وليعلم الجميع بأن المواطن العربي لن يأمن على وطنه وعلى نفسه وعلى ماله ما دامت الأيادي الاستعمارية الخفية تتحكم بمصيره وتتلاعب بوطنه وبمقدراته وثرواته ...