05-04-2014 10:14 AM
بقلم : د.عبدالله عامر البركات
حدثني صاحبي فقال:
منذ ان اصبت بالرشح منذ يومين ولم تنفك زوجتي العزيزة عن تقديم كل ما تعتقد انه يحسن وضعي الصحي . فقد بدأت بالعصائر الحامضة ثم الشوربات الساخنة فالعﻻجات الفاعلة .وقد زاد معدل استهﻻكي للحوم البيضاء والحمراء بشكل كبير وباصرار من المدام التي استخدمت لذلك كل ما في الثلاجة والفريزر. واتحفتني باكﻻت تراثية متنوعة قالت انها تفيد الرشح. كما اتخذت إجراءات صارمة في عدم مغادرتي السرير اﻻ للضرورة.ولديها قائمة طويلة بالاجراءات المماثلة خاصة انها تعلم اني أرفض مراجعة الأطباء لانهم قالوا لي اكثر من مرة ان الرشح سيأخذ اسبوع مع العلاج وسبع أيام بدونه. لقد استمرأت الرشح بعد كل هذه الإمتيازات ولم يعد يقلقني كثيرا. واهم من ذلك انه علمني درسا في السياسة لم اكن أدركه.
فقد فهمت سبب استمراء حكوماتنا الرشيقة عبارة "اننا نمر في ظرف استثنائي وان المواطنة الصالحة تقتضي عدم التنكيد عليها لمصلحة الوطن. وان هذه الظروف عابرة ووو " رغم ان هذه العبارات اسمعها منذ كنت طفﻻ وها انا اتجاوز الستين والامر على حاله. هذا الرشح الحكومي الطارئ المستمر اتاح للحكومات استهلاك كل ما في جيوب المواطنين وما في الخزينة من اموال وبرر لها اخذ القروض كذلك.
اليوم شعرت ان المدام ادركت اني تعافيت فقللت من الشوربات والعصائر وعندما تأتي بشيء منها ترفقها بنظرة تدل على انها تعلم ان الرشح قد تلاشى وانه على ان اقوم واروح لشغلي.
متى تفهم حكوماتنا ان المواطنين كشفوا الطبة وانها ليست اﻻ متمارضة.