حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,16 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 12401

في يوم الطفل الفلسطيني .. صغار غزة “عمال”

في يوم الطفل الفلسطيني .. صغار غزة “عمال”

في يوم الطفل الفلسطيني  .. صغار غزة “عمال”

05-04-2014 07:19 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - يقفز الطفل “سامي” 11 عاما، بسرعة كبيرة، عندما تومض إشارة المرور بلونها الأحمر، على أحد مفترقات مدينة غزة.

ولا يفعل صاحب الجسد النحيل والثياب الرثة، ذلك لكي يمر بسلام قاطعا الشارع، إنمّا ليستجدي السائقين، والركّاب داخل السيارات المتوقفة، لشراء قطع البسكويت التي اصطفت داخل صندوق ورقي متهالك، يحمله في يده الصغيرة.

وبعد أن يتغير لون الإشارة، وتغادر المركبات المفترق، يستمر صوت “سامي” في استجداء المارة بعد أن رماه الفقر، وتردي الأوضاع الاقتصادية إلى أرصفة الشوارع، وطرقاتها بحثا عن لقمة العيش.

ويرفض “سامي”-كما مئات الأطفال العاملين في غزة-عن كشف هويته، ويكتفي بالقول بصوتٍ حزين :” أبي أقعدّه المرض، لا أريد أن أتسول، أنا هنا لكي أعمل”.

ولا يعرف “سامي” أو غيره من الصغار المنشغلين ببيع المرطبات، والبسكويت، ومسح نوافذ السيارات، بأن هذا اليوم يصادف يوم “الطفل الفلسطيني”.

ويقول “رأفت” 12 عاما، وهو يحاول التنقل من سيارة إلى أخرى، إنهم لا يعرفون سوى أيام العمل، والفقر.

وأضاف، وهو يُلّح على أحد المارة للشراء منه:” نريد أن نعيش حياتنا كباقي الأطفال, نمرح ونلعب، لكن الفقر يدفعنا إلى البقاء هنا”.

ويوافق، اليوم السبت، “يوم الطفل الفلسطيني” وهو يوم تحتفل به فلسطين بتاريخ 5 إبريل/ نيسان من كل عام للتذكير بحقوق الأطفال الفلسطينيين.

وحين يحاصر اليأس الأطفال يبدأ أكثرهم في ترديد شعارات أقرب للتسول، فيصيح أحدهم:”أمانة (أسلوب استجداء) ربنا يخليك, اشتري مني”، “علشان خاطر أبوك، يخلي (يحفظ) ولادك”, وغيرها من الكلمات العاطفية.

ويقول “عامر” 13 عاما، أحد الأطفال الذين بُحّ صوتهم، وهو ينادي على المارة:”توفي والدي قبل ثلاث سنوات، وأنا أكبر إخوتي الخمسة، تحولت إلى طفل عامل، أبيع الحلوى واللبان (العلكة)، لكي أوفر قوت يومنا”.

ولا يقتصر العمل على الأطفال الذكور، إذ تصطف عشرات الفتيات إلى جانب أشقاءهم، بحثا عن مشترين لبضاعتهم الصغيرة.

وتقول رنا، وهي واحدة من الفتيات اللواتي اضطررن للعمل، إنها تخرج مع شقيقها للشارع لإنقاذ عائلتها من الفقر والجوع فوالدهم مريض، وعائلتهم المكونة من تسعة أفراد تحتاج إلى معيل.

ولا يقتصر عمل الأطفال في بيع البسكويت والعلكة والدخان وأكواب الشاي والقهوة, إذ تمتد إلى الأعمال الشاقة داخل المصانع وحمل الطوب والحجارة والنجارة والحدادة.

وكشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، عن أن عدد عمالة الأطفال بلغ نحو 73 ألف طفل، في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، خلال العام الماضي 2013.

ولفت التقرير إلى أن الأوضاع المعيشية الصعبة، في الأراضي الفلسطينية عامة وقطاع غزة خاصة، اضطرت الأطفال إلى العمل بعد انتهاء دوام مدارسهم، إذا لم ترغمهم الظروف على ترك المدرسة والتفرغ للعمل، لأسباب معيشية.

ووفقا لإحصائيات المركز فقد بلغ معدل الفقر بين الأسر الفلسطينية، والتي يعيش كل فرد فيها على دولار واحد يومياً، نحو 20.7%، بواقع 14.5% من العائلات في الضفة الغربية فقيرة، و32.6% في قطاع غزة.

وشكّلت نسبة الأطفال الذين يعانون من حالة الفقر، قرابة 27.2% من مجموع الأطفال في فلسطين بما يعادل نحو 566 ألف طفل، بواقع 18.5% من أطفال الضفة الغربية، و39.3% من أطفال قطاع غزة.

ودون القضاء على معدلات الفقر، والبطالة التي تزداد يوما بعد آخر في قطاع غزة، لن تنتهي ظاهرة عمالة الأطفال كما يؤكد “مازن العجلة”، الباحث والخبير الاقتصادي الفلسطيني.

ويقول العجلة، إن عمالة الأطفال يجب أن تكون”صفر”، لكن أرقامها في فلسطين، تزداد بشكل مخيف وكارثي في كل عام، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وتابع:” وأرقامها ترتفع في قطاع غزة، لأن نسب البطالة والفقر وصلت لحد غير مسبوق، ما يجعل الأسر الفقيرة، تدفع بأطفالها نحو أرصفة الشوارع بحثا عن لقمة العيش”.

ويعتبر عمل الأطفال مخالفا لحقوق الطفل التي نص عليها إعلان جنيف لحقوق الطفل لعام 1924، وإعلان حقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة، وقوانين العمل الفلسطينية.
ورأى العجلة، أنه من المستحيل لأي طفل يعيش في مجتمع منتعش اقتصاديا، واجتماعيا أن يضطر للعمل، وينسى طفولته، حسب قوله.

واستدرك بالقول:” مطلوب تجريم عمل الأطفال، واتخاذ إجراءات قانونية تتكفل بحمايتهم والحد من الآثار السلبية لهذه الظاهرة، والأهم من هذا كله أن يتم القضاء على المسبب الرئيسي في هذه الظاهرة، وهي محاربة الفقر والبطالة، وآثار ما خلّفه الحصار الخانق المفروض على القطاع للعام الثامن على التوالي”.

ويخضع قطاع غزة لحصار فرضته إسرائيل منذ فوز حركة “حماس″ في الانتخابات التشريعية عام 2006 ، وشددته عقب سيطرة الحركة، على القطاع في صيف العام 2007.

ويعيش 1.8 مليون فلسطيني في قطاع غزة، واقعا اقتصاديا وإنسانيا صعبا، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي والمتزامن مع إغلاق الأنفاق الحدودية من قبل السلطات المصرية.

وترتفع معدلات البطالة والفقر، وفق وزارة الاقتصاد التابعة للحكومة المقالة في غزة إلى ما يزيد عن 39%.

ويُشكل الأطفال وفق إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني نسبة 60 % من سكان قطاع غزة, يعاني 30% منهم بحسب إحصاءات حقوقيـة أمراضاً نفسية متعددة منها الخوف الشديد وأعراض الصدمة النفسية والعصبية جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينتهـم








طباعة
  • المشاهدات: 12401

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم