حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,16 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21190

حقائق مستحضرات التجميل التقليدية في الضفة

حقائق مستحضرات التجميل التقليدية في الضفة

حقائق مستحضرات التجميل التقليدية  في الضفة

07-04-2014 03:52 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - لم تكن تلك الكلمات التي خرجت من حنجرة أحد الباعة في محالِ مستحضرات التجميل إلًا زيتاً يصبَ على نار اشتعلت في قلب المواطنة وفاء 24 عاماً من محافظة طولكرم , والتي شوّهت الحروق والتجاعيد جسدها جرَاء استخدامها كريم ترطيب الجسم ((body loshen وقد كان النوع الذي استخدمته مقلداً ,فتعبّر بغضب " لم أكن أعلم أن هذا المستحضر سيشوه جسدي لعدة أشهر بدلاً من تحويله لبشرةٍ نضرة كتلك التي يروَج لها " .

" بسيطة جرَبي النوع الآخر من هذا المستحضر ,فلربما لم يناسبك النوع الأول " 

وتضيف وفاء باستياءِ شديد " لم يزدني سوءًا سوى ردَ التجَار حين يراجعهم الزَبون حول المفعول العكسيَ التي تلعبه تلك المستحضرات كما حصل معي بالفعل ! " لكن وفاء تحمد ربَها لأنَها لم تجرب المستحضر إلَا على قدميها ويديها فقط .

ربما وصلنا لحدِ نكون فيه حقل تجارب لمستحضراتِ كان من المفترض أن يتم اختبارها على فئران مخبريَة , هي الأخرى لا تتقبّل سمومها المتخفية بداخلها .

إجراءاتٌ قانونية ولكن؟
أمَا من حيث الإجراءات التي من الـأصل أن تمرَ بها مستحضرات التَجميل فهي تصل غاية التعقيد

أحياناَ , فيقول غيث الأدهم أحد المختصين للبيع في هذا المجال " يتم اختبار المنتجات طبياَ قبل عرضها في السوق ,حيث تستورد الشركة الوكيل المستحضرات التجميلية وتعرضها على وزارة الصحة كي يتم الترخيص والمصادقة عليها لتصبح جاهزة للبيع ".

ويضيف الأدهم "بعض المنتجات تستغرق وقتاَ طويلاَ أثناء فحصها , وقد استغرق آخر منتج بالاختبار أربعة أشهر حتى تمت الموافقة عليه , وتذهب في كثيرِ من الـأحيان عينات لإسرائيل ".

ويضيف رائد الشكعة وهو صاحب مؤسسة لبيع المستحضرات التجميلية "الوصول لمرحلة بيع هذه المنتجات ليس بالأمر السهل كما يظنَ الكثيرون , فقد تتولى الوكالة إجراءات ترخيص المنتجات في وزارة الصحة ,وتقوم وزارة الاقتصاد بدوريَات شهريَة على مراكزنا لفحص تواريخ كافة المنتجات المتوافرة لدينا".

ومن الجدير ذكره أنّ المستحضرات الأصلية لا يسمح لها بدخول الوكالات ومراكز البيع دون عرضها على مؤسسة ال "" taken الإسرائيلية ,وهي مؤسسة لفحص المنتجات عبر دخولها المعابر وبناءَا عليه قد تعطى شهادة ال""taken أو يتم رفضها .

ومن المعلوم أنَ تلك الشهادة تتضمن في فحواها أيَ منتجٍ يمكن أن يؤذي الإنسان ويسبب له الخطر .

ويقول أدهم جبر مسؤول دائرة الترخيص في وزارة الصحة " ترخيص مراكز البيع لتلك المستحضرات يتطلب من المعنيين تقديم معاملة الترخيص لدى الدائرة وبعد سير الإجراءات نتفحص المكان والبناء من النواحي الصحية والمهنية " , ويضيف " مهمة طبيب بلدية محافظة نابلس التابع للدائرة العمل في إجراءات الترخيص دون فحص المنتجات نفسها لأنه لا يدخل ذلك ضمن نطاق صلاحياته ,بل مهمتة التأكد وفحص صحَة المكان ومراكز البيع ".

فتعاني الإجراءات شرخاَ كبيرا بين التشريع والتطبيق لتصبح عمامة تتخفى بداخلها التجاوزات والمخالفات دون رقيب أو أيَ ضمير محاسب .

حيث تباع المنتجات التقليدية التي تتعدد مصادرها بين صناعات محليّة أو بضائع مهرَبة أو ما يسمى ببضائع الشّنطة السّوداء ( وهي البضائع التي يتم احضارها من الخارج داخل حقائب المسافرين).

وعندما سألت أحد مؤسسات بيع مستحضرات التجميل في محافظة نابلس والتي تحتوي منتجات تقليدية حول آلية هذه الإجراءات فقد اكتفت بإجابة قصيرة , فقال أحد الباعة دون أن يفصح لي عن اسمه والتوتر يتخلل معالم وجهه " وزارة الصحة تأتي دائما لفحص المنتجات " , ولم يلبث أن يكمل حديثه حتى توجه لبائع آخر بسؤاله " من قدم إلينا قبل عشرة أيام ؟؟ " , فأجابه بغرابة من ؟؟! فأجاب وزارة الصحة ,وقد أدرك الآخر سؤاله بعد حين وهز رأسه قائلا : "صحيح كانت وزارة الصحة في مؤسستنا قبل عشرة أيام " .

وعند الاستفسار عن سبب زهد ثمن الكثير من المستحضرات مقابل مثيلاتها بأسعار تصل سعر تلك المتجات بأضغاف الأضعاف, أجاب البائع "أخذت كمية كبيرة من الشركة المورّدة حيث حددت أسعار لها ,لكنني أبيع بالأسعارالتي أريدها ولا تتحكم الشركة بتلك المسألة ".

وقد لاحظت منتجاً وضع عليه السعر الأصلي 90 شيقلاَ ويبيعه البائع فقط ب35 شيقلاً ,وهذا ما يرفض العقل البشري السليم استيعابه , ونفى الكثيرون في هذا المجال آلية وضع الأسعار تلك بحيث أنها لا تتدخل بالكمية !

جمالٌ سامَ!!
على أرصفة الطرقات وفي الأسواق وفي كل زقاق نجدها عبوات جميلة ومستحضرات أنواعها حدّث ولا حرج فجميعها مواد كيميائية لم يعيي الكثيرون لجمالها السامَ عندما يتم وضعها على مناطق حسَاسة من الجسم ومناطق ظاهرة من الوجه والأيدي والشفاه ,حيث تعد تلك المناطق الأكثر حساسيَة وتأثراً بالأضرار.

وتحذَر أخصائية البشرة هبة أبو زهرة من استخدام مستحضرات التجميل التقليدية فتقول " تبقى مسامات البشرة الداخلية مغلقة تماماً دون دخول أيَة شوائب أو أن يحدث أيَ تلف واضطرابات جلديَة ,حتى يتم استخدام مستحضرات التجميل التقليدية خاصة من قبل الفتيات في المرحلة الثانوية والجامعية على الأكثر لزهد أثمانها فتبدأ من هنا رحلة المآساة للكثيرات " .

وتتابع أبو زهرة حديثها قائلة " عوامل الوراثة وضعف الدم والراحة النفسية لهم دور في تلف البشرة لكن بإضافة الكريمات والمستحضرات قد تدمّر الطّبقات الدّاخلية للبشرة أيضاً "

وتعدّ معادن الرّصاص والزرنيخ والكادميوم والزئبق من أخطر المواد السامة التي تحتويها كافة مستحضرات التجميل التقليدية ,بحيث يكمن الخطر بأنها تتواجد فيها بأعلى من النسب المسموح بها عالمياً ويتم استخدام مواداً محرَمة دوليَا .

ومن الجدير ذكره أنَ الفترة الزمنية للتعرض لتلك المنتجات تلعب دوراً فاعلاً في كمية الخطر والأضرار وهي علاقة طردية بين فترة التعرض والخطر.

وعندما سألت الفتيات عن تجاربهنَ مع المنتجات المقلَدة صغرت الكلمات لوصف الأمر الكارثي وغياب الرقيب ووصف سوق سوداء في وضح النهار ,فتقول منال درويش 28من محافظة رام الله " قبل ست سنوات من هذا العام اشتريت كريم للبشرة " "olay وبعد ثلاث مرات من استعماله شعرت وكأنني أضع زيتا على وجهي من شدة غليانه كاد أن يحرقني " ,وتواصل منال حديثها " لم أعد أثق بتلك المنتجات خاصّة بعد أن جربت الكريم نفسه لكن الأصلي ودون أي آثار جانبيَة" .

أمَا منى غانم قضاء نابلس فتخبرنا عن أحد تجاربها فتقول بنبرة افتقدت الثقة بتلك المنتجات وأجابت ساخرة متسائلة " واقي الشمس للوقاية من الشمس أم لاستقطابها؟! استخدمت واقي شمس على ذمة البائع بأنه أصلي لكنه حول لون بشرتي للأغمق ! ".

حقائق سامة !!
لقد أشارت الإحصاءات على أنّ ما يقارب 1047حالة تسمم ناجمة عن استخدام مواد تجميل تقليدية خلال السنوات الأخيرة , ويكون ذلك من خلال ما يسمى بالسميَة الجهازية وهي وصول السم للدم بعد مدَة من الاستخدام .

وأثناء مسحٍ لوكالة الأغذية والعقاقير الأمريكيَة ((FDA تبيَن أنَ 35% من مستحضرات تفتيح البشرة تحتوي على مادة الزئبق والتي تلحق أضراراً جسيمة بالجلد .

ومن أخطر المعادن انتشارًاَ وسميَة هما معدنا الرصاص والزئبق ,حيث يأخذان مكانة مميزة داخل المستحضرات التقليدية , فقد وجد في البودرة التجميلية المضغوطة نسبة رصاص تفوق الحد المسموح به عالمياً وهي أيضا ملوثة بالبكتيريا والجراثيم , وغيرها الكثير من المنتجات التي تحتوي على معدن الرصاص .

أمَا معدن الزئبق لا يسمح بأن تزيد نسبته على 3 مايكرو جرام ,في حين وجد أنَ نسبتها داخل تكوين الستحضرات المقلَدة تصل ما بين خمسة آلاف حتى ستة عشر ألفاً مايكرو جرام! .

ومن أشهر المستحضرات التي تكاد تصل سميتها الذروة ( الفيراند لفلي ,ديرما كول ).

"حرام تباع أساساً !! فهي تخلق تشوهات!!" ,"فيرآند لفلي !! لا أحضره فهو يحتوي على الزئبق ومضر جداً" .

هذا لسان حال مراكز بيع المستحضرات الأصلية حينما سألتها عن المنتجين التقليديين الأكثر خطورة وهما " ديرما كول " ,"فيرآند لفلي" , أما عندما سألت المراكز التقليدية عنهما لم أسمع التعبير ذاته بل تحوّل لمدح وتشجيع على تلك المنتجات حيث أحضر لي أحدهم عينتين من مستحضر ديرما كول وقال " لديك مستحضرين أحدهما مقلّد والآخر أصلي ,وأنا لاأملك سوى عينة واحدة من المقلّد لأري الزبائن أنّني لا أبيعهم منتجاً غير أصليّ".

وأجاب على سؤالي كيف تفرق بين الأصلي والتقليدي فقال " نفرق بين المنتجات الأصلية والتقليدية فقط من خلال وجود ختم الوكيل المورّد ", وهذا ما تنفيه الصيدلانية تسنيم عصيدة فتذكر " معرفة إذا ما كان المنتج أصليّاً أو تقليديّاً يكون فقط من خلال فحص الباركود للمنتجات عبر استخدام جهاز خاص للكشف عن ذلك " وتضيف " من السهل أن يستمرّ تجار المستحضرات التقليدية بخداع زبائنهم لأنّهم يعلمون أنّهم لا يقدرون الكشف عن المنتجات وفحصها " , وقد تبيّن لي أثناء فحص بعض المستحضرات على الجهاز أنها مقلّدة بعد تأكيد بائعيها على أنها أصليّة .

تخصص مهنيّ

لم تعد التجارة أو البيع في هذا المجال بالأمر الذي يجب التهاون فيه واعتباره كبيع أي منتج ,حيث من الضرورة أن تتوافر معلومات وخلفيات لهذه المستحضرات وتأثيراتها وإذا ما اضطر الأمر أن يكون المسؤول عن البيع متخصص كما في الصيدليات لأن المستحضرات التجميلية والأدوية كلاهما منتجات كيميائية , فتقول تسنيم عصيدة" مراكز بيع المستحضرات التجميلية ظهورها لم يكن قديماَ حيث ببداية بيعها كانت فقط تشترى وتتوافر في الصيدليات , أمّا الآن فهي منتشرة بشكل كبير دون وجود مختصين أو حتى توافر المعلومات الكافية حول هذه المنتجات في البائعين " .

أما أحد الباعة في إحدى المؤسسات التقليدية عندما طلبت منه قراءة ملصق باللغة العربية موجود على إحدى منتجاتهم قال" الحمد لله أنا أميٌّ ,فقط أحفظ شكل المنتج واسمه ".

لم تكن الكارثة وحدها في المنتجات بل اجتمعت أيضاً ببائعيها فلم يعد شيء يهوّن على شيء !

ويقول رائد الشكعة " تأخذنا الوكالة التي نتعامل معها لدورات تثقيفية حول هذه المستحضرات , وإذا تم توريد مستحضر جديد لا نقوم ببيعه إلّا بعد إخذ دورة حوله وحول آثاره وما هي الأجسام والبشرات التي يتقبلها ....إلخ" .

فلو أعدنا الحسابات لأدركنا مرة أخرى حجم الخطورة والمصيبة التي تتغلغل في أسواقنا الفلسطينية دون رقيب ولازاجر










طباعة
  • المشاهدات: 21190

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم