07-04-2014 06:39 PM
سرايا - سرايا - بينما كانت تجلس الحاجة أم طارق شلوف وسط النساء المعتصمات بخيمة أمام مقر الصليب الأحمر بغزة، لم تستطع مقاومة الدموع شوقا لابنها الذي أمضى عشرة أعوام في سجون الاحتلال.
الحاجة شلوف التي حملت صورة ابنها الأسير "طارق" قالت ": "بعد فشل المفاوضات في إطلاق سراح الأسرى، لابد من أن تعمل المقاومة بكل جهدها لإطلاق سراحهم، لأن الاحتلال لا يفهم إلا القوة".
ولفتت إلى أنه بالرغم من أن ابنها ليس ضمن الذين سيفرج عنهم في الدفعة الرابعة، إلا أنها حزنت كثيرا على عدم الافراج عنهم، "فجميعهم لهم أمهات وزوجات يشتاقون لهم" وفق قولها.
وبعبارة ممزوجة بالآهات أضافت شلوف "على الرئيس أبو مازن ألا يسلم ذقنه للاحتلال، وألا يقبل بتمديد المفاوضات أو التنازل عن الثوابت أيا كانت الظروف، فأبناؤنا ليسوا أغلى من فلسطين"، داعية جميع الفصائل الفلسطينية للتوحد وإتمام المصالحة في أقرب وقت.
وسادت حالة من الحزن اعتصام أهالي الأسرى الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، بسبب رفض الاحتلال إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، ضمن التفاهمات التي أبرمت بين السلطة و"إسرائيل"، عقب استئناف المفاوضات في تموز الماضي.
وكان من المقرر أن يطلق الاحتلال سراح الدفعة الرابعة من الأسرى المعتقلين ما قبل أوسلو في 29 مارس/ آذار الماضي، إلا أن ربط "إسرائيل" هذه الخطوة بالموافقة على تمديد المفاوضات أو إطلاق الولايات المتحدة سراح الجاسوس الاسرائيلي لديها أوقف عملية الافراج.
المقاومة خيار
"منذ متى التزم اليهود بعهودهم معنا"، بهذا السؤال بدأت والدة الأسير رائد غباين حديثها تعليقا على رفض الاحتلال إطلاق سراح الأسرى بعد جولات مكوكية من المفاوضات.
ومع تنهيدة طويلة تقول: "الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة، أما المفاوضات فيتخذونها فترة مؤقتة لتهويد القدس وإقامة مخططاتهم وتعذيب الأسرى"، معربة عن أملها في إطلاق سراح جميع الأسرى في صفقة تبادل مشرفة في القريب.
وتضيف "منذ أكثر من 5 أعوام وأنا أشارك في الاعتصام الاسبوعي أمام الصليب الأحمر، حتى نؤكد لهم أننا لا ننسى أسرانا وأبناءنا، ولحثهم على العمل الجاد في إنهاء معاناتهم".
لن ننساكم
وفي مقدمة الاعتصام كان الأسير المحرر حازم العجلة يردد مع الشباب المعتصمين، هتافات لمناصرة الأسرى، والتأكيد على ضرورة إطلاق سراحهم بأي طريقة كانت.
وأكد العجلة أن الاعتصام الأسبوعي يوصل رسالة للأسرى أننا معكم ونشعر بما تشعرون ولن ننساكم ما حيينا، مبينا أنه عانى مثلهم في سجون الاحتلال، ولذلك سيعمل جاهدا على تفعيل قضيتهم أمام المؤسسات الحقوقية والدولية.
وأضاف "رفض الاحتلال اطلاق سراح الدفعة الرابعة كان متوقعا، خصوصا أن الاحتلال يتبع سياسة المماطلة مع السلطة الفلسطينية"، داعيا جميع فصائل المقاومة لخطف جنود الاحتلال ومبادلتهم لإطلاق سراح الأسرى.
وأما الحاجة أم رامي الشوبكي، فلم يتغلغل اليأس إلى قلبها بعدما رفض الاحتلال إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى، مبينة أن هذه الخطوة لن تفت من صمود الأسرى وأهلهم، وستزيد من تمسك الشعب بالمقاومة المسلحة.
وترفع أم رامي صورة ابنها الأسير المحكوم عليه بالسجن 20 عاما، وتقول "لابد أن يأتي يوم ويفرج عن جميع الأسرى، هذا أملي في الله ثم في المقاومة التي استطاعت أن تطلق سراح أكثر من ألف أسير مقابل جندي واحد"، متمنية الإفراج لجميع الأسرى.