09-04-2014 03:29 PM
سرايا - سرايا + انخفاض حاد يطرأ على زراعة الزهور في قطاع غزة ، فقد زُرع هذا العام 56 دنماً فقط من الورود بعدما كان يُزرع ما لا يقل عن 700 دنماً في السنوات السابقة ، حيث كان ينتج قطاع غزة ما لا يقل عن 50 مليون زهرة في العام الواحد تُدخل على القطاع في المقابل 6 مليون يورو أي ما يعادل 7 مليون دولار ، فيما أدخلت زراعة الورد على القطاع هذا العام 200 ألف دولار فقط ، هذا عدا عن ألاف العمال من قطاع زراعة الزهور الذين فقدوا عملهم وبشكل كامل نظرا لهذا الانخفاض .
أسباب كثيرة تقف وراء انخفاض زراعة الزهور بهذا الشكل المخيف ، فقد أوضح الأستاذ غسان قاسم رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في بيت حانون أن توقف دعم الحكومة الهولندية لقطاع زراعة الزهور في غزة هو السبب الرئيس ، بالإضافة لإغلاق المعابر من قبل الجانب الإسرائيلي بشكل مستمر من ما يعيق تصدير الزهور للأسواق الأوروبية بشكل منتظم ، هذا عدا عن توقف دعم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين لهذا القطاع بسبب الضائقة المالية التي تمر بها الوكالة .
كما أكد الأستاذ قاسم عن أهمية استمرار هذا النوع من الزراعة في القطاع ، فقد كانت تعتبر الزهور سفير فلسطيني في أسواق الاتحاد الأوربي ، حيث كانت تخرج من قطاع غزة مباشرة إلى البورصة الهولندية بأوراق كتب عليها صنع في فلسطين ، والجانب الإسرائيلي ليس له يد بها غير الأمور اللوجستيه وهي السماح لها بالمرور عن طريق المعبر فقط .
وأضاف الأستاذ غسان بحزن واضح " في موسم 2015 وإذا لم يتدخل احد الداعمين أو الحكومة وبشكل جدي فلن يكون هناك زراعة للزهور في قطاع غزة , المزارعين يعملون الآن بشكل ذاتي ومن المعروف أن زراعة الزهور مكلفة جدا ، والخطر فيها عالي جدا فممكن بعد كل هذه التكلفة يتم إغلاق المعابر فيذهب كل المحصول كطعام للدواب " .
بشادي عوكل ، احد المزارعين ومالك لأراضي مزروعة بالزهور في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ، حيث يعمل في مجال زراعة الزهور منذ 16 عاما ، كان يملك في السنوات السابقة 7 دنومات ، يزرعها جميعها بالورد بشتى اشكالة وأنواعه ، ويصدرها للسوق الأوروبي ، أما هذا العام هو يملك فقط 4 دونومات ، جزء منها مزروع بالورود والباقي بخضروات موسمية كالملوخية والخيار .
وجهنا سؤال للمزارع عوكل عن سبب عدم زراعته للورود ، بعد سنوات طويلة في العمل في هذا المجال ، ليوضح لنا أن زراعته للورود تكلفه الكثير، حيث يحتاج الدونم الواحد ل 12 ألف شيكل شتل زهور ، وتحتاج التربة لتهيئة وتعقيم وتجهيز يكلفه 6000 شيكل بالإضافة لرواتب العمال ، هذا عدا عن تكلفة إيصال الزهور من قطاع غزة إلى البورصة في هولندا ، فلا مزارع يستطيع تحمل كل هذه التكاليف بدون دعم مادي وضمان لفتح المعابر في موسم تصدير الزهور أيضا .
يضيف شادي عوكل " أنا لن استمر بزراعة الورد إذا بقي الوضع على هذا الحال ، وهذا ليس حالي فقط ، فقريبي أيمن عوكل كان يملك 54 دونم من الزهور ، وهذا العام لم يزرع إلا 18 دونم ، وجاري أيضا مجد حدايد كان يملك 84 دونم من الزهور ولم يزرع ولا دونم واحد هذا العام وأيضا المزارع زياد حجازي كان يملك 18 دونم من الزهور زرعها هذا العام خضار موسمية فقط " .
محمد زويد ، مسئول مشروع الدعم الهولندي في الإغاثة الزراعية ، لتبحث في أسباب توقف الدعم الهولندي لقطاع زراعة الزهور في غزة ليوضح لنا أن الحكومة الهولندية قد دعمت هذا المجال وبشكل مكثف لمدة خمس سنوات ، على أمل إنعاش هذا المجال ، ولكن البورصة في هولندا ليست كأي سوق فهي تحتاج للورود بشكل يومي أو منتظم على الأقل ، وهذا ما لا يستطيع تأمينه المزارعين داخل القطاع بسبب إغلاق المعابر المستمر .
ويكمل زويد " قدمت الحكومة الهولندية مناقصة جديدة لهذا المشروع ، وقد رست هذه المناقصة على منظمة الغذاء العالمية الفاو ، فالنهاية فان الأسواق الأوروبية تبحث عن جودة عالية وتوافر مستمر ، بغض النظر عن حاجة قطاع غزة لهذا المشروع وهذا الدعم " .