حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26017

اما ان للربيع الدموي ان ينتهي

اما ان للربيع الدموي ان ينتهي

اما ان للربيع الدموي ان ينتهي

10-04-2014 09:35 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
عندما يُذكر الربيع يتبادر للأذهان الخضرة والجو اللطيف المنعش ، الزهور الوردية والورود القرنفلية ، سهول خضراء وأشجار محملة بزهور الثمار ، نحل يتنقل من حقل الى حقل ومن بستان الى بستان يمتص رحيق الأزهار ليملئ الارض بالعسل ، أسر تضع خططها للرحلات العائلية للترويح عن النفس التي حاصرتها شراقي المربعانية وبرد الخمسينية الشتوية ، فالربيع يعني الجمال والحب والرومانسية لكل المخلوقات ، الانسان والدواب والشجر والحجر حتى البحار والأنهار والمحيطات ، السماء تميل للصفاء والشمس تغازل الارض فلا ترفع حرارتها حتى لا تحرمها من نضارتها ومن ماء في جوفها قد انهمر .

الربيع في كل العالم ربيع اخضر الا في بلاد العرب فانه احمر ، فبدل السنابل تُقطف الرؤوس ، وبدل جني الثمار تُقتل العروس ، وبدل خلع الشوك من الحقول تُنتزع أرواح أطفال بعمر الورود ، فلا ادري من اين وكيف سمّي قطف الرؤوس ربيعاً ، وكيف للدم الاحمر ان يكون ماءً أزرق ، كيف للدبابة ان تكون عربة عريس وعروس ، كيف للصاروخ ان يتبدل ليصبح غصنا لينا اخضر ، كيف لذاك الطفل الميتم ان يكون للآب المقتول مستقبل ، وكيف لتلك الفتاة العشرية ذات الوجنتين الوردية ان تكون لامها الذبيحة فراشاً اخضر .

يا عرب ، متى كان القتل إصلاحا ومتى كان الدم ينبت الشجر ، متى كانت أرواح البشر رخيصة كرماد طار من اللهب ، متى كانت الخيانة أمانة والأمانة شر ليس له الا ان يُبتر ، أليس من الجهل ان نهدم لنبني ، وبناء الطوب اصعب من هدم الجبل ، متى كان حرق الارض تجهيز لنبت الثمر ، هل مر عليكم في التاريخ ان الأرملة تولد بناة الوطن ام ان قوانين الدنيا تغيرت لكسب كرسي صنع من خشب ، اذا انتم احرقتم الشجر فانٌا لكم الثمر ، وان انتم قتلم رجالكم فكيف ستلد لكم النساء الولد ، وان انتم ذبحتم النساء فمن اين يأتي بناة الوطن ، ان انتم ذبحتم الطفل ، أنثى وذكر فكيف للأرض ان تعتمر .

آه يا عرب اما آن لربيعكم المزعوم ان يمضي فالخريف والله ارحم كثيراً من ربيعكم المفتعل ، أوقفوا نار مدافعكم والرصاص عن صدورنا فلم يبقى فيها الا الروح لانها من امر رب البشر ، أوقفوا الكيماوي المحترق الذي لا يبقي ولا يذر ، كفوا طوفانكم الذي لا يميز العصفور من الشجر ولا الحجر من البشر .
قتلتم دمرتم رملتم يتمتم فماذا جنيتم ، كرسيا محترق ، قصورا انتم لها مفارقون ، أموالا ستاكلها نارٌ زفيرها وشهيقها يسمع من بعد أميال من السفر . يا عرب هل ذهبت عقولكم وسلبها منكم الفرس والعجم ، ركّبتُم ربيعكم على دواليب طافت كل مدن العرب ، فماذا كانت نتائج السفر ؟ هل ذهب الظلم عن أهل العراق ، وساد العدل في ارض قذافي مثلتم به كأنه جردان خرج من تحت حجر ؟ هل أفلت الفساد من اصحاب المبارك في قاهرة العرب ام ان القات قد تخلص منه أهل اليمن ؟ هل توحد السودان والتأمت جراح باريس العرب ؟ هل أعدتم ذكريات تدمر وأخرجتم المحتل من ارض العرب ؟ هل عادت إليكم أختكم المغتصبة منذ عقود من الزمن ؟ هل دُفن الفاسدون الذين سادوا فسادا على ارض مؤته واليرموك وجيران تبوك والخُبر ؟ هل صلحت نفوس أهل ارض النفط المحترق وأصحاب النعال الخرب ؟ .

يا عرب اما آن لربيعكم الدموي ان ينتهي ، فوالله لقد تاقت النفس الى فيجة الشام وكورنيش بيروت ، الى حضارة بغداد والى آية الله في مصر التي اصبح فراعنتها تلاميذ لشياطينكم التي ازاغت ابصاركم عن خالقكم وما امر . اشتقنا لأقصى كان قبلة لكل البشر ، اشتقنا لحيفا ويافا وعكا ، اشتقنا لبغداد والبصرة ولكل المدن ، فهل يحينا الله لنرى الربيع الأخضر قبل دنو الأجل ؟








طباعة
  • المشاهدات: 26017
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم