14-04-2014 09:09 AM
سرايا - سرايا - قال عبدالله بن المبارك : خرجت حاجاً الى بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام , فبينما انا في بعض الطريق اذا انا بسواد , فتميزت ذاك فاذا هي عجوز عليها درع من صفوف وخمار من صوف
فقلت :السلام عليك ورحمت الله وبركاته
فقالت :"" سلام قولاً من ربٍ رحيم ""
فقلت لها :يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ؟
فقالت : "" ومن يضلل الله فلا هادي له ""
فعلمت انها ضاله عن الطريق فقلت لها : اين تريدين ؟
فقالت : سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ""
فعلمت انها قد قضت حجتها وهي تريد بيت المقدس .
فقلت لها انتِ منذ كم في هذا الموضع ؟
قالت : "" ثلاث ليالٍ سويا ""
فقلت : ما ارى معك طعاماً تاكلين
قالت : "" هو يطعمني ويسقين ""
فقلت : فبأي شي تتوضئين؟
قالت : "" فان لم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيبا ""
فقلت لها : ان معي طعاماً فهل لك في الاكل ؟
قالت : "" ثم اتموا الصيام الى الليل ""
فقلت : ليس هذا شهر رمضان
قالت : "" ومن تطوع خيراً فان الله شاكرٍ عليم ""
فقلت : قد ابيح لنا الافطار في السفر
قالت : "" وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون ""
فقلت : لم لا تكلميني مثل ما اكلمك ؟
قالت : "" ما يلفظ من قولٌ الا لديه رقيبٌ عتيد ""
فقلت : فمن اي الناس انتِ ؟
قالت : "" ولا تقف ما ليس لك به علمٌ ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ""
فقلت : قد اخطأت فاجعليني في حلٍ
قالت : "" لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ""
فقلت : فهل لك ان احملك على ناقتي هذه فتدركي القافله ؟
فقالت : "" وما تفعلوا من خير يعلمه الله ""
قال : فأنخت ناقتي
قالت : "" قل للمومنين يغضوا من ابصارهم ""
فغضضت بصري عنها وقلت لها : اركبي فلما ارادت ان تركب نفرت الناقه فمزقت ثيابها
فقالت : "" وما اصابكم من مصيبه فبما كسبت ايديكم ""
فقلت لها : اصبري حتى اعقلها
قالت : "" ففهمناها سليمان ""
فعقلت الناقه وقلت لها اركبي فلما ركبت قالت : "" سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون ""
قال : فاخذت بزمام الناقه وجعلت اسرع واصيح فقالت : "" واقصد في مشيك واغضض من صوتك ""
فجعلت امشي رويداً رويداً واترنم بالشعر فقالت : "" فاقرءوا ما تيسر من القران ""
فقلت لها : لقد اتيت خيراً كثيرا
قالت : "" وما يذكر الا اولوا الالباب ""
فلما مشيت بها قليلاً قلت :الك زوج ؟
قالت "" يا ايها الذين امنوا لا تسالوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم ""
فسكت ،، لم اكلمها حتى ادركت بها القافله .
وقلت لها هذه القافله فمن لك فيها ؟
فقالت : "" المال والبنون زينة الحياة الدنياء ""
فعلمت ان لها اولاد فقلت : وما شانهم في الحج ؟
قالت : "" وعلامات وبالنجم هم يهتدون ""
فعلمت انهم ادلاء الركب فقصدت بها القباب والعمارات فقلت :هذه القباب فمن لك فيها ؟
قالت :
"" واتخذ الله ابراهيم خليلا "" ، "" وكلم الله موسى تكليما "" ، ""يا يحيى خذ الكتاب بقوه ""
فناديت : يا ابراهيم ، يا موسى ، يا يحيى .
فاذا انا بشبان كانهم الاقمار قد قبلوا فلما استقر بهم الجلوس
قالت : "" فابعثوا احدكم بورقكم الى المدينه فلينظر ايها ازكى طعاماً فلياتكم برزقٍ منه ""
فمضى احداهم فاشترى طعاماً فقدموه بين يدي
وقالت : "" كلوا واشربوا هنيئاً بما اسلفتم في الايام الخاليه""
فقلت : الاّن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بامرها
فقالوا : هذه امنا منذ اربعين سنه لم تتكلم الا بالقران مخافة ان تزل فيسخط عليها الرحمن فسبحان القادر على ما يشاء
فقلت : "" ذالك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العليم ""