14-04-2014 11:54 AM
بقلم : الدكتور صبري ربيحات
سالني احد الاصدقاء بالامس عن ما الذي يمكن ان تقوم به الحكومة لاصلاح شأن الطفيلة اقتصاديا.....وقال لي ان رئيس الحكومه يبحث عن افكار يمكن ان يطبقها لاحداث تغيير في الاحوال ......لقد ازعجني السؤال اكثر مما افرحني...... والسبب ان من المفترض ان نسأل كلنا الحكومة .....لا تسأل هي الناس.....الا اذا كانت حكومة الاتصال عن بعد.....اوحكومة الكترونية ديجاتيليييييييييييييييييية............
خطر ببالي وانا استمع الى الصديق العديد من المقولات وابيات الشعر التي لا اريد ان اذكرها في هذا المقام حفاظا على بوادر الود الحكومي التي يبدو انها بدأت تزهر مع تحسن موسم مطر الطفيلة وتميز ربيعها لهذا العام.
تحدثت والزميل الزائر عن الاهمال المقصود الذي عانت ولا زالت تعاني منه الطفيلة التي
تجثم على مصادر ثروات استغلها كل الذين امتلكوا القصور في لندن... وكان.... وكوالالامبور.. ودبي والدوار الخامس... وبدر الجديدة والقديمة... ودابوق....ففيها الاسمنت الفرنسي.....والمياة الكندية.....والفوسفات البروناياوية"بروناي" والنحاس الممنوع من الصرف....والمنغنيز المؤجل .....والذهب الذي لن نستخرجه قبل اكتمال مشروع الطاقة النوويه.....الذي سيطول انتظارنا له لفترة اطول من طول اطولنا.
في الطفيلة مغارة سليمان....صاحب الكنوز الاسطوريه التي بقي مطاردي الكنوز يبحثون عنها بوساطة السحرة والكشافين المغاربة الذين ياتون ويذهبون قبل انقضاء الهزيع الاخير من ليالي الخريف ....تجثم المغارة المزعومة فوق ينابيع حمامات عفرا.....ولا زال الاهل يغنون في حفلات اعراسهم الاغاني التي استعارت كلماتها من الاساطير التي يظن الاهل انهم يملكون الشواهد على صحتها:
"حبيبي والله ما ابيعه.......لاعطوني كنوزك يا سليمان......بعد ان يستهلوا ....يا شفته في مرابيعه........ومحني رووس اصابيعه"
في الطفيله والى اقصى الجنوب منها تتسلق ضانا الساحرة سفح الجبل الذي يصل بين واديها الاخضر وعلمتها التي تطاول القمة العجلونية التي تناضرها شمالا وتطول.... .ضانا .التي حميناها. وكفينا ايدي اهلها عن الرعي والصيد والتعدين..فالمحمية التي حوت معظم النحاس الذي استخدمه الفراعنة في نهضتهم قبل الاف السنين..تقرر ان تتحول لتصبح نقطة جذب سياحي...ومنذ اكثر من عقدين والمحمية واهلها يصارعون فلا هي
حققت السياحة.... ولاهي ولجت برامج الاستثمار. الذي يملكه الفرنسيون على حواف المحمية كاشفا عن تناقض بين سياساتنا الاستثمارية وغير الاستثمارية في بلادنا التي تفهم المنطق الذي يوجهنا في العلاقة معها .
الطفيلة التي تحتضن سلع الشنفرى. بالاطلالة الساحرة على حفرة الانهدام وضفتها الاخرى على جبال الخليل....... الشنفرى صاحب اللامية الشهيرة التي خلدت ذكره وخلد ذكر المكان الذي يحتاج الى قصة تربط الماضي بالحاضر.....فابن السلع الدكتور القطامين يحمل حقيبة السياحة في افضل الاوقات التي تنهال علينا المعونات لتطوير السياحة وخلق منافذ جديدة لسياحة نتجاوز فيها عرض حجارة الاطلال وقصص الرومان التي لا يعرفها الاهالي ولا الادلاء....
الى الجنوب من السلع ترتاح بلدة بصيرا عاصمة الادوميين. التي تحتاج الى قصةمكان هي الاخرى والى مرافق تستوقف السواح والزائرين لليلة او اثنتين في رحلة عبر الوادي الممتد غربا ليلاقي الوديان المتفرعة من الجبال المجاورة.............ولا احد يمر من الطفيلة او يتوقف فيها دون ان تاسر لبه غابة الزيتون التي تحف المدينة الجميلة........
الطفيلة لا تحتاج الى ثلاثة وظائف عمال هنا او اربعة هناك......المحافظة تحتاج الى مداخلة جراحية سياحية.....زراعية.....تعدينية......تعليمية.. ثقافية....سياسيه..... يمكن ان تكون على النحو التالي:
1)تحويل الخط السياحي الى طريق الملوك ليمر من مادبا الكرك الطفيلة الشوبك وادي موسى معان العقبه......وبذلك يمكن ان يشهد الجنوب نهضة اقتصادية بفضل السياحه تحد من البطالة وتشجع المنتجات وتتحول المنطقة الى جاذبة من كونها منطقة طاردة.
تحويل الجامعة الى تقنية بحق تهتم بالمسوحات الجيولوجية والبحوث والتعدين....لاعطائها الميزة النسبية التي كانت قد اسست لتحققها قبل ان يختطفها البعض باتجاهات غير التي وجدت من اجلها.
استثمار مشروع المدن الثقافية لاحداث نقلة نوعية في حياة المجتمع وخلق مزاج عام ايجابي بدل من الاوضاع السائدة في المحافظة...زواستهلال المشروع بحالة من الارتياب والتشكيك .
استكمال مشروعات البنى التحتيه من طرق وخدمات وتسهيلات واستثمار الموارد المائية المهدورة في الحسا وعفرا والبربيطة من اجل نهضة زراعية نوعية.
التوقف عن الاهمال والتهميش وقلة الاكتراث الحكومي بالارض والانسان فلا يعقل ان تمضي الحكومة عاما او اكثر دون يكون لدى رئيسها مشروعات تحت التنفيذ غير التي وعد فيها الناس منذ اكثر من عقدين دون ان يروها.......
في الطفيلة كما في ارجاء الاردن جوع... وحب... وعتب.... وكبرياء......وفي غيرها حيرة.... وتردد.........و اشياء اخرى